مجهود كبير يبذله رئيس أركان الجيش السابق الفريق سامى عنان ومساعدوه من منسقى حملته الانتخابية مؤخرًا، فى محاولة للحصول على أصوات أقباط مصر فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومحو الصورة العالقة فى أذهانهم عن تورط «عنان» فى أحداث «مذبحة ماسبيرو» التى وقعت فى 9 أكتوبر 2011، وراح ضحيتها 26 قبطيًا. وكشفت مصادر مطلعة من ممثلى الحركات القبطية فى مصر، عن حقيقة ما نتج عن دعوات الفريق سامى عنان التى وجهها منسقى حملته الانتخابية إلى أقباط مصر للجلوس معًا، وتبادل الحديث وإنهاء الخلاف حول الاتهامات الموجهة إلى «عنان» بأنه المتهم الأول فى «مذبحة ماسبيرو»، وأن دماء الضحايا فى رقبته. لقاء سرى بمصر الجديدة المصادر قالت ل«الصباح» إن الفريق سامى عنان قدم ثلاث دعوات لمسيحيى مصر من خلال مسئولى التنسيق فى حملته، للتعبير عن رغبته فى لقاء يجمعه بممثلى الأقباط فى مصر من شباب الحركات القبطية واتحاد شباب ماسبيرو،لإنهاء الخلاف حول اتهامة بتورطه فى قتل الأقباط فى أحداث ماسبيرو. محمد فرج واللواء فتحى عمار، مسئولًا حملة الفريق سامى عنان، تواصلا مع عدد من ممثلى الحركات القبطية لترتيب أولى هذه الدعوات، وبالفعل تم عقد لقاء سرى بين مسئولى الحملة وبعض النشطاء الأقباط فى أحد مقرات الحملة فى منطقة النزهة بحى مصر الجديدة (شرق القاهرة)، ونقل مسئولو الحملة إلى ممثلى الأقباط رغبة الفريق فى التواصل المستمر مع الأقباط لاهتمامه بالملف القبطى واستعداده للقضاء على فكرة أن الأقباط يمثلون أقلية فى المجتمع على حد وصف مسئولى حملته، وأنه يدرك تمامًا مدى أهمية المشاركة الفاعلة التى قام بها الأقباط فى الثورات الأخيرة لبناء مصر الحديثة، وأن لديه رغبة فى الحصول على دعم الأقباط حال ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة. المصادر أوضحت أن ممثلى الأقباط عبروا عن أن قبولهم لهذا اللقاء جاء لرغبتهم فى توصيل رسالة مباشرة باسم مسيحيى مصر جميعًا إلى الفريق عنان، مفادها أنه من المستحيل التفاوض أو حتى مجرد الاستماع إليه إلا بعد الخروج عن الصمت فى حقيقة ما حدث فى 9 أكتوبر 2011، وقتل 26 ثائرًا من المسيحيين أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو».
ثلاث دعوات ومن جانبه أكد الدكتور مينا مجدى المنسق العام لاتحاد شباب ماسبيرو، أنه بالفعل تم التواصل بين منسقى حملة الفريق سامى عنان، وبين قيادات الاتحاد، وجرت بينهم العديد من الاتصالات، لكن الرفض كان يأتى دائمًا لهذه العروض، وكان محمد فرج واللواء فتحى عمار منسقا الحملة يحملان الرد السلبى إلى الفريق عنان. المنسق العام لاتحاد شباب ماسبيرو قال، إن ثلاثة من قيادات «اتحاد ماسبيرو» استقبلوا دعوات حملة الفريق «عنان» على مدار الأسابيع الماضية، وكان رد قيادات الاتحاد فى كل مرة على الدعوات الثلاثة :» أقباط مصر يرون أن يدا الفريق سامى عنان ملطخة بدم الثوار المصريين الأقباط فى أحداث ماسبيرو، وبالتالى لا سبيل للجلوس معه على طاولة المفاوضات، وأن هذه رسالة متفق عليها بين أقباط مصر، وأن اتحاد شباب ماسبيرو لديه من المبادئ ما يمنعه من الاتجاه نحو دعم أى مرشح يكون سبق وأن تورط فى دم أو شارك فى قتل المصريين».
نص المكالمات الهاتفية وكشف «مجدي» ل«الصباح» أن المكالمات الهاتفية التى تبادلها منسقو حملة «عنان» مع قيادات «الاتحاد» استقبلها كل من المحامى هانى رمسيس عضو المكتب السياسى ومينا ثابت عضو اللجنة الإعلامية وإندراوس عويضة عضو المكتب السياسى، وأجراها من جانب حملة «عنان» اللواء فتحى عمار، وبدأت بالسؤال عن سبب عزوف الأقباط عن دعم الفريق سامى عنان فى الانتخابات الرئاسية، فكانت الإجابة أن الفريق متورط فى مذبحة ماسبيرو، وإذاً كان لدى حملته أدلة على غير ذلك فلتعرض على الرأى العام، وأن الأقباط ليس لديهم موقف شخصى من سامى عنان، ولكنه موقف سياسى.
