أوضح الدكتور وائل الشهاوي، الباحث المتخصص في الشئون الدولية، أن موضوع سد النهضة تاريخي ومنذ فترة كبيرة وليس وليد اللحظة كما يعتقد البعض، مشيرا إلى أن أزمة سهد النهضة بدأت منذ عهد محمد علي باشا، مشيرًا إلى أن مصر كان باستطاعتها منع بناء أي سدود بحجم معين يمنع المياه عنها حتى وقعت أحداث يناير 2011، وحينها شعر أغلب الدول المعادية وعلى رأسها إثيوبيا أنه لا يوجد نظام سياسي قوي يستطيع فرض إرادته على القرارت التي يتخذونها حينها، مشيرا إلى أن إثيوبيا إبان فترة حكم الإخوان استغلوا حالة الفوضى في مصر واتخذوا قرار بناء السد بشكل رسمي والذي تأجل لسنوات طويلة، موضحا أنه تم الانتهاء من 68% من أعمال إنشاءات السد، والذي يعتبر الأكبر في قارة إفريقيا والشرق الأوسط والعاشر عالميا. وأضاف الشهاوي، خلال حواره مع برنامج "حواديت شارعنا"، المذاع على قناة "الحدث اليوم"، الذي يقدمه الإعلامي سامح دراز، أن سد النهضة يخرج كمية طاقة مهولة، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي لبناء سد النهضة هو محاولة السيطرة وإرغام مصر على القبول بقرارات معينة وفرض الأمر الواقع والتحكم في بعض الأمور مستقبلا وهذا لن يحدث بفضل الإرادة السياسية القوية حاليا، لافتا إلى أن أكبر مستثمرين في السد هي الدول الكبرى مثل أمريكا والصين وإسرائيل. ونوه بأن مصر تمتلك الآليات التي تمكنها من تفادي تأثير بناء سد النهضة، وذلك تمثل في طرح الرئيس السيسي أزمة سد النهضة على المجتمع الدولي أثناء زيارته الأخيرة للأمم المتحدة، موضحا أن الهدف من طرح الموضوع على المجتمع الدولي هو وضع المجتمع الدولي وخاصة الدول العظمى أمام مسئولياتها تجاه بناء السد، مؤكدًا أن الدول العظمى متواطئة مع إثيوبيا في موضوع سد النهضة ومتداخلة بشكل أساسي فيما يحدث الآن؛ وذكك يرجع لمصالحهم في إثيوبيا واستثماراتهم هناك، لأن مثل هذه الدول لا تنظر إلا لمصالحها في المقام الأول.
