إدماج قضية فلسطين في المناهج التعليمية ضمن توصيات منتدى اسمع واتكلم    جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2025 في محافظة البحيرة الترم الثاني 2025    محافظ المنيا يؤكد استمرار حملات إزالة مخالفات البناء والتعامل بكل حسم    "التنمية المحلية" توجه بتخفيض تكلفة ووقت استخراج تراخيص المحال    هيئة قناة السويس ترد على المعلومات المغلوطة بشأن اتفاقيتها مع مجموعة موانئ أبوظبي بشأن تطوير وتشغيل منطقة "كيزاد شرق بورسعيد"    قصف إسرائيلي يستهدف مطار صنعاء الدولي بعد إنذارات بالإخلاء    الصين تحذر واشنطن: لا تفاوض تحت التهديد والضغوط    يبقى مستبعدا من مونديال الأندية.. محكمة "كاس" ترفض استئناف ليون المكسيكي (مستند)    لتجنب الأزمات.. موعد جلسة الزمالك مع بيسيرو لإنهاء التعاقد    الفروسية من أجمل المسابقات الرياضية    أمن القاهرة يكشف حقيقة تضرر مسنة من نجلها وزوجته لتعديهم عليها بالساحل    بسبب خصومة ثأرية.. المؤبد ل 3 أشخاص بتهمة إنهاء حياة نسيبهم بطلقات نارية في قنا    مفتي الجمهورية: الشريعة الإسلامية سبَّاقة في مراعاة الحالات الإنسانية    15 صورة ل ملك زاهر من أحدث جلسة تصوير لها في الفيوم    نجوم الفن وصناع السينما في افتتاح سمبوزيوم «المرأة والحياة» بأسوان    ظافر العابدين مفاجأة فيلم "السلم والثعبان" .. أحمد وملك"    بعد اغتصاب مراهق لكلب.. عالم أزهري يوضح حكم إتيان البهيمة    نجم برشلونة يضع محمد صلاح على عرش الكرة الذهبية    «ابتزاز» أون لاين.. العنف السيبراني يتصدر أجندة المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية    موسكو: نحارب «النازية» الجديدة التي ظهرت في أوكرانيا بمساعدة ودعم الغرب    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025 في مصر والدول العربية    تأجيل محاكمة 7 متهمين في خلية "مدينة نصر" الإرهابية ل 16 يونيو    الكرملين: بوتين يبحث هاتفيا مع نتنياهو الأوضاع في الشرق الأوسط    رئيس شركة فيزا يعرض مقترحًا لزيادة تدفق العملات الأجنبية لمصر -تفاصيل    منها إنشاء مراكز بيع outlet.. «مدبولي» يستعرض إجراءات تيسير دخول الماركات العالمية إلى الأسواق المصرية    حفل استقبال رسمي على شرف البابا تواضروس الثاني في بلجراد    قصور الثقافة تطلق العرض المسرحي "منين أجيب ناس" لفرقة الزيتيات بالسويس|صور    رئيس "شباب النواب": استضافة مصر لبطولة الفروسية تعكس مكانة مصر كوجهة رياضية عالمية    رسميًا.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية 2025    عالم أزهري: الإحرام لا يصح دون المرور بالمواقيت المكانية.. والحج دعوة للتجرد من الماديات    الشيخ خالد الجندي: عبادة الله بالشرع وليست بالعقل    رئيس هيئة الدواء يستقبل وفد الشركة القابضة للقاحات «فاكسيرا»    في يومه العالمي- 5 زيوت أساسية لتخفيف أعراض الربو    مشروبات صحية يُنصح بتناولها لمرضى السرطان    وزير الاستثمار يلتقى رئيسة البنك الأوروبى لتعزيز الاستثمارات الأوروبية فى مصر    أكاديمية الشرطة تستقبل وفداً من أعضاء هيئة التدريس بكلية الشرطة الرواندية (فيديو)    تأجيل محاكمة نقاش قتل زوجته فى العمرانية بسبب 120 جنيها لجلسة 2 يونيو    بعد رحيله عن الأهلي.. تقارير: عرض إماراتي يغازل مارسيل كولر    نائب وزير الصحة: تحسين الخصائص السكانية ركيزة أساسية في الخطة العاجلة لتحقيق التنمية الشاملة    جامعة كفر الشيخ تنظّم ندوة للتوعية بخطورة التنمر وأثره على الفرد والمجتمع    المخرج جون وونج سون يزور مقر مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بالقاهرة    وزير المالية الإسرائيلي: سيتم تركيز سكان غزة في محور موراج جنوبا    الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارا بإخلاء منطقة مطار صنعاء الدولي بشكل فوري    جزاءات رادعة للعاملين بمستشفى أبوكبير المركزي    ضربة موجعة لستارمر.. رفض طلب لندن الوصول لبيانات الجريمة والهجرة الأوروبية    نصيحة وزير الشؤون النيابية لابنته بشأن العمل التطوعي    ننشر توصيات اجتماع وزراء السياحة بالدول الثماني النامية بالقاهرة    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    ادعوله بالرحمة.. وصول جثمان الفنان نعيم عيسى مسجد المنارة بالإسكندرية.. مباشر    مجلس مدينة الحسنة يواصل إزالة الآثار الناجمة عن السيول بوسط سيناء    تعليم السويس يعلن جدول امتحانات الشهادة الإعدادية    عقب التوتر مع باكستان.. حكومة الهند تأمر الولايات بتدريبات دفاع مدني    السيسي يؤكد ضرورة التركيز على زيادة احتياطي النقد الأجنبي وخفض مديونية الموازنة    "هذه أحكام كرة القدم".. لاعب الزمالك يوجه رسالة مؤثرة للجماهير    مدرب كريستال بالاس: هذا ما يجب علينا تقبله    وزير الثقافة يطلق مشروع "أهلا وسهلا بالطلبة" بتخفيض 50% للمسارح والمتاحف    «الداخلية»: ضبط شخص عرض سيارة غير قابلة للترخيص للبيع عبر «فيس بوك»    ضبط (18) طن دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ها هيثم عمار
نشر في الموجز يوم 24 - 05 - 2013

يجلس أعضاء مكتب الإرشاد وبالتحديد الذين يتحكمون في دائرة صنع القرار بالجماعة في المركز العام للجماعة بالمقطم يخططون بليل ما ينفذه المهمشون داخل ذارعهم السياسية حزب «الحرية والعدالة» جهرا بالنهار، أي أن هناك من يدبر وهناك من ينفذ التدبير.
