فى حال وصلت كلينتون فى السبعين من عمرها لمنصب الرئيس ستكون على معرفة جيدة بكل التنظيمات الإرهابية فى الشرق الأوسط الحملة الرئاسية لكلينتون ستبدأ فعليا فى 5 نوفمبر 2014 بعد مرور نصف الفترة الرئاسية لأوباما كانت أول زوجة رئيس تصل إلى البيت الأبيض وخلفها خبرة مهنية مما دفعها لإنشاء مكتب خاص بها
إذا كان باستطاعة أحد أن يمتلك صندوق الشرق الأوسط «الأسود» فسيكون بالطبع من نصيب السيدة هيلارى كلينتون وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية السابقة والمرشحة المحتملة للانتخابات الرئاسية عام 2016. تتميز كلينتون بقوة الشخصية إلى حد العند والتصلب فى الرأى، كما أنها على دراية واسعة لدرجة الخطورة بمجريات ودواخل ومخارج الشرق الأوسط بشكل يدعو للقلق. كلينتون التى عاصرت ثورات الربيع العربى منذ بدايتها، كانت لاعبًا رئيسيًا فى تشكل خريطة الشرق الأوسط بالشكل الذى نراه حاليًا، حيث اكتسبت خبرة لا يُستهان بها من عملها كوزيرة للخارجية فى فترة حاسمة فى تاريخ الشرق الأوسط عموما وبالتفصيل. السيدة كلينتون التى حال وصولها لمنصب الرئيس ستكون فى عامها السبعين، تعرف جيدًا كل التنظمات الإرهابية فى الشرق الأوسط، وكذلك كل الرؤساء والملوك، وأيضا تعرفها جيدًا كل هذه التنظيمات التى ذاع صيتها بعد ثورات الربيع العربى. فالسيدة كلينتون ينطبق عليها قصيدة أبو الطيب المتنبى الشهيرة «الخيل والليل والبيداء تعرفنى والسيف والرمح والقرطاس و القلم». فالسيدة كلينتون التى جابت ميدان التحرير بالقاهرة عقب تنحى نظام مبارك، صافحت المارة فى الميدان، وقال لها رجل مسن «مرحبا بك فى ميدان التحرير»، ردت كلينتون باللغة العربية «أهلا كيف حالك»؟. هذه السيدة تفهم الشرق الأوسط جيدًا وتتكلم لغته، وتوصف فترة رئاستها بأنها ستكون فترة الحواسم، حيث إن هناك الكثير من الملفات التى فتحت برعايتها منها ليبيا وسوريا وحماس واليمن وتونس، وأغلب الظن ستضع هى نهاية لها بشكل غير متوقع، كما لم نتوقع جميعًا ما يحدث فى ليبيا وسوريا. فقبل أشهر قليلة بدأت بشكل ملحوظ حملة جمع التبرعات لصالح هيلارى كلينتون كمرشحة محتملة للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها أواخر عام 2016. حملة السيدة هيلارى ستبدأ فعليا فى الخامس من نوفمبر 2014، أى بعد مرور نصف الفترة الرئاسية الحالية وبدء حملة انتخابات 2016 الرئاسية. حين وصلت هيلارى كلينتون إلى البيت الأبيض مع زوجها بيل كلينتون عام 1993 كزوجة الرئيس والسيدة الأولى، أصبح ينظر إليها هى وزوجها كشريكين سياسيين حقيقيين، حيث إنها أول زوجة رئيس تصل إلى البيت الأبيض وخلفها كل هذه الخبرة المهنية، لدرجة أنها أنشأت مكتبًا لها فى الجناح الغربى بالبيت الأبيض. ويكفى أن نعرف ثلاثة أشياء مهمة فى تاريخ هذه السيدة أولها أنها بدأت حياتها السياسية حينما كان عمرها 13 عاما، حيث ساعدت فى الحملة الانتخابية للجمهوريين عام 1960، والثانية أنها التقت بمارتن لوثر كينج عام 1962، ثم بدأت تهتم بحركة الحقوق المدنية. والثالثة أنه بدا ينظر إليها كنجم سياسى صاعد بعد أن عملت كباحثة فى تحقيقات فضيحة ووترجيت التى أدت إلى استقالة ريتشارد نيكسون عام 1974. فنحن أمام سيدة من العيار الثقيل تفوق فى خبرتها ثلاثة رؤساء أمريكيين مجتمعين وهم أوباما وجورج بوش الابن وحتى زوجها بل كلينتون. هيلارى كلينتون تختلف عن زوجها سياسيًا بشكل كبير، ففى الوقت الذى دعمت فيه هى التدخل الأمريكى فى أفغانستان وصوتت إلى جانب غزو العراق، تحفظ زوجها حتى وإن انتموا إلى نفس الحزب الديمقراطى. هيلارى لا تخشى أن ينتقدها أحد، حيث إنها تعرف جيدًا كمحامية أن تضع المهاجم فى موقف دفاع فى لمح البصر، فعندما تعرضت هيلارى كلينتون، لانتقادات شديدة خاصة من الأعضاء الجمهوريين، وذلك أثناء جلسة استماع أمام الكونجرس حول تعامل وزارتها مع هجوم بنغازى، الذى أسفر عنه مقتل السفير الأمريكى، كريستوفر ستيفنز، وثلاثة أمريكيين فى