دعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الاثنين الإدارة الأمريكية إلى الانخراط في مفاوضات مباشرة مع إيران حول أزمة برنامجها النووي والتلويح بإمكانية رفع المفروض عليها مقابل تقديم الجانب الإيراني بعض التنازلات. وذكرت الصحيفة - في تحليل مقال افتتاحي أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم الاثنين- أنه للمرة الأولى منذ عام 2009، تظهر مؤشرات على حدوث انفراجة دبلوماسية في أزمة برنامج إيران النووي.. معتبرة أن مواقف طهران في محادثاتها الأخيرة مع القوى الغربية جاءت أكثر مرونة عن ذي قبل ما يتطلب من واشنطن تعديل نهج المفاوضات غير المباشرة والجلوس مع الإيرانيين على طاولة واحدة. ورأت الصحيفة أن معاناة إيران تحت وطأة العقوبات الاقتصادية وتأرجح وضعها الاستراتيجي في المنطقة في ظل الأزمة التي تعصف بسوريا؛ حليفها الإقليمي الرئيسي وصعود المعسكر السني في منطقة العالم العربي؛ جميعها قد تجبر الإيرانيين على إعادة التفكير في مواقفهم الحالية حيال مفاوضاتهم مع الغرب. وشددت الصحيفة الأمريكية على ضرورة أن تعدل واشنطن عن سياسات الترويع والترهيب والسعي إلى التوصل إلى اتفاق يستهدف الحد من قدرة إيران في صناعة قنبلة نووية بدلا من تصعيد الضغوط عليها لضمان الحصول على إما "على اتفاق شامل اليوم أو الاستسلام نهائيا فيما بعد. ورأت الصحيفة الأمريكية أن المخاوف الأمنية هى الدافع الاساسي وراء طموحات إيران النووية تاركة اعتقاد راسخ لدى أية الله خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، بأنه إذا ما قرر التخلي عن برنامج بلاده النووي نهائيا، كما فعلت ليبيا خلال العقد الماضي، لن يلقى سوى مصير العقيد الراحل معمر القذافي. وتابعت الصحيفة بالقول: "وبرغم من أن هذا الاعتقاد دفع الإيرانيين إلى ترديد مقولة شهيرة وهى "الأفضل أن نكون كوريا شمالية أخرى بدلا من أن نكون العراق، إلا أنهم يتوقون الآن أكثر من أي وقت مضى إلى رفع العقوبات المفروضة عليهم ومن ثم قد يظهرون مؤشرات تفيد التوصل إلى مخرج من أزمتهم الحالية. وخلصت الصحيفة-ختاما-بالقول: "لقد حان الوقت أن تختبر الولاياتالمتحدة النوايا الحقيقية للإيرانيين وعرضهم طريقة ما لانضمام من جديد إلى المجتمع الدولي والخروج من عزلتهم".