عندما تلقى فورلون ميلز لاعب جويانا الدولى اتصالا عن طريق موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك من وكيل لاعبين اسبانى كى يعرض عليه ان يتم اختباره فى المملكة المتحدة ، شعر ميلز بالسعادة والحذر فى آن واحد . فعلى الرغم من ان مهاجم جويانا البالغ من العمر 22 عاما شعر ان مثل هذا الاختبار فى الملاعب الانجليزية سيرضى طموحه الكبير فى عالم كرة القدم ، الا انه شعر فى الوقت ذاته ببعض التخوف من احتمال ان تكون هناك خدعة ما، الا ان ميلز اطمأن عندما بحث فى الامر وتبين له ان الوكيل الاسبانى نابارو ابارثيو خوزيه مسجل بالفعل لدى الفيفا كوكيل معتمد للاعبين . وزعم نابارو فى رسالته على الفيس بوك انه يعمل لحساب وكالة بريطانية وطلب من ميلز ان يرسل له مبلغ 500 جنيه استرلينى لتغطية نفقات التأمين الطبى ، وهو المبلغ الذى لم يكن متوافرا بالفعل لدى اللاعب فاضطر لأن يلجأ لأحد اقاربه كى يقرضه اياه . وقال ميلز " لقد احتجت الى فترة من الوقت كى ادبر المبلغ لاسيما وانه كانت ماتزال لدى بعض الشكوك ، غير ان نابارو ظل يتصل بى كل يوم كى يسألنى عما اذا كنت قد اجريت التحويل المالى ام لا . وقد قمت بارسال المبلغ بالفعل عندما قال لى عمى ان مثل هذه الفرصة لا تسنح للمرء كثيرا على مدار حياته " . وبعد فترة وجيزة ، تلقى ميلز رسالة تؤكد له انه سيخضع للاختبار فى نادى بريستول سيتى الانجيزى وممهورة بتوقيع مدير النادى كما طلب منه الوكيل نابارو مبلغ 1200 جنيه استرلينى اخرى مطلوبة من نادى بريستول من اجل استكمال الوثائق الخاصة به قبل اجراء الاختبار . غير ان ميلز رفض ارسال المبلغ الاضافى والح فى انه يرغب فى استعادة المبلغ الذى ارسله بالفعل فتوقف نابارو عن الاتصال به تماما منذ ذلك الحين . وسرعان ما تكشفت حقيقة الامر بعد ذلك حيث اتصل ميلز بوكيل لاعبين بريطانى معروف له علاقات بلاعبين اخرين فى جويانا حيث اكد له هذا الوكيل ان الاندية الانجليزية لديها تأمين يغطى نفقات اختبار اللاعبين الجدد كما تبين ان بريستول سيتى ليس لديه اى علم على الاطلاق بموضوع ميلز . واشارت مجلة وورلد سوكر المتخصصة فى شئون كرة القدم فى تحليل لها الى ان ما حدث مع ميلز ليس مجرد واقعة فردية حيث ان العديد من العصابات الاجرامية عمدت خلال الفترة الاخيرة لاستهداف لاعبى البلدان الفقيرة ومحاولة استغلال رغبتهم فى اللعب بأندية عالمية كبرى . ولم يسلم الوكلاء العالميون انفسهم من هذا الامر حيث قال مات الكسندر وهو وكيل لاعبين يتركز نشاطه فى انجلترا انه تعرض للكثير من المضايقات حيث جرى استخدام اسمه فى النصب على بعض اللاعبين دون ان يكون لديه علم بذلك غير انه هو الذى كان يتعرض للمساءلة فى نهاية الامر . وحتى المدربين باتوا يسقطون بدروهم ضحايا لاعمال النصب مثل المدرب ستيوارت هول الذى قال " ان الاسلوب الذى يتم اتباعه عادة فى هذا الصدد هو ان يعرض على المدرب فرصة للعمل فى احد الاندية ثم يطلب منه ارسال مبلغ مالى معين لاستصدار تصريح العمل اللازم مع تعهد برد المبلغ عند اتمام التعاقد غير انه يتبين بعد ذلك ان الامر كله ليس سوى مجرد عملية نصب " . وقالت وورلد سوكر ان استخدام مواقع التواصل الاجتماعى على شبكة الانترنت ساعد فيما يبدو على تيسير اجراء هذه الاتصالات المشبوهة فضلا عن انه اضفى عليها نوعا من المصداقية التى يثبت بطبيعة الحال عدم صحتها فى نهاية الامر . فعلى سبيل المثال ، اظهر مسح تم اجراؤه على موقع فيس بوك ان هناك قرابة ثلاثين شخصا يحملون اسم ريد ديجبى ويزعمون جميعا انهم وكلاء لاعبون ، كما تبين ان احد هؤلاء الثلاثين لديه اكثر من اربعمائة " صديق " على الموقع ومن بينهم الكثير من لاعبى كرة القدم الصغار من دول العالم الثالث او البلدان النامية . وامعانا فى البرهنة على مصداقيتهم ، ذكر بعض هؤلاء الديجبى المزيفين العنوان الخاص بالوكيل الحقيقى ريد ديجبى والمسجل لدى الفيفا بل ان عددا منهم تمادى بدرجة اكبر الى انه حد نشر صورة ديجبى الاصلى على انها صورته . وغالبا ما يستمد هؤلاء النصابون مصداقيتهم على الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعى عن طريق اقامة صلات بشخصيات حقيقية ومعروفة فى عالم كرة القدم حيث جرت العادة على الا تتردد امثال هذه الشخصيات الشهيرة كثيرا فى قبول اى دعوات تتلقاها على مواقع التواصل على اساس ان تلك الدعوات تصل اليهم من معجبين او عشاق لهم . وذكر مسئولون بالشرطة البريطانية ان معظم الاشخاص الذين يمارسون اعمال النصب على غرار الواقعة التى تعرض لها ميلز يكونون من ليتوانيا ونيجيريا ورومانيا مشيرين الى انه لا يسعهم ان يتخذوا اى اجراءات حيال تلك الاعمال حتى ولو جرى فيها استخدام اسم نادى انجليزى الا اذا كان الضحية نفسه من بريطانيا . ورغم ان فورلون ميلز لم يفقد الامل بعد ومازال مستمرا فى ارسال رسائل بريد الكترونى الى الوكيل المزعوم نابارو كى يطالبه باعادة ال 500 جنيه استرلينى التى كان قد حولها له ، الا ان النصاب الذى يظهر احيانا على الشبكة العنكوبتية فى اطار محاولته للعثور على صيد جديد سرعان ما يختفى وتظهر امام اسمه كلمة " اوفلاين " ولكن ميلز مازال مصرا على تكرار محاولاته ، لعله يتمكن من استعادة امواله المفقودة مرة اخرى .