ترشح «عنان» جريمة المنسق العام لاتحاد شباب ماسبيرو اعتبر أن ترشح الفريق سامى عنان للانتخابات الرئاسية المقبلة جريمة فى حق البلد،لأن تورط «عنان» فى قتل الثوار المصريين جريمة يجب التحقيق فيها، خاصة لأنه فى ذلك الوقت كان عضوًا فى المجلس العسكرى ورئيس أركان القوات المسلحة، بمعنى أنه الرجل الثانى فى قيادة الجيش، كما أن الاتحاد يحمله مسئولية ما آلت إليه البلاد نتيجة إدارته لها، وتسليم الحكم للإخوان، مما تسبب فى كوارث متتالية بناء على ذلك، بداية من لجنة كتابة الدستور إلى حكم الدكتور «مرسى»، وأن عنان بشكل واضح كان أحد أركان الإدارة الفاشلة فى إدارة البلاد بعد ثورة 25 يناير، لهذا فالاتحادى يرى أن فكرة ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة جرأة يحسد عليها. من جانبه أكد المحامى هانى رمسيس عضو المكتب السياسى لاتحاد شباب ماسبيرو تلقية اتصالًا هاتفيًا من اللواء فتحى عمار منسق الحملة الشعبية لترشح الفريق سامى عنان يدعوه فيه لحضور لقاء مع مجموعة من أعضاء الحملة الشعبية والقائمين على إعداد البرنامج الانتخابى لحملة «عنان»، لشرح وجهة نظر الفريق من الملف القبطى وتسوية الخلاف مع أقباط مصر حول مسألة أحداث ماسبيرو. وأوضح «رمسيس» أنه رفض تلبية الدعوة، ونقل رؤية الاتحاد لمنسق حملة «عنان» اللواء فتحى عمار، بالرفض التام للجلوس على طاولة واحدة للتفاوض على دم أقباط مصر، وأنه-رمسيس- أحد المحامين الرافعين للدعوة التى أتهم فيها الفريق«عنان» بالتورط فى قتل الثوار فى أحداث ماسبيرو، بالإضافة إلى أنه طالب النيابة العامة بالتحقيق مع عنان حول حقيقة ما حدث فى مذبحة ماسبيرو. وكشف عضو المكتب السياسى لاتحاد ماسبيرو عن اعتراف اللواء فتحى عمار له، عن وجود أسرار لدى الفريق سامى عنان وحقائق عن أحداث ماسبيرو لم يعلن عنها حتى الآن، لهذا طالبه بأن يخرج «عنان» بإعلان هذه الحقائق فى مؤتمر صحفى عالمى، ويترك تقييم صحتها من عدمه للرأى العام والسلطات المختصة. . ���(��M�امية ولفظية شديدة بين الطرفين، وهو ما استدعى عقد لقاء سريع بين «صباحى» و«علي» ومنسقى وقيادات الحملتين لإنهاء الخلاف والجدل وتكذيب الشائعات التى صدرت بأن «صباحى» رفض لقاء «علي» إلا بشرط تنازله عن ترشحه للرئاسة، وضم الحملتين فى حملة واحدة تحت شعار حملة «مرشح الثورة»، وأنه هو الأفضل والأجدر بالترشح، فكان اللقاء حتميًا ولابد منه فى هذا الوقت لوقف المشادات والإساءة اللفظية للمرشحين، وإيضاح لأعضاء الحملتين أن المرشحين ليسوا خصومًا، ويوجد بينهم كل احترام وتقدير، وبينهم تنسيق سياسى لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة».
وأشار إلى أنه فى البداية كانت هناك دعوة من «صباحى» إلى علي لعقد لقاء بينهم للتشاور حول انتخابات الرئاسة، ومسألة ترشح «علي» من عدمه، ولكن لظروف طارئة- رفض وسيلى ذكرها- أجلّ «صباحى» اللقاء، وفى نفس اليوم أعلن ترشح للرئاسة، بعد ذلك قام رئيس حزب «التحالف الشعبى» عبدالغفار شكر بدور الوسيط لتقريب وجهات النظر وإنهاء الخلاف الذى دعا إلى إلغاء وليس تأجيل اللقاء الأول. وجاء اللقاء الثانى فى مقر «التحالف الشعبى» فى حضور شكر، وتطرق الحوار أولاً إلى التنسيق وتنظيم الحوار فيما بينهما فى الفترة المقبلة، وثانيًا الاتفاق على كيفية إيجاد آلية ضمانات للعملية الانتخابية، ثم تشكيل لجنة مشتركة من قيادات الحملتين تضم المهندس عادل وسيلى والناشط مالك عدلى من حملة « علي»، وعمرو بدر والناشط حسام مؤنس من حملة «صباحى»، بهدف الرجوع إليهم فى الأزمات التى قد تواجه أعضاء الحملتين مستقبلًا.