«FreeStyle» فن التعبير عن النفس وأداء الحيل ببعض أجزاء الجسد، تحول فى الإسكندرية إلى وسيلة لممارسة كرة القدم للفتيات بعد إلغاء النشاط الكروى الخاص بهن من أندية الإسكندرية واتجاه بعضهن لأداء اللعبة فى الشارع بعدما وجدن بها المتنفس الوحيد لممارسة هوايتهن فى ظل صعوبة سفرهن إلى القاهرة من أجل استكمال مسيرتهن الكروية. وكشفت مصادر أن السبب الحقيقى لتجميد النشاط الكروى النسائى فى بعض الأندية، خاصة أندية الإسكندرية «الترام» و«سموحة» اللذين كانا يضمان العديد من عناصر المنتخب الوطنى، جاء بسبب عدم الاهتمام باللعبة مادياً مما دفع بعض اللاعبات للاعتزال فى سن مبكرة خاصة أن كرة القدم هى مصدر رزقهن الوحيد.حيث تم اختفاء 260 ألف جنيه من داخل الجبلاية تصل سنويا من «فيفا».. والبنات يصرخن من قطع أرزاقهن«هند» تروى معاناتها: أعيش أياماً صعبة فى القاهرة وأعود إلى بيتى يومين من أجل الدراسة.. والأولاد ينادونى ب«يا واد يا بت» «يارا»: الكرة النسائية هتنقرض من الإسكندرية.. و«رنا»: «اللعب فى الشارع متعة» وفى هذا السياق انسحبت الأندية من الساحة النسائية الكروية بسبب عدم قدرتها على توفير النفقات خاصة أن معظمها ينفق عليها رجال الأعمال، وأبرزها نادى وادى دجلة الذى يجد الرعاية من جانب ماجد سامى مالك النادى بالشكل الذى جعله فى مقدمة الكرة النسائية المصرية. وأكد مصدر أن الدعم المخصص من اتحاد الكرة لا يصل إلى الأندية المحلية، كاشفاً أن الجبلاية يصلها دعم سنوى من «فيفا» فقط يصل إلى أكثر من 37 ألف دولار سنوياً أى ما يعادل 260 ألف جنيه، متسائلاً: «أين تذهب هذه الأموال؟».حيث اتجهن لممارسة ال«Freestyle» حتى لا «تدفن» موهبتهن، واستكمال ما بدأنه، حيث لم يجدن خجلاً فى استعراض مهاراتهن فى الشارع أمام المارة وسط تعليقات سخيفة أحياناً ومشجعة أحيانا أخرى، استغراب البعض وتساؤلات آخرين «كيف تمارس فتاة كرة القدم فى الشارع؟». يارا عاطف، لاعبة نادى «الترام» السابقة، الذى تم إلغاء النشاط الكروى النسائى به، توجهت إلى ممارسة معشوقتها فى «مركز شباب القبانى» وتصف المركز بأنه لا يصلح لإقامة دورة رمضانية به، وروت اللاعبة ل«الوطن» حكايتها مع الساحرة المستديرة واتجاهها لممارسة ال«Freestyle» فى شوارع الإسكندرية: «أخويا حببنى فى اللعبة من وأنا صغيرة، كنت بانزل ألعب فى الشارع عادى وكل الناس كانت بتقول لى انتى حريفة»، وأكملت اللاعبة صاحبة العشرين عاماً: «بدون أى مقدمات تم إلغاء الفرق النسائية فى النادى وهو ما جعلنى أتجه للعب الكرة فى الشارع». وعن عدم شعورها بالخجل أثناء ممارسة اللعبة فى الشارع أكدت اللاعبة أنها لا تجد أى داع للخجل لأنها تعمل ما تحب، مؤكدة أنها لا تنتبه لأى تعليقات، خاصةً السخيفة منها، وكشفت «يارا» عن قرار إضراب لاعبات مركز شباب القبانى الذى أصبح ممثل الإسكندرية الوحيد، موضحة: «مفيش أى اهتمام وكل اتفاقاتهم معانا محصلتش، وافقت فى البداية على أخذ 300 جنيه فى الشهر خضعت للتخفيض حتى وصلت إلى 50 جنيها»، ووجهت اللاعبة نداءً للمسئولين عن كرة القدم النسائية فى مصر: «ياريت تنظروا للإسكندرية شوية، إحنا عندنا لعيبة من أفضل لعيبة مصر، ولو فضل الوضع على ما هو عليه كرة القدم فى إسكندرية هتنقرض». أما هند إسماعيل، لاعبة نادى سموحة السابقة، فكان لها موقف آخر حيث انتقلت اللاعبة إلى نادى الداخلية فى القاهرة بعد إلغاء النشاط النسائى السكندرى، وتروى هند معاناتها: «أنا انتقلت لنادى الداخلية علشان موهبتى ماتندفنش»، وتابعت اللاعبة التى تدرس بالسنة الأولى بكلية تربية رياضية: «أسافر إلى القاهرة معظم الأسبوع وأعود إلى الإسكندرية يوما واحدا وأنام عند صاحباتى، أحاول أوفق أوضاعى بين كليتى ولعبتى علشان معنديش حل تانى». واستكملت اللاعبة: «سموحة كان من أفضل أندية الدورى المحلى، لكن قلة الدعم دفعته لإلغاء النشاط مما دفع أكثر من بنت للجلوس فى البيت، لكن أهلى شجعونى على الاستمرار وساعدونى من أجل استكمال حلمى وهوايتى»، وتروى «هند» عن أحد التعليقات التى واجهتها أثناء ممارستها ل«Freestyle»: «مرة واحد قالى يا واد يا بت»، ومرة أخرى قال لى شخص «انتى بتفكرينى بأبوتريكة»، وأكملت: «لا أركز مع التعليقات والمهم عندى أننى أقوم بعمل ما أرغب فيه»، وأعربت «هند» عن تفاؤلها بالمستقبل وتقبل الشارع المصرى للعبة. وأعربت رنا عادل، النموذج الثالث المتضرر من إلغاء النشاط الكروى النسائى بالإسكندرية، عن شعورها بالظلم والمعاناة، وقالت: «الكرة النسائية مظلومة فى مصر، الناس مش بتتقبلها مع أنها لعبة زى اليد والطائرة ورفع الأثقال اللى البنات بتمارسها عادى»، وأكملت اللاعبة صاحبة التسعة عشر عاماً: «مش كل الأهالى بتوافق على سفر بناتهم للعب فى القاهرة، والتوفيق بين السفر والدراسة صعب جداً، والبنات اللى بتسافر للعب فى القاهرة تضحى بأشياء كثيرة مقابل ممارسة اللعبة التى تحبها». وعن ال«Freestyle» تقول: «اللعب فى الشارع ممتع عشان من غير قوانين بعكس النادى، وفى وسط كل 3 ولاد بيلعبوا كورة فى الشارع وهما صغيرين دايماً هتلاقى بنت، دى حاجة بتجرى فى دمنا»، واختتمت لاعبة سموحة السابقة والتى تمارس اللعبة منذ ثمانى سنوات: «إحنا مش عارفين نعمل إيه نفسنا حد يساعدنا عشان نعمل الحاجة اللى بنحبها».