يشغل الشباب ممن بدأ يظهر لديهم الشيب مسألة صبغ الشعر باللون الأسود، خاصة وأن الشعر الأبيض قد يعطي مظهرًا أكبر سنًا من العمر الفعلي. وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء حكم الاختضاب بالسواد للراغبين في معرفة الرأي الشرعي حول هذا الأمر. حكم الاختضاب بالسواد اختلف الفقهاء في حكم صبغ الشعر بالسواد، مع اتفاقهم على جواز استخدامه في الحرب ليظهر المجاهدون بمظهر أكثر شبابًا وقوة أمام الأعداء. فمنهم من اعتبره مكروهًا، ومنهم من حرمه إلا في سياق الجهاد، ومنهم من أباحه مطلقًا دون حرج. الأدلة على تحريم الاختضاب بالسواد استند القائلون بالتحريم إلى أحاديث نبوية منها ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بالسواد كحواسِل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة»، كما ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر عند فتح مكة بتغيير الشيب وتجنب السواد. ويعتبر النهي في هذه الأحاديث دلالة على التحريم، بينما يرى بعض الفقهاء أن المقصود منه الكراهة لاعتبارات العادات الاجتماعية. الأدلة على جواز الاختضاب بالسواد أما من يرى الجواز فيستندون إلى حديث صهيب الخير رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن أحسن ما اختضبتم به لهذا الشيب السواد؛ أرغب لنسائكم فيه، وأهيب لكم في صدور أعدائكم». كما أن صحابة عدة اختضبوا بالسواد، منهم الحسن والحسين عليهما السلام، ولم يُنقل عن أحد إنكارهم. وورد أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يأمر بالخضاب بالسواد، لما فيه من تهدئة للزوجة ومهابة للعدو. ويشير أصحاب هذا الرأي إلى أن حديث ابن عباس لا يدل على تحريم الخضاب بالسواد، بل يصف صفة قوم دون الحكم على الآخرين. تم نسخ الرابط