رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن في عطلة الصاغة الأسبوعية الأحد 17 أغسطس 2025    منافسة بنكية ساخنة على رسوم تقسيط المشتريات تزامنًا مع فصل الصيف    إعلام فلسطيني: 7 شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال المستشفى المعمداني في مدينة غزة    عمرو الحديدي: مكي قدم مباراة كبيرة أمام الزمالك وناصر ماهر لا يصلح لمركز الجناح    مصرع شخصين وإصابة ثالث في انقلاب دراجة نارية بأسوان    اليوم.. تشييع جثمان مدير التصوير تيمور تيمور من مسجد المشير طنطاوي    خالد سليم يعانق وجدان الجمهور بصوته في الأمسية الثانية من فعاليات الدورة 33 لمهرجان القلعة (صور)    وكيل صحة سوهاج يحيل طبيبا وممرضا بمستشفى طما المركزى للتحقيق    "لسه بيتعرف".. أيمن يونس يعلق على أداء يانيك فيريرا في مباارة الزمالك والمقاولون    ملف يلا كورة.. تعثر الزمالك.. قرار فيفا ضد الأهلي.. وإصابة بن رمضان    سلة - باترك جاردنر – سعداء بما حققه منتخب مصر حتى الآن.. ويجب أن نركز في ربع النهائي    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    «بأمان».. مبادرات وطنية لتوعية الأهالي بمخاطر استخدام الأطفال للإنترنت    "أكسيوس": الصين ذُكرت في قمة ألاسكا كأحد الضامنين المحتملين لأمن أوكرانيا    للمطالبة بإنهاء حرب غزة، إضراب عشرات الشركات والجامعات في إسرائيل عن العمل اليوم    عمرو محمود ياسين يكشف تفاصيل رحيل تيمور تيمور: «الأب الذي ضحى بحياته من أجل ابنه»    مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يفتح باب التقديم للورش الفنية في دورته ال32    إزالة تعديات على الشوارع بالخارجة.. والتنفيذ على نفقة المخالف| صور    لأول مرة بجامعة المنيا.. إصدار 20 شهادة معايرة للأجهزة الطبية بمستشفى الكبد والجهاز الهضمي    انخفاض الكندوز 26 جنيهًا، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    نشرة التوك شو| لجان حصر وحدات الإيجار القديم تبدأ عملها.. واستراتيجية جديدة للحد من المخالفات المرورية    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الأحد 17 أغسطس 2025    تعرف على مكان دفن مدير التصوير الراحل تيمور تيمور    يسرا تنعى تيمور تيمور بكلمات مؤثرة: "مش قادرة أوصف وجعي"    رئيس الأوبرا: واجهنا انتقادات لتقليص أيام مهرجان القلعة.. مش بأيدينا وسامحونا عن أي تقصير    ننشر معاينة حريق مخزن بولاق أبو العلا بعد سيطرة رجال الحماية المدنية    أول تعليق من فيريرا بعد تعادل الزمالك والمقاولون العرب    أسباب وطرق علاج الصداع الناتج عن الفك    «صحة مطروح» مستشفيات المحافظة قدمت 43191 خدمة طبية وأجرت 199 عملية جراحية خلال أسبوع    الزمالك راحة من مران الأحد.. ويبدأ الاستعداد لمودرن الإثنين    أول يوم «ملاحق الثانوية»: تداول امتحانات «العربي» و«الدين» على «جروبات الغش الإلكتروني»    في أقل من شهر.. الداخلية تضبط قضايا غسل أموال ب385 مليون جنيه من المخدرات والسلاح والتيك توك    توقعات الأبراج حظك اليوم الأحد 17 أغسطس 2025.. مفاجآت الحب والمال والعمل لكل برج    تعليق مثير فليك بعد فوز برشلونة على مايوركا    شهداء ومصابون في غارة للاحتلال وسط قطاع غزة    أبرز تصريحات الرئيس السيسي حول الأداء المالي والاقتصادي لعام 2024/2025    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    الأردن يدين بشدة اعتداءات الاحتلال على المسيحيين في القدس    تصاعد الغضب في إسرائيل.. مظاهرات وإضراب عام للمطالبة بإنهاء الحرب    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    كيف تتعاملين مع الصحة النفسية للطفل ومواجهة مشكلاتها ؟    