سبتمبر العام الماضى، انفجرت غاضبة قائلة أمام شاشات التليفزيون هل أتحمل المسئولية عن الأحداث الإرهابية منذ 11 سبتمبر. هذه الجملة قد تكون عابرة لمن تابعوها حينذاك، حيث إنها تعرضت للضغط ثم انفجرت غاضبة، الأمر ليس هكذا تماما بل الرسالة كانت موجهة لأعضاء الكونجرس الجمهوريين، وجلب 11 سبتمبر كان رسالة لهم، مغزاها لا داعى لفتح ملفات حساسية حيث إن 11 سبتمبر حدثت أثناء رئاسة رئيس جمهورى وهو جورج بوش الابن، أى بالمصرى «سيب وأنا أسيب». وبالفعل كانت هذه هى نهاية استجواب هيلارى كلينتون حول مقتل السفير الأمريكى فى ليبيا. كما أن هناك أساطير بدأت تروج عن هذه السيدة عنيفة الشخصية، ففى كتاب «تفاصيل حياة الأسرة الأولى» كتب موظفون سابقون فى الخدمة السرية لحرس الرئيس الأمريكى، كتابًا حول طبيعة عملهم مع هيلارى كلينتون عندما كان زوجها رئيسًا للولايات المتحدة. قال مؤلفو الكتاب: «عندما تكون هيلارى أمام الأضواء تبدو بوجه معين، ولكن عندما تنتهى من عملها تصبح شخصًا مختلفًا تمامًا». ويقول أيضا فى الكتاب حسبما ذكرت إذاعة «صوت روسيا» على موقعها نقلًا عن الكتاب «إن العمل مع هيلارى كلينتون مصدر إزعاج حقيقى فقد كانت توبخ المرافقين الأمنيين يوميًا». ووفقا لمؤلف الكتاب، فإن أحد المرافقين الأمنيين لهيلارى كلينتون انتحر بعد أن انتقدته فى إحدى المرات بشكل لاذع. تحيط بهيلارى العديد من الشائعات القوية، وكان آخرها أن لها ميولًا جنسية مثالية بحسب جينيفر فلاورز المرأة التى زعمت أنها كانت عشيقة بيل كلينتون طوال أعوام، فى حديث مع صحيفة ديلى ميل البريطانية أواخر العام الماضى. حيث قالت إن الرئيس بيل كلينتون قال لها إن زوجته هيلارى ثنائية الميول الجنسية، أى أنها تحب ممارسة الجنس مع الرجال والنساء على حد سواء، وإن أبرز عشيقات هيلارى هى أوما عابدين، التى كانت اليد اليمنى لهيلارى طوال سنوات، منذ أن التقت بها فى البيت الأبيض كمتدربة فى نفس توقيت عمل مونيكا لوينسكى كمتدربة أيضًا مع زوجها فى حينها، وهو ما قد يبرر دعمها لزوجها فى حينها. ميول هيلارى المثلية وإن صحت، تعتبر فى صالحها خاصة فى أمريكا التى تؤمن بالحريات الشخصية، علما بأن هناك ولايات أمريكية تعترف بزواج المثليين، لكن التحفظ الوحيد سيكون كونها امرأة متزوجة، وتعمل بالسياسة. هناك أساطير بدأت تروج بالفعل فى الولاياتالمتحدة عن كيف ستكون الدعاية لهذه السيدة العجوز التى ستكون أول رئيس سيدة لأمريكا، حيث ستتولى جهات إعلامية مهمة بما فى ذلك هوليوود مهمة الدعاية لها. سوف تستغل السيدة هيلارى نفس فريق حملة أوباما وهو الفريق الذى يضم نخبة من الموهوبين والذى يعيد إلى الأذهان ما لاقته حركة انتخاب أول رئيس من أصل إفريقى عام 2008 من زخم واهتمام حول العالم، حيث سينطلق نفس الفريق من ذات النقطة كونها امرأة. ونقطة انطلاق الفريق الدعائى من كونها امرأة سوف تأخذ الشعب الأمريكى، بعيدًا عن كونها الأنسب سياسيًا واقتصاديا، إلى كونها تحمل ميزة نسبية فيها بعض التوابل الانتخابية، بما يتناسب مع عصرية وطريقة تفكير الشعب الأمريكى المرفه العصرى، الذى يفضل الأغذية الصناعية عن الأغذية الحقيقية! فهل استعد العرب للسيدة هيلارى كلينتون العجوز العنيد كرئيسة محتملة للولايات المتحدةالأمريكية عام 2016، فهى التى وضعت بصمتها على خريطة الشرق الأوسط لتتركه بشكله الحالى، قبل أن تترك وزارة الخارجية الأمريكية كوزير. يناط بهيلارى كلينتون حسم عدة ملفات فى الشرق الاوسط وعلى رأسها هندسة ملف اليمن، بالشكل الذى أبقى الوضع على ما هو عليه، بعزل صالح مقابل أن يبقى النظام بشكل جديد، وكذلك إنهاء الملف الليبى بشكل سريع وتدخل عسكرى مباشر، بالإضافة إلى البطء المقصود فى الملف السورى، وكما نقول باللغة العربية العامية «من استحضر العفريت هو فقط الذى يعرف كيف يصرفه»، فهل حال وصول هيلارى كلينتون إلى رئاسة أمريكا، سنرى شرق أوسط جديدًا، أم سنرى أسوأ مما نراه الآن على الخريطة العربية.