تعانى محافظة سوهاج بصعيد مصر، من كل أنواع الإهمال، كأن الجميع تواطأ على تركها وأهلها لمواجهة الفقر والمرض وغياب الأمن، ما جعلها تعد أكثر المحافظات طرداً للسكان على مستوى الجمهورية، بينما وصل معدل الفقر بين أبناء المحافظة 43%، وهى الأعلى فى مصر، فيما وصلت البطالة إلى 63%. «الصباح» سجلت الإهمال الشديد الذى ضرب مستشفيات سوهاج التابعة لوزارة الصحة، وسط صمت وكيل وزارة الصحة والمحافظ، فصرخات المواطنين المرضى لا يسمعها أحد، ففى مستشفى سوهاج العام، الأسرّة الخاصة بغرف المرضى غير نظيفة وممزقة، وزجاج النوافذ مكسور، لا يسد برد الشتاء أو أشعة الشمس صيفاً، بينما يتم احتجاز المواطنين فى صالة الاستقبال بحجة عدم إيجاد أسرّة لهم. الطبيب الجراح بأحد مستشفيات سوهاج، محمد جميل، أكد أن مستشفيات المحافظة تعانى من الإهمال الشديد، القاتل للمرضى، دون أى اهتمام من قبل وزير الصحة، عادل عدوى، ومن سبقه ممن جلسوا على كرسى الوزارة، مشيرا إلى أن الأطباء يحاولون بقدر استطاعتهم الاهتمام بالمريض رغم الإهمال فى المكان ومعداته. من جهته، قال طبيب الأطفال بأحد مستشفيات المحافظة، الدكتور مايكل سامى، إن مستشفيات سوهاج تعانى من غياب الأجهزة الطبية الحديثة، ورغم حصول بعض المستشفيات على أجهزة متطورة، إلا أنها لم تدخل الخدمة بعد لعدم وجود أطباء يعرفون كيفية استخدامها، وهو ما أدى إلى تحويل حالات العناية المركزة إلى مستشفيات أسيوط. بينما أكد حامد السيد، الموظف بأحد المستشفيات الحكومية بسوهاج، أن المستشفيات الحكومية لا يهتم بها أحد فى المحافظة، لأنها معدة لاستقبال الفقراء، قالت ربة المنزل، ميرفت البديوى، إن علاج ابنتها من حروق جعلها تنتظر بالساعات بحجة عدم إيجاد غرف شاغرة. الرعاية الصحية ليست وحدها سبب معاناة أهالى سوهاج، فالمحافظة تحظى بنصيب الأسد فى حالات الخطف والسطو المسلح، خاصة على أصحاب المحال التجارية وملاك العقارات فى ظل غياب الأمن، حيث لخص صاحب سوبر ماركت بركة ل«الصباح» الوضع الأمنى قائلاً إنه تم اختطافه، عقب ثورة 30 يونيو، وتم تعذيبى لدرجة أنه تم إطفاء السجائر فى جسدى، ولم يطلقوا سراحى إلا بعد دفع دية قدرها 150 ألف جنيه. ورغم مظاهر الفقر التى تضرب سوهاج باعتبارها إحدى المحافظات الأشد فقراً، إلا أن المحافظة تحتفظ بكنوز مطمورة، تتمثل فى الآثار الفرعونية، كونها تضم مدينة أخميم، إحدى أهم المدن الفرعونية، حتى أن البعض يتحدث عن أن قيمة تهريب الآثار من المحافظة على مدى ال10 سنوات الأخيرة، تتجاوز 10 تريليونات جنيه، كانت كفيلة بنقل المحافظة إلى مصاف المدن الأوروبية، فى وقت أعلنت المحافظة عجز الموازنة الخاصة بها، وإعلانها الإفلاس.