مسؤول مخابرات إسرائيلى: قتل 50 ألف فلسطينى كان ضروريًا لردع الأجيال القادمة    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر فلكيًا للموظفين والبنوك (تفاصيل)    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأحد 17 أغسطس 2025 فى مصر    iPhone 17 Pro Max قد يحصل على ترقية غير مسبوقة للكاميرا    بريطانيا تحاكم عشرات الأشخاص لدعمهم حركة «فلسطين أكشن»    حزن ودعوات| المئات يشيعون جثمان «شهيد العلم» في قنا    القائد العام للقوات المسلحة: المقاتل المصري أثبت جدارته لصون مقدرات الوطن وحماية حدوده    وزير الأوقاف: مسابقة "دولة التلاوة" لاكتشاف أصوات ذهبية تبهر العالم بتلاوة القرآن الكريم    الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى    الإصلاح والنهضة يواصل تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب عبر استمارة إلكترونية    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نظرة على بدايات صنعت قنبلة الضحك الموقوتة عادل إمام.. مصنع الضحكات الذى لا يعرف الإضراب
نشر في الصباح يوم 18 - 05 - 2014

ورث خفة الظل عن جده الذى كان يمتلك محل بقالة فى المنصورة وكان يستطيع إضحاك طوب الأرض
والده كان حازمًا فى تربيته.. ولم يقتنع بأن ابنه يصلح كممثل إلا فى أيامه الأخيرة
هو النجم الأكبر فى سماء الفن المصرى حاليًا، مهما اتفقنا أو اختلفنا فسنجمع كلنا على أن عادل إمام هو الفنان الذى وصل إلى المكانة الأعلى لدى قلوب الجماهير، وللفترة الأطول. صار هو المعادل الموضوعى للضحكة ومصدر السعادة الأول لعموم الشعب المصرى، نأخذكم اليوم فى رحلة عميقة إلى تفاصيل الزعيم، حياته وماضيه وعائلته، لنراقب رحلة الحياة الطويلة التى شكلت هذا النجم الكبير.
ما زال عادل يذكر طريقة تربية والده له، كان هو أول أبنائه، يليه جاء أشقاؤه: إيمان وعصام ومنى، ويقول عادل: «كان يهمه حاجتين: الدين والتعليم ويا ويله اللى يجيب كحك أحمر ياخد علقة ساخنة، خاصة أنه كان كثير الرفت من المدرسة بسبب استقصاد مدرس الرياضة على مصطفى له». كان والده حريصا فى تربيته هو وأشقاؤه، لذا كان عادل يخشاه باستمرار، يحكى عادل: فى مرة زوغت من المدرسة وروحت ألعب كورة مع العيال فى الشارع.. سبت الشنطة على جنب.. واندمجت فى لعب الكرة إلى كنا بنصنعها من الشرابات أو من حشو الكنب.. خلصت من هناك عشان أروح.. أبص مالقيتش الشنطة، ساعتها قررت أنى ما رجعش البيت تانى خوفا من أبويا وأهرب إلى أى حتة وفعلا خدت بعضى ومشيت وفى الطريق لاقيت أبويا فى وشى.. بيسألنى رايح فين؟! وفين شنطتك؟!
ومعرفتش أجاوب فخدنى على البيت وأخدت علقة، ومع ذلك لا ينسى عادل أن والده كان حزينا وكانت يصحبه معاه دائما إلى مسجد سيدنا الحسين وإلى رؤية المحمل الذى يحمل كسوة الكعبة فى طريقه إلى الأراضى الحجازية.
