بعد سقوط الجماعة بأمر الشعب فى 30 يونيو، أصيب الإخوان بالهوس والجنون، فضربوا بإرادة الشعب عرض الحائط، وعقدوا العزم على العكننة على المصريين يوميًا، فى المساجد والشوارع والمدارس والجامعات، حيث شهدت الجامعات المصرية على وجه الخصوص أكبر موجة عنف وتخريب وترهيب لم تشهدها على مر التاريخ، تنفيذًا لمخطط تنظيم دولى تموله دول وأجهزة معروفة بدعمها للإخوان والرئيس المعزول. تبدأ مسيراتهم ومظاهراتهم بالجامعات يوميًا بالهتاف والطبول بهدف إثارة الفوضى وتعطيل الدراسة، للضغط على النظام بدعوى «عودة الشرعية»، لتنتهى مسيراتهم بمشهد متكرر، وهو اشتباكات مع معارضيهم وقوات الأمن، ووقع على عاتق الإعلام عناء البحث والرصد والتحليل لمعرفة العقل المدبر للأحداث، لتكتشف «الصباح» أن قسم الطلبة بتنظيم الإخوان الذى أسسه البنا لممارسة دور دعوى بين الطلاب واستقطاب العديد منهم لتجنيدهم، هو المسئول الأول بعد عزل «مرسى» عن تنفيذ مخطط «الأرض المحروقة»، بدعم من عناصر من خارج الجامعات، علاوة على أساتذة وزوجات وأبناء قيادات الإخوان المحبوسين كما خاضت الجريدة رحلة الكشف عن الغموض الذى يحيط بمصدر الأسلحة التى يستعين بها الإخوان فى مواجهاتهم مع الأمن، من زجاجات المولوتوف التى يصنعونها خلف كلية الهندسة بجامعة الأزهر، والأسلحة البيضاء التى يخفونها داخل غرف المدينة الجامعية التى تجمعهم وحدهم دون غريب. وكانت المفاجأة الكبرى التى كشفتها «الصباح» هى مسئولية نجل «محمد مرسى» نفسه عن تمويل مظاهرات وعنف طلاب الإخوان بالجامعات المصرية. مهنة الرُسل، والتى كانت تحظى بالتقدير والاحترام فى مجتمعنا، تحول محترفوها من مُحاضرين إلى محرضين، ويبدو أن إدارة مشهد العنف داخل الجامعات المصرية لم يقتصر على الطلاب فقط، بل ظهر دور للعمداء والأساتذة داخل الجامعة فيما يدور من أحداث فى الفترة الأخيرة. لم يكن المشهد جديدًا على ساحة الجامعات المصرية، بل بدأت هذه المأساة للمرة الأولى عام 2007، حين قدم طلاب الإخوان بجامعة الأزهر العروض الرياضية بملابس عسكرية أثناء تظاهرات الجامعات فى ذلك الوقت، وقد وُضعت القضية بين يدى القضاء وحملت رقم «2 / 2007» جنايات عسكرية، والتى اعتقل فيها عددًا من قيادات الجماعة فى 14 ديسمبر 2006 على رأسهم خيرت الشاطر وحسن مالك ومحمد على بشر، تلتها 5 حملات اعتقال فى القضية، كان آخرها فى 14 مارس 2007 فى قضية حملت رقم 963 لسنة 2006، والتى أصدرت فيها النيابة العسكرية قرارًا بإحالة المتهمين للمحكمة العسكرية العليا فى 23 إبريل 2007 بتوقيع العميد حربى أحمد حسين، مساعد المدعى العام العسكرى، وانعقدت المحاكمة برئاسة اللواء عبدالفتاح عبدالله، وعضوية العميد سيد محمد السعيد هلال، والعقيد محمد على حسن العمدة، ومثل النيابة العسكرية المقدم محمد جندى نجيب، وصدر الحكم بتوقيع اللواء أركان حرب حسن الروينى قائد المنطقة المركزية العسكرية. وقد حُكم على 25 من قيادت جماعة الإخوان حينها بالسجن لمدة تتراوح بين 3 إلى 10 سنوات بتهم غسيل الأموال، والانتماء لجماعة محظورة وبُرىء 15 من المعتقلين، وكان من ضمن هؤلاء الأساتذة الذين دبروا هذه العروض والمظاهرات، الدكتور فريد جلبط، والدكتور صلاح الدسوقى مدرس بكلية طب جامعة الأزهر، والأستاذ فتحى محمد بغدادى مدير مدارس المساعى، وعصام عبدالمحسن، ومحمود أبو زيد، والدكتور عصام حشيش أستاذ هندسة القاهرة، والدكتور خالد عودة أستاذ الجيولوجيا بجامعة أسيوط، والدكتور أمير بسام الأستاذ بكلية طب جامعة الأزهر. وبعد مرور أكثر من 6 أعوام على هذا الحادث، تجدد دور الأساتذة فى مساعدة طلاب الجماعة والوقوف إلى جوارهم فى التظاهرات والمسيرات التى ينظمونها من أجل عودة «مرسى» وجماعته للحكم مرة ثانية، وانتهت بهم إلى تشكيل جبهة «جامعات ضد الانقلاب»، وهم أساتذة جامعيون، ذوات مناصب ومراكز علمية مرموقة ينظمون الوقفات الاحتجاجية المطالبة بعودة «مرسى»، والمحرضة على تعطيل الدراسة فى الجامعات المصرية، والتى طالت فى البداية بعض الكليات وامتدت بعد ذلك لتشمل عددًا كبيرًا منها، وكان من أكبر الداعمين لطلاب الجماعة الدكتور سعيد الضو عميد كلية التجارة بجامعة القاهرة، والذى ساعدهم كثيرًا، حيث تقدم أحمد عبدالعال رئيس اتحاد طلاب الكلية بمذكرة ضده، بعد قيامه بتحويل 8 طلاب من أبناء الكلية للتحقيق من بينهم 5 بالاتحاد على اعتبار أنهم نظموا تظاهرات ضده بسبب تعنته ضد الطلاب، ورفع قيمة المصروفات الدراسية. ومن أهم القرارات التى اتخذها «الضو» هى تعيين الدكتور محمد المحمدى رئيسًا لقسم الإدارة، وذلك بعد أن شن «المحمدى» حملة شرسة على الجيش المصرى، ووصف جنوده بالمحرضين على القتل، وهو الأمر الذى ضغط على اتحاد الطلاب وعلى طلاب الكلية بشكل عام ودفعهم لرفضه، وطالبوا عميد الكلية باتخاذ إجراء قانونى معه، إلا أنه عينه رئيسًا لقسم الإدارة، كما أن فى عهد الضو تم تعيين الدكتور خالد عبدالمنعم وكيلًا للكلية لشئون التعليم والطلاب، مع الأخذ فى الاعتبار أنه رائد أسرة «شباب بكرة»، وهى أكبر أسرة إخوانية على مستوى الجامعة، الأمر الذى ضاعف حدة احتقان الطلاب ضد العميد.
«جامعات ضد الانقلاب» المفاجأة الكبيرة أن يدعو الدكتور سامح هلال، رئيس نادى أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة، والمحسوب على جماعة الإخوان، لمؤتمر لبحث الموقف السياسى للجامعات، والذى انتهى بتأسيس ما يسمى «جبهة جامعات ضد الانقلاب»، وبدأت هذه الجبهة بجمع 550 توقيعًا من أعضاء هيئة التدريس لدعمها. وأعلن القائمون على هذه الجبهة عبر صفحتهم الخاصة على موقع «فيس بوك» أن عدد أساتذة الجامعة المنتمين لهم، والذين جرى حبسهم تعدى100 أستاذ، حيث حبس من جامعة القاهرة الدكتور أحمد الصروى مدرس الأورام بكلية الطب، والدكتور محمود أبو زيد بكلية الطب، والدكتور عوض عبدالرحمن مدرس بكلية الزراعة، والدكتور إيهاب إبراهيم أستاذ المسالك البولية بكلية الطب، والدكتور محمد عبدالغنى أستاذ الرمد بكلية طب قصر العينى، وأحمد خليفة معيد بكلية الزراعة، والدكتور محمد رشاد البيومى الأستاذ بكلية العلوم، والدكتور محمود إسماعيل مدرس مساعد بمعهد أمراض العيون، والدكتور عصام حشيش أستاذ الهندسة بجامعة القاهرة، بخلاف باقى الأساتذة من الجامعات الأخرى.
استقالة «عميد هندسة» وبعد مرور أكثر من 10 أيام على مقتل محمد رضا، طالب كلية الهندسة خلال اشتباكات بين طلاب الجماعة وقوات الأمن، قرر الدكتور شريف مراد عميد كلية الهندسة تقديم استقالته، اعتراضًا على الأوضاع، وفقًا لما أعلنته هاجر سعيد إحدى طالبات الكلية بعد أن دعا معظم أعضاء هيئة التدريس داخل الكلية للاعتصام وتوقيف الدراسة بداخل الكلية، إلا أنه استقال إثر اعتراضه على تصرفات الأمن مع الطلاب المعتصمين داخل الكلية.
