لم تكن الإجراءات الأمنية المشددة التى اتخذتها جامعة عين شمس لتأمين مداخلها بعد اقتحام طلاب الإخوان لكليتى الهندسة والزراعة، بالتعاقد على بوابات إلكترونية عالية الجودة على مداخل الجامعة، لكشف حمل أى شخص لسلاح أبيض أو نارى فور عبوره، والتعاقد مع شركة للأمن بعقد قيمته 5 ملايين جنيه، لم تكن كافية لتأمين الجامعة من أى استهداف إخوانى. فمخطط الإخوان لم يكن تسيير المظاهرات فى الجامعة فقط، وإنما استخدام حرم جامعة عين شمس عن طريق شبابها وطلابها مقرا لاعتصام جديد. الإخوان تُولى مهمة خاصة لجامعة عين شمس، وهذا ما فسره الدكتور إبراهيم مجدى، مدرس بالجامعة، والذى قال إن «الإخوان يريدون موقعا للاعتصام مختلفا بحيث يكون حيويا يصعب معه أى إجراء من قبل أجهزة الأمن، لذا جاء التفكير فى موقع الجامعة أولاً لأن جامعة عين شمس هى الأقرب إلى جامعة الأزهر عقر دار طلاب الإخوان، والتى بها أكبر عدد من الشباب الإخوان، ووجود كوبرى الفنجرى سيسهل من اتصال جامعة الأزهر بعين شمس. هذا بالإضافة إلى وجود الكثير من مؤسسات الدولة الحيوية فى هذه المنطقة، وعلى رأسها وزارة الدفاع التى يضع الإخوان أعينهم عليها والتى ستمكنهم من الاشتباك مع الجيش بسهولة كما فعلوا مسبقاً، كما تقرب جامعة عين شمس من وزارة الاستثمار، كما أن وجود مسجد النور فى هذه المنطقة كان له أثر كبير فى اختيار الإخوان لهذه المنطقة وخاصة لأنهم يعتمدون فى اعتصامهم على وجود مسجد كبير، كمسجد رابعة العدوية، بالإضافة إلى وجود مستشفى عين شمس التخصصى الذى من خلاله يستطيعون أن يكون لهم بعض الإمدادات الطبية، بالإضافة إلى أنه يخدم أكبر عدد من المصريين فيتمكنون من شل هذه الخدمة الحرجة. ويضيف د. مجدى أن مقر الاعتصام سيكون فى ميدان العباسية ممتدا على طول شارع الخليفة المأمون الذى يضم على جانبيه كل كليات الجامعة ويضمنون بذلك شل حركة الدراسة بالكامل فى الجامعة، وميدان العباسية هو الأقرب لكلية الهندسة التى تحتوى على أكبر عدد من طلاب الإخوان. كما تعد منطقة العباسية هى الواصلة إلى منطقة مدينة نصر، التى كشفت الأيام الأخيرة أنه يسكنها أكبر عدد من الإخوان المسلمين، وبذلك يكون مقر الجامعة هو المناسب للإخوان المسلمين ليكون مقراً جديداً لاعتصامهم، بعدما قضى حلمهم فى الاعتصام أمام جامعة القاهرة، وشل حركة الدراسة بها، وذلك بعد فض اعتصام ميدان النهضة. ونظرا لخطورة الوضع فى عين شمس، انتشرت قوات من الجيش بالتنسيق مع قوات مديرية أمن القاهرة يوم الجمعة الماضى بمحيط الجامعة لتأمينها، تحسبا لقيام الإخوان بتنفيذ خطتهم والإعلان عن بدء الاعتصام، لذلك قاموا بتوزيع عدد من القوات أعلى كوبرى المشاة وعلى جانبيه وأسفله، كما أقام أفراد الجيش والشرطة سواتر رملية. ورداً على ذلك صرح الدكتور محمد الطوخى، نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب، بأن الجامعة تتصدى لكل حالات تعطيل الدراسة وتحويل جامعة عين شمس لمقر نزاع سياسى، كما أن إدارة الجامعة قامت بتأمين بوابات الجامعة بوضع البوابات الإلكترونية، كذلك رجال الأمن ستتصدى لأى حالات اقتحام الجامعة بكل حسم.