ومع أيامه الأخيرة بدأ والده يقتنع به كممثل بعد أن كان رافضا لذلك لدرجة أن عادل كان يواجه أزمة أثناء تأخره بره البيت.. لأن والده هو الوحيد الذى كان يحتفظ بمفتاح البيت ولا أحد سواه.. وكان عادل دائما ما ينادى والده ب«الحاج محمد» وكان يقوم بعمل رقية شرعية له بين الحين والآخر وبالذات يوم الجمعة. إلى أن أصيب فى آخر أيامه بالبواسير ثم أمراض الشيخوخة وبدأت صحته تتدهور، وقتها كان عادل فى بيروت لعرض مسرحية «الزعيم» وقبل العرض جاءه الخبر من خلال زوجته ومع ذلك أصر على أن يتم العرض فى ميعاده وألا يتم التأجيل وظل الجمهور يضحك لمدة 3 ساعات متواصلة بينما هو من داخله يبكى وبالفعل بكى وبحرقة مع نهاية الفصل الأخير من المسرحية ومع إسدال الستار قال عادل لجمهور الحاضرين: «النهارده أبويا مات.. ومكنش فيه أحن منه فى الدنيا كان بيخاف عليا أوى ومن السياسة بالذات»، وإذا بصالة العرض كلها تضج بالتصفيق الحار.
ومثلما تحدث عن والده بذلك النوع من الود والمحبة يتحدث أيضا عن والدته ودورها فى حياته ويصفهما بأنهما مثل آباء وأمهات روايات نجيب محفوظ، يقول: «يوم أن فقدتها كنت بعرض مسرحية «شاهد مشافش حاجة» حسيت لحظاتها أنى أفتقدت أغلى وأحلى حاجة فى الحياة مانساش دعوتها لى ربنا يحبب فيك خلقه بعد موتها بحوالى شهر ونصف كنت راكب العربية الساعة تلاتة بالليل وقفتها ونزلت وقعدت أعيط بشدة، لقد أقر عادل بندمه على ما كان يفعله من أفعال غير مقصودة اتجاه والدته مثل أنه كان دائما الاعتراض على أكل معين تقوم بطهيه أو زرار قميص لم تحكه له وغيرها ومع ذلك فهو كان يحترمها رغم أنها ست فلاحة أمية بسيطة لا تعرف الكتابة والقراءة مينساش ثقافتها الواسعة وكانت تصطحبه دائما فى جولاتها، منها زيارتها كنيسة سانت تريزا فى شبرا لنذر كانت نذراه من أجل أن تنجب ولدا آخر أيضا، وأثرت كثيرا فى نشأته.. فحينما كان يقوم أحد بزيارتهم كانت تشخط فيه وأشقائه كلهم ليقوموا يقفوا.
فى حين أنها كانت تلتزم الصمت إزاء ضرب والده له لأنها كانت ببساطة تخشاه مثل أى زوجة ريفية وبالتالى لا تستطيع أن تعترض أو تحتج بل كانت تلجأ إلى شقيقها خال عادل الذى كان له دور كبير فى حياتهم وهو الإنسان الوحيد الذى يستطيع أن يتدخل لدى والده وكان لا يخالف طلباته لأنه كان يساعدهم ماديا وقد تأثر عادل كثيرا بشخصية خاله الذى وصفه «كان يملك قلق الفنانين وحيرة المثقفين.. وتلقائية البسطاء».
عاش عادل إمام سنواته الأولى فى حى الحلمية الجديدة ولا زال يذكره بفخر تؤكده كلماته، تسأله عن أصحاب تلك الفترة يقولك أحمد عز الدين وحسين ومدين وتوفيق السمر ومحمد فهمى، فى حين كان أقرب أصدقائه له شخص يدعى محمد.. فجأة اختفى وحينما ذهب ليسأل عنه جاءته الإجابة بأنهم سافروا.. وما ينساش كمان محمد سوكولالا بياع الفول الذى كان يشترى منه.. ولا فوزى القهوجى أو سيد الصعيد الفكهانى.
كان يصطحب أصدقاءه ويجلسون على قهوة عكاشة ويلعب كوتشينة وأحيانا لم يكن يجد ثمن كوب الشاى فى القهوة كانت الدنيا بالنسبة له تقف عند بركة الفيل فى السيدة زينب وصولا إلى مسجد السيد الرفاعى.
