جاءت موافقة غينيا الاستوائية على تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية 2015 بمثابة طوق النجاة للاتحاد الإفريقى لكرة القدم «الكاف» ورئيسه عيسى حياتو بعد الأزمة التى نشبت بسبب رفض المغرب استضافة البطولة فى موعدها المحدد بالفترة من 17 يناير إلى 8 فبراير بسبب الخوف من انتشار فيروس إيبولا القاتل فى القارة السمراء. الكاف رفض طلب المغرب تأجيل البطولة لمدة ستة أشهر وشن حربًا إعلامية عنيفة على المملكة المغربية بسبب إخلالها بالتعاقد المبرم بينها وبين الاتحاد الإفريقى حين تم إسناد تنظيم البطولة إليها مما دعا رئيس الكاف عيسى حياتو ليخرج بنفسه فى حديث تليفزيونى نادر لقناة فرنسا 24 الفرنسية أكد فيه أنه لا يتفهم بالمرة الموقف المغربى، الذى لن يمر بهذه الطريقة دون المزيد من العقوبات التى تضاف لسحب تنظيم البطولة واستبعاد المنتخب المغربى من المشاركة بل وألمح لأن الاستبعاد قد يستمر لدورتين مقبلتين فى قرارات لجنة الكاف المنظمة للبطولة، والتى ستجتمع نهاية الشهر الجارى ووعد حياتو فى حواره التليفزيونى بالكشف عن الدولة المنظمة فى غضون يومين. وبالفعل لم يمض سوى 48 ساعة حتى طار حياتو للقاء رئيس غينيا الاستوائية تيودور أوبيانج فى العاصمة مالابو للاتفاق معه على تفاصيل استضافة البلد الغرب الإفريقى للمرة الثانية فى ظرف ثلاث سنوات.. حيث كانت غينيا الاستوائية قد شاركت الجابون تنظيم نسخة 2012 فى مدينتين هما مالابو وباتا. وتم الاتفاق على ضم ملعبين آخرين هما إيبيبيان ومونجومو لاستضافة البطولة الإفريقية ووجه حياتو شكره لرئيس غينيا الاستوائية على الترحيب باستقبال البطولة وإنقاذ الكاف من الورطة التى وضعته بها المغرب. وغينيا الاستوائية دولة تقع فى غرب القارة الإفريقية، وتتكون من جزءين أساسيين الأول يطل على المحيط الأطلنطى الذى يحده غربًا فيما تحدها الكاميرون شمالًا والجابون شرقًا وجنوبًا، والثانى هو جزيرة بيوكو فى خليج غينيا والتى تضم مقر الحكم وعاصمة البلاد مالابو. ويتحدث سكان غينيا الاستوائية خمس لغات، أبرزها الإسبانية وهى لغة الدولة الإسلامية بالإضافة للفرنسية والبرتغالية ولغات إفريقية محلية، ويبلغ عدد سكان غينيا الاستوائية 622 ألف نسمة يعيشون فى مساحة قدرها 28 ألف متر مربع تقريبا، واستقلت البلاد عن الاحتلال الإسبانى فى أكتوبر 1968. رئيس غينيا الاستوائية الذى أنقذ الكاف هو تيودور أوبيانج نجويما مباسوجو البالغ من العمر 72 عاما وهو رئيس البلاد منذ أغسطس 1979، ويعد الرئيس الثانى فقط فى تاريخ غينيا الاستوائية بعد انقلاب عسكرى أطاح بالرئيس السابق فرانشيسكو ماسياس نجويما، عم تيودور والذى أطاح بالعديد من أفراد أسرته من بينهم والده، ليقود تيودور انقلابًا ضده واستمر تيودور فى الحكم منذ هذا الوقت ليصبح أقدم رئيس دولة غير ملكية فى العالم حاليًا. تيودور أوبيانج حليف رئيسى للولايات المتحدة، وهو من أغنى رجال القارة السمراء حيث تقدر ثروته ب 600 مليون دولار أمريكى، ويثير تيودور الجدل حيث أعلن عام 2003 عن أنه إله البلاد، وأنه يرتبط مباشرة بالسماء، ويمكنه قتل من يشاء فى أى وقت دون مراجعة ووصف تيودور بأنه أسوأ ديكتاتور فى إفريقيا حاليًا. الطريف أن تنظيم غينيا الاستوائية للبطولة جاء ليمنح منتخبها مشاركته الثانية فى تاريخ كأس الأمم الإفريقية بعد 2012 التى شارك فيها أيضًا بوصفه فريق الدولة المضيفة، وكان منتخب غينيا الاستوائية قد استبعد من التصفيات المؤهلة للبطولة بعد تخطيه عقبة منتخب موريتانيا فى الدور التمهيدى بالهزيمة فى نواكشوط بهدف والفوز فى مالابو بثلاثية.. لكن مشاركة اللاعب تيرى فيدجو فى المباراة وهو الذى يحمل جواز سفر كاميرونى ليقصى غينيا الاستوائية من التصفيات حسب قرار الكاف فى يوليو الماضى، لتتأهل موريتانيا للدور التمهيدى الثانى.