نجحت جماعة «الإخوان» خلال عام من توليها السلطة فى مصر، فى مد ذراعها الطولى داخل جميع مؤسسات الدولة، من خلال زرع عناصرها فى نسيج هذه المؤسسات، لضمان إحكام السيطرة الكاملة عليها، ومؤخرًا كشف بلاغ قدمه ممثل الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر، المستشار القانونى طارق محمود، إلى النائب العام، تلاعب «الجماعة» وعبثها داخل الهيئة النووية المصرية، هذه الهيئة الحساسة والخطيرة، وقد أعلنت الجبهة على لسان مؤسسها محمد سعد خيرالله أن عملية «أخونة» كاملة تمت للهيئة. البلاغ الذى يحمل رقم 3561 يتهم كلًا من الرئيس «المعزول» محمد مرسى، ورئيس الوزراء السابق هشام قنديل، ورئيس هيئة المواد النووية محسن محمد علي، بتزوير فى إعلانات وظائف الهيئة التى شابتها الرشوة والفساد والمحسوبية. وكشف البلاغ قيام رئيس الهيئة، بنشر إعلان لطلب شغل وظائف خالية بالهيئة، بتاريخ 16/2/2013، وكانت نتيجة الإعلان اختيار عناصر الإخوان فى تلك الوظائف، ورفض كثير من المتقدمين لهذه الوظائف من خريجى الجامعات، وتم قبول 40 عضوًا كمدرس بالهيئة، منهم 23 عضوًا ينتمون لجماعة «الإخوان»، وقام رئيس الهيئة بتوظيفهم ليس بناء على الكفاءة، ولكن بناء على مدى قربهم من النظام الإخوانى الحاكم، ورغم أن وزير الكهرباء الحالى، أعلن إلغاءه للإعلان المذكور إلا أن الهيئة لم تنفذ قرارات الوزير.
وهكذا تم التعيين للأحدث والأقل درجة علمية من كلية العلوم، حيث تم تعيين الحاصلين على الماجستير لعام 2013 من كلية العلوم، ولم يتم تعيين الحاصلين على الدكتوراه والماجستير لعام 2001، فى الطب والهندسة والصيدلية والزراعة وكلها مؤهلات مطلوبة بالهيئة، أما مشاريع الهيئة التابعة لقطاع الإنتاج فتُوزع عوائدها كمكافآت على إدارة الهيئة ولا تنتفع بها الدولة. أحد العاملين بالهيئة - رفض ذكر اسمه - طالب بالتحقيق فى المناقصات التى تتم داخل الهيئة، وبخاصة فى قطاعات النقل والإدارة الطبية والإدارة الهندسية وقطاع البحوث ومشروع الرمال السوداء، كما تم اكتشاف ترقيات ودرجات علمية مُنحت بالمخالفة للقانون بخلاف صرف بدلات وسفريات بدون وجه حق، بالإضافة إلى مشروع البنزينة الذى لم يكتمل وبيع طائرة مستهلكة بمبلغ 2500 ألف جنيه وتوريد أتوبيسات مخالفة للمواصفات والكارثة الكبرى التى تهدد صحة الشعب المصرى، قيام الهيئة بصناعة سماد زراعى مشع فى مصنع حمض الفوسفوريك، مما قد يؤدى لانتشار أمراض سرطانية. وأكدت الجبهة الشعبية فى بلاغها أن رئيس الهيئة السابق محسن محمد على جاء بالإخوان من خارج وداخل الهيئة وأعطاهم الكوادر التى يستحقها غيرهم وتمت ترقية كوادر إدارية من المنتمين لجماعة الإخوان، وطالب البلاغ بإصدار قرار فورى بتكليف جهاز الأمن الوطنى بإجراء تحريات تفصيلية عن الأشخاص الذين تم تعيينهم بالمخالفة للقانون.
وطالب البلاغ أيضًا بمنع محسن محمد على رئيس الهيئة السابق من السفر لحين انتهاء التحقيق، واستدعاء الرئيس المعزول محمد مرسى للتحقيق معه فى تلك الوقائع، وكشفت الجبهة الأسماء الإخوانية بالكامل داخل الهيئة النووية، وأصدرت بيانًا أوضحت فيه أن نظام المعزول عين 510 إخوانيًا فى هيئة الطاقة الذرية، وأن هذا الملف ستكشف عنه الجبهة قريبًا، وقال أحد المصادر داخل هيئة المواد النووية إن الإخوان الذين تم تعيينهم يضعون صور مرسى وأردوغان على مكاتبهم.
وقد حصلت «الصباح» على أسماء المُعينين بالمخالفة للقانون فى عهد مرسى بهيئة المواد النووية، وعلى رأسهم إسماعيل العقيد ابن عم حارس خيرت الشاطر أسامة العقيد، ومحمد رزق الذى هتف مع زملائه داخل الهيئة بسقوط حكم العسكر، ومحسن فخرى الذى أتهم الجيش بإلقاء القرآن تحت أقدام الجنود فى اعتصام «رابعة»، وخالد على الذى يجمع توقيعات داخل الهيئة لمقاطعة الاستفتاء القادم. واتهم البلاغ المقدم من الجبهة رئيس الإدارة المركزية ورئيس قطاع البحوث أحمد وفقى وأحمد عبدالله بأنهم السبب فى تعيين هؤلاء بالمخالفة للقانون.