الكل كان يعرف عن عادل شقاوته فى هذه الفترة، مثلا فى مرة فى مولد السيد الرفاعى قام بربط جلاليب الواقفين من تحتهم وهرب. ومرة راح طلب من صاحبه يدخل محلا ويطلب من صاحبه عندك قص ولزق فقام بضربه لأن هذه الكلمة تستفزه وحينما خرج وصاحبه من المحل لم يجد عادل لأنه قد هرب.. ومرات كان يجلس على القهوة ويطلب مشاريب فيخرج القهوجى ولا يجده، مجرد فص ملح وداب.
أحب عادل إمام أكثر من مرة. الحب الأول كان فى فترة وجوده فى حى الحلمية. وفى مرة ارتدى أشيك ما لديه من ملابس ووضع البرفان ومشى فى الشارع تحت شباك تلك الفتاة وفجأة وهو ينظر إليها وجد الأرض من تحته وقد مالت ليكتشف أنها بلاعة مجارى فإذا به يسقط فيها وسط ضحك شديد من الفتاة، مرة ثانية أحب فتاة جميلة فى نفس الحى وتعلق بها بشدة مع تبادل مشترك للنظرات وفجأة اختفت تلك الفتاة حيث انتقلت مع أهلها لحى آخر فحزن حزنا شديدا لأنه كان لا يزال متعلقا بها حتى رآها بعدها بسنوات وقد تبدلت ملامحها الشكلية والجسمانية وتغيرت حيث زاد وزنها بشكل ملحوظ فبدأ ينساها.
أما إذا سألته عن الحب الحقيقى فى حياته؟! فيجيب وبدون تردد هالة هى حبى الأول والأخير وهالة هى زوجته ابنة الأرستقراطى محمد ممدوح الشلقانى وخريجة المدارس الفرنسية وقصة لقائها بعادل حدثت بالصدفة فى مرة كان فى زيارة إلى مكتشفه وصديقه ورفيق مشواره المنتج سمير خفاجى مؤسس فرقة المتحدين فى مكتبه بحى جاردن سيتى فشاهدها بالصدفة عندما فتحت الشباك فالتفت الكل ناحيتها وعاكسوها إلا عادل لم يقم بمعاكستها ومع الوقت بدأ يقترب منها عن طريق جدتها التى تسكن فى الشقة المقابلة لشقة خفاجى وبدأت العلاقة تتطور حيث بدأت الجلسات تتعدد بينهم بحضور الأسرة ومنها مرة دار فيها هذا الحوار. هالة: مستعجل ليه يا عادل؟! رد وقال: عندى بروفة. سألته: بروفة أيه. قالها: بروفة مسرحية مدرسة المشاغبين. فما كان منها إلا أن قالت: ربنا معاك يا عادل وهنا ودعها عادل لأول مرة بقوله باباى يا هللول.
أحس عادل بعد هذه المرة أن هالة تبادله نفس المشاعر، فى البداية قال لها «أنا مش بتاع جواز.. خلينا أصحاب»، ولكنها أصرت على الزواج، فقرر أن يذهب إلى أسرتها ويطلب يدها وهو بالفعل ما حدث لكنه فوجئ برد فعل سيئ من قبلهم إذ رفضوا بحجة أنه ممثل ناشئ، ومع ذلك فإن هالة قالت له «إحنا لبعض يا عادل» فزاد تصميمه أن يتزوجها وتكررت المحاولات، وبالفعل حدثت الموافقة أخيرا وقتها لم يكن عادل يمتلك شقة لبيت الزوجية فاقترح عليها أن يعيش كل منهما فى بيت عائلته بشكل مؤقت لحين العثور على شقة وبالفعل عثر عادل على شقة فى المهندسين مقابل 500 جنيه كخلو وأخذ الشقة ولم يكن باستطاعته تجهيزها فاضطر أن يأخذ كلاهما من بيت الأسرتين بعض الأثاث وأول تلك القطع كنبة ومرتبة وكرسى واحد، بعد ذلك تم تأسيس البيت على أحدث طراز حيث يصف عادل زوجته بأنها «وزيرة المالية» فى البيت.. لذا ليس غريبا أن يقول أن المناسبة التى هو حريص عليها هى الاحتفال بعيد ميلاد زوجته.
