*رعب الفشل الكلوى يهدد «كمشوش».. والقرية تجمع 4 آلاف توقيع لفسخ تعاقدهم مع شركة مياه الشرب والصرف الصحى يعانى أهالى ومواطنو محافظة المنوفية من أزمات متكررة، أخطرها انقطاع وتلوث مياه الشرب، رغم وقوع المحافظة بين فرعى نهر النيل دمياط ورشيد، ولهذا بلغت المحافظة المرتبة الأولى من حيث الإصابة بأمراض الفشل الكلوى والكبدى. واشتكت العشرات من قرى ومدن المحافظة من تلوث المياه، خاصة بمراكز «قويسنا وشبين الكوم وأشمون»، بالذات بعد واقعة عثور أهالى مدينة الشهداء على «ديدان وطحالب حية» بمياه الصنابير التى تغذى منازلهم، ونظمت عددًا من القرى ولا سيما قرية شنوان التابعة مركز شبين الكوم، وقفات واحتجاجات أمام ديوان عام محافظة المنوفية، لحث المسئولين على مزاولة دورهم بتحسين خدمات مياه الشرب، منعا لكوارث التسمم المتتالية من فترات لأخرى، فيما يُعتبر مركز منوف الأكثر تضررًا وشكاوى من تلوث المياه، فقد استغاثت قرى تتا وغمرين من سوء المياه، والذى ثبت بعد تحليل عينات المياه من القريتين عدم صلاحيتها للاستخدام الآدمى . القضية بلغت ذروتها بعد أن قامت قرية كمشوش بمركز منوف، بجمع ما يزيد عن 4 آلاف توقيع من أبناء القرية، كخطوة تمهيدية لفسخ تعاقدهم مع شركة مياه الشرب والصرف الصحى، بعد حصولهم على مستند للعينة رقم 2445 والتى تم أخذها من خزان قريتهم، تؤكد أن المياه غير مطابقة للمواصفات ولا تصلح للشرب، مؤكدين أن عمق البئر الارتوازى بمحطة مياه القرية يبلغ 60 مترًا فقط، وكان هذا العمق ملائمًا منذ سنوات بعيدة، ولكن مع تفاقم أزمة الصرف الصحى وقيام الأهالى بعمل الكثير من البيارات أصابت المياه بالتلوث الشديد. قرية كمشوش قامت بتنظيم وقفة احتجاجية خرج فيها الأهالى رجالاً ونساء وشيوخًا وأطفالاً أمام محطة المياه خوفًا من تكرار واقعة قرية «صنصفط»، والتى أصيب فيها ألف مواطن بتسمم ناجم عن تلوث المياه، الأهالى طالبوا بإقالة المهندس محمد نجيب رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمنوفية، واصفين محافظ المنوفية الدكتور أحمد شيرين فوزى بالفاشل. تحدثنا مع المهندس محمود المعداوى، أحد الأهالى، الذى قال إن الحكومة تستطيع حل مشكلة تحلية المياة بجرة قلم، من خلال توزيع متكافئ بين المياه الواردة إلى مركز منوف مقارنة بالمراكز الأخرى، إلا أن مسئولى المحافظة يتعنتون مع الأهالى فى الاستجابة لمطلبهم البسيط، رغم أن عينات كثيرة قد ذهبت إلى المحافظة وإلى شركة المياه والصرف الصحى بالمنوفية، ومعروف مدى تلوثها واحتوائها على شوائب وحبيبات وتغيير واضح فى لونها. تواصلنا مع الدكتور أحمد شيرين، فوزى محافظ المنوفية، والذى قال: إن ارتفاع نسبة المنجنيز والحديد هو ما يجعل ماء المنطقة عكرًا ويتغير لونه، ويحدث ذلك فى بعض الفترات لكن عملية التعديل فى المياه تتم لتتناسب مع المواصفات المطلوبة، وأشار فوزى إلى أن سبب المشكلة الأساسى هو إغلاق إحدى الآبار الارتوازية بقرية كمشوش، ولهذا تم تركيز الاعتماد على البئر الأخرى لحالتها الجيدة «على حد قوله»، لافتا إلى أنه فى حال اكتشاف أن المياه لا تصلح للاستخدام الآدمى، سيتم إغلاق البئر نهائيًا، مضيفًا أن مكتبه وهاتفه مفتوحان لمواطنى المحافظة لبحث مشكلاتهم وإيجاد طرق مُثلى لحلها.