«دار علوم» إخوانية كذلك من أبرز الأساتذة المحاطين بهالة كبيرة من علامات الاستفهام حول علاقاتهم بالجماعة، الدكتور محمد الشرقاوى أستاذ مقارنة الأديان ورئيس قسم الفلسفة الإسلامية فى بكلية دار العلوم، والدكتور المعتز وهو من يحرض الطلاب عبر شبكات التواصل الاجتماعى «فيس بوك و«تويتر» من خلال نشر صور مفبركة بخصوص القضية السورية بزعم أنها من واقع أحداث «رابعة العدوية». وعدد آخر من أساتذة كلية دار العلوم، منهم الدكتور أيمن ميدان، والدكتور شريف فضل عبداللطيف نائب رئيس مجلس إدارة «جمعية الحفاظ على اللغة العربية ورعاية الطالب الوافد»، والدكتور أحمد حمودة، والدكتور جمال عبدالعزيز، والدكتور محمد المنسى. أساتذة التحريض ومن ضمن الأساتذة المحرضين على العنف بالجامعات، الدكتور عصام عبدالمحسن عميد كلية طب القاهرة، والذى جرى حبسه فى قضية التحريض على العنف وخرج بكفالة 10 آلاف جنيه، إضافة إلى الدكتور عبدالرحمن البر عميد كلية أصول الدين والذى لا يزال قيد التحقيق، وقد صدر ضده قرار بالوقف عن العمل من إدارة الجامعة، والدكتور أشرف التابعى عميد كلية طب الأزهر والصادر بحقه قرار وقف لحين الانتهاء من التحقيقات. أساتذة الإخوان بالإسكندرية الدكتور أسامة إبراهيم، رئيس جامعة الإسكندرية المعروف بسعيه ل«أخونة الجامعة»، حيث عين عمداء الجامعة المعروفين بانتمائهم لتنظيم الإخوان، كما عين الدكتور فهمى عبدالباب عميدًا لكلية الهندسة الذى يتيح للطلاب فرصة التظاهر والقيام بالأعمال التخريبية للمنشآت، بخلاف الدكتور سعيد عبدالعزيز عميد كلية التجارة الذى يحاضر داخل الحرم الجامعى لتشجيع الطلاب على التمسك بحقهم فى التظاهر والدفاع عن أهداف الإخوان، علاوة على الدكتور هشام سعودى عميد كلية فنون جميلة، الذى يحرض الطلاب على القيام بأعمال العنف والشغب من خلال تحريضهم على التظاهر والتعدى على قوات الأمن داخل الجامعة، والدكتور حسن السعدى عميد كلية الزراعة الذى يساعد الطلاب فى دخول المولوتوف والأسلحة التى للجامعات لاستخدامها فى المظاهرات. الدكتور محمد إسماعيل عبدالمقصود، عميد كلية التربية بجامعة الإسكندرية، والذى يدرّس تاريخ حسن البنا وسيد قطب للطلاب، ويظل طوال وقت المحاضرة يمارس الدعاية لجماعة الإخوان، وادعاء مدى تأثيرهم على الشعوب والظلم الذى تعرضوا لهم منذ أيام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وحتى الآن، مما جعل عددًا كبيرًا من الطلاب يقتنعون بفكره. كما يعرض للطلاب فيديوهات فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، والتى تظهر جثث للأطفال بزعم قتلها فى رابعة، لحث الطلاب على تحريك مشاعرهم للعنف تجاه ما يرونه.
أخوات كلية التربية
تعد كلية التربية بجامعة الإسكندرية أكثر الكليات التى شهدت أحداث عنف خلال الفترة الأخيرة، حيث قام أعوان الإخوان بحرق السيارات داخل الحرم الجامعى، وحطموا أرصفة الجامعة، كما أن انفصالها عن حرم الجامعة، جعلها أكثر الكليات التى اشتهرت باستخدام الأسلحة خلال المظاهرات، وقام طلاب الإخوان بها بمواجهة قوات الأمن. إضافة إلى دور أخوات الكلية اللاتى مارسن دورًا كبيرًا فى حشد أكبر الأعداد من الطلاب التى تنتمى للتيار الإخوانى داخل الكلية، حيث ساعدن عددًا كبيرًا من الطالبات غير المقيدات بالكلية، ومكنهن من الدخول لمساعدتهن على أعمال العنف والشغب داخل الجامعة.