يعتبر أبناء عادل الثلاثة رامى وسارة ومحمد هم بمثابة نقطة ضعفه. فى البداية اتفق مع زوجته أن يقوم بتأجيل موضوع الإنجاب قليلا حتى تستقر الأمور ومع ذلك أنجبت أول أولاده رامى، يومها فرح عادل وبشدة وظل فى المستشفى يصرخ بفرحة «عادل إمام بقى أب» فقال لها عادل ولد كفاية ونعمة من ربنا حتى نربيه على أحسن وجه، ومع ذلك أنجبت سارة فقال لها «عندنا دلوقتى ولد وبنت شىء جميل جدا كفاية كدة» ومن ذلك أنجبت محمد.
يؤمن عادل بانتقال الصفات الوراثية من الآباء للأبناء ونسب توزعها كما درسها فى فترة ما فى حياته، هو نفسه ورث خفة الظل عن جده الذى كان يمتلك محل بقالة فى «شها» حيث يضحك طوب الأرض على كلامه وأسلوبه أيضا عن والده أيضا الذى لم يره أبدا يضحك بل كان عبوسا متجهما دائما ومع ذلك كان دائما ما يضحك كل من حوله على طريقته فى الكلام مثلا ابنه الأكبر رامى كان محبا للموسيقى منذ صغره وكان يأتى بمدرس كفيف يعلمه الموسيقى يقال إنه من قام بتعليم الموسيقار عمار الشريعى، مع الأيام أراد والده أن يلتحق بكلية الزراعة، لكن مجموعه جاء له بهندسة أسيوط، ومع ذلك كان غاوى دراسة الإخراج، وبالفعل التحق بمعهد الفنون المسرحية، وكان مشروع التخرج الخاص به 7 مسرحيات، كل مسرحية 4 دقائق فقط.. أما الابنة سارة فقد رفض والدها وبشدة أن تدخل مجال التمثيل قائلا لا أحب أن أراها أبدا فى حضن أحد غريب فخاف عليها جدا، أما ابنه الأخير محمد فقد دخل التمثيل بالصدفة حينما شارك فى فيلم «عمارة يعقوبيان» بالصدفة وعن طريق صديقه مروان وحيد حامد.
فى البيت يلقب عادل أبناءه بعدد من الأسماء فرامى اسمه كوكو أو الحاج طلبة وسارة اسمها زينب الدردشية فى حين أن محمد اسمه الحاج جمعة وقد تزوج ابنه رامى من فتاة تدعى ياسيمن وأنجب منها عادل وعز الدين وهما أول أحفاد عادل ثم سارة تزوجت من أحمد ابن رجل الأعمال وعضو جماعة الإخوان المسلمين نبيل مقبل وتعرفت عليه أثناء دراستها فى الجامعة الأمريكية واعترفت لوالدها بذلك فطلب من أبنائه أن يقتربا منه ويتصاحبا عليه وقد أنجبت منه ثلاث بنات هن أمينة وهالة وكاميليا فى حين لم يتزوج محمد بعد وإن كان يشترط فى زوجته أن تكون من خارج الوسط الفنى وأن تتفرغ له فقط أسوة بوالده الذى رفض عمل زوجته هالة فى البداية كمدرسة لغة فرنسية كانت تصرف مصاريف مواصلات فقط أكثر مما تتقاضاه فاكتفت بتربية الأبناء والتفرغ لزوجها.
إذا لم يكن عادل مرتبطا بتصوير أى عمل فإن من عادته دائما النوم كثيرا حيث يستيقظ بعد المغرب، يعيش حياته الآن فى فيلا تحمل لافتة مكتوب عليها «آل إمام» فى المنصورية اشترى أرضها فى التسعينيات وقام ببنائه للم شمل الأسرة بعد أن ضاقت به شقة الزوجية التى عاش بها لسنوات فى 2 شارع سليمان أباظة فى حى المهندسين وكان جاره هو الكاتب الصحفى مفيد فوزى وكان كثيرا ما يلتقى به فى ذلك الوقت بالإضافة لاتخاذه مقهى أسفل العمارة التى يسكن فيها مكانا ليلتقى أصدقاءه المقربين مثل سعيد صالح وصلاح السعدنى والصحفى محمد عبدالمنعم.
يمارس من الرياضة السباحة والمشى.. فى حين يتابع مباريات كرة القدم لفريق النادى الأهلى الذى أصبح يشجعه بعد تخليه عن تشجيع نادى الزمالك الذى شجعه لمدة أربعين سنة ويهوى لعب الطاولة مع ابنه رامى.
فى الصيف يذهب دوما إلى العجمى حيث يمتلك هناك بيتين قام ببنائهما فى نهاية السبعينيات حيث يعشق الحياة فى الإسكندرية حيث بحث كثيرا عن مكان به هدوء حتى عثر على العجمى بعد أن أراد أن يشترى أرضا فى أبوقير لكن وجود مصنع يصدر ضجيجا حال دون ذلك وفى أحيانا أخرى يذهب إلى الساحل الشمالى حيث يمتلك شاليه هناك ويحب السفر إلى الخارج فيكون ذلك إلى شاطئ الريفيرا الفرنسى، فى وقت فراغه يحب عادل القراءة ومن الممكن أن يبدأ قراءة أكثر من كتاب فى وقت واحد.. فى حين تقوم زوجته بترجمة الكتب الفرنسية.. ومن أحب الكتاب لديه محمد حسين هيكل، وبهاء طاهر والسيد ياسين وصلاح حافظ.
يحب من المطربين عبدالحليم حافظ حيا وميتا وهو الذى وصفه بأنه أفضل اختراع للقضاء على الحزن، ومحمد منير وإيهاب توفيق وفى الشعبى يحب أحمد عدوية وفاطمة عيد ومؤخرا استمع أوكا وأورتيجا بعد أن اكتشف أن أكبر أحفاده يستمع لهم أيضا إلى جانب ذلك يحب الاستماع إلى الموسيقى الهادئة والكلاسيكية وهو الذى كان يحضر حفلات أوركسترا القاهرة السيمفونى فى الأوبرا الخديوية القديمة بالقرب من العتبة وحاليا يبحث عنها فى إذاعة البرنامج الموسيقى.
قام عادل منذ سنوات وبالتحديد سنة 2007 بأداء مناسك العمرة وللمرة الأولى، فى حين أنه يحب الاستماع للقرآن الكريم بصوت القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل ويصف زوجته هالة بالمتدينة وحرصها على تعليم ذلك لأبنائها.
فى حياته الآن أصبح منظما كثيرا امتنع تماما عن التدخين بعد فحوصات أجراها فى باريس نتيجة متاعب فى عينه كادت تودى إلى إصابته بالعمى وخضع وقتها لجلسات مكثفة، أيضا امتنع عن شرب الشاى والقهوة والمياه الغازية واستبدلهم بشرب النسكافيه باللبن لتأثير ذلك على صحته حيث يعانى منذ فترة طويلة من قرحة فى المعدة، يشرف على حالته الدكتور مصطفى المنيلاوى ورغم أن الفول والطعمية مضران باعتبارهما أكلات حراقة فإنه لا يمنع نفسه من تناولهما حتى وقتنا هذا على الإفطار.
لدى عادل إمام عقدة قديمة من ركوب السيارات، فى السبعينيات كان يقود سيارته وفتح الزجاج وفى إحدى إشارات المرور لمحه طفل واتجه نحوه جريا قائلا «عادل إمام.. عادل إمام» وقام بضربه بالقلم على وجهه، من ساعتها وعادل يرفض أولا ركوب السيارات الصغيرة وأصبح يركب السيارات العالية ماركة الدفع الرباعى.. وثانيا أن يجلس إلى جوار السائق ولا يقود السيارة بنفسه مغلقا الزجاج.

عادل ما زال يحتفظ بأول سيارة قام بشرائها فى حياته وهى سيارة رمسيس أول إنتاج للسيارات فى مصر موديل سنة 63 وكان ثمنها 200 جنيه اشتراها بالتقسيط وكان لونها كحليا حكى لى أحد العاملين باستديو الأهرام أنها كثيرا كانت تتعب عادل لكثرة أعطالها فكان يلجأ للاستعانة بهم حتى تدور أما الآن فهو يضعها فى جراج حديقة فيلا المنصورية ولا يريد أن يفرط فيها أبدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.