فمكتب الإرشاد الذي يسيطر عليه مجموعة من أهم كودار ورموز الجماعة سياسيا يدير بلا أدني شك مصر منذ أن وصل رئيس حزب «الحرية والعدالة» سابقا الدكتور محمد مرسي إلي سدة الحكم، بطريقة "الدليفري" فبداخل التنظيم الإخواني من يضع الخطط من الأساس، ومن يمهد المناخ لتنفيذها، وأيضا هناك من يتولي مهمة رصد حال الشارع المصري ومعرفة مدي إمكانية تنفيذ هذه الخطط علي أرض الواقع والجزء الأهم في ذلك من يقف في وجه المدفع وينفذ هذه الخطط بلا تردد فأمامه جنة الإخوان ونعيمها لو ظل ملتزما بالسمع والطاعة وخلفه الغضب الإخواني الذي لو طال شيئاً قضي علي أخضره ويابسه، وكما يعرف الجميع أن مجموعة المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والملياردير الذي لا تنضب أمواله أبدا هي التي تحتل مكتب الإرشاد وتجمع بين يديها أساليب الإدارة كيفما يتراءي لها، وتضم كلا من الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام، الدكتور محمود حسين الأمين العام، الدكتور رشاد البيومي والدكتور محمود غزلان عضوي مكتب الإرشاد، وكل من هؤلاء له دوره الخاص به علي حدة فالمهندس خيرت الشاطر هو الذي يدير العملية برمتها، يرتب أفكاره أولا ويضع الخطة المحكمة ويسربها إلي صقور الجماعة أو كما يطلق عليهم مجموعة ال"65" التي تدير مكتب الإرشاد بالحديد والنار ومن ثم يأخذ كل منهم مكانه المنوط به ويقرأ الخطة جيدا، وبدورها تمررها لدعاة الفضائيات الذين يتصدرون المشهد السياسي برمته أو ما يسمي بأصحاب الأجنحة المكسورة داخل حزب «الحرية والعدالة»، لذلك تعد قلعة الإرشاد "العقل المدبر" الذي يدير مصر من وراء ستار و«الحرية والعدالة» "العضلات" الذين ينفذون ما ينقل لهم بالحرف فلا يجوز لأي منهم أن يخرج عن الخطة المرسومة له أو يمارس أي تعديل عليها.
تصر جماعة الإخوان المسلمين التي خرجت من الثورة بمغانم لا حصر لها وفي المقابل عاد الشعب المصري "بخفي حنين" علي العبث بمقدرات هذا البلد ويجمع قادتها داخل أدراجهم جميع مفاتيحه ليكونوا هم الأسياد وما يليهم في الترتيب داخل الجماعة وحزبها «الحرية والعدالة» "عرائس ماريونيت" يحركهم سكان مكتب الإرشاد كيفما يشاءون ومتي يريدون..يرقصون فوق جثث الشهداء يتمايلون يمينا ويسارا بكلمات مقتضبة لا تسمن ولا تغني من جوع وبتصريحات شاذة ومطاطية كأنهم بغبغاوات يرددون بلا تدبر ودون تفكير تعليمات أعضاء مكتب الإرشاد.
لم تتحرر جماعة الإخوان المسلمين حتي الآن من فكرها العبودي فلا يزال تحميها قاعدة "السيد والعبد" وفي خضم التحقيق التالي سنكشف كيف تدار الجماعة من الداخل بمبدأ "السيد والعبد" لتعيد إلي أذهاننا من جديد زمن الرق والعبودية.
1 - المرشد.. والتابع
بديع يعطي الأوامر ومرسي ينفذ
يصر الدكتور محمد بديع المرشد الثامن لجماعة الإخوان المسلمين علي ما وصلت إليه جماعته عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير علي أصباغ الأمور سواء كانت دينية أو اجتماعية بصبغة سياسية خادعة بما يتناسب مع سلطتهم في الحكم، فلم ولن نستطيع أن ننكر أو نخالف كل رأي يقضي بأن الشيخ محمد بديع علامة في أمور دينه يتمتع بقدر هائل من الهدوء والوقار، ولكن في عوالم السياسة ينصهر الحديد ليصبح ليناً ويتجمد الماء ليكون ثلوجا، فبلا أدني شك لم يستطع الدكتور بديع الجمع بين أمور دينه ودنياه فيرهق نفسه صباح مساء بإلباس الحق ثوب الباطل، والباطل ثوب الممكن، وكما قال نبينا العظيم محمد صلي الله عليه وسلم "أصعب الجهاد" جهاد النفس" ورغم أن بديع يحسب نفسه عند الله تابعا لسنة نبي الأمة فإنه منذ الثورة وحتي وقتنا هذا يسير بجماعته ناحية السلطة المتجبرة رغم أنف الثورة وأنوف غالبية أبناء الشعب المصري، ففي قصر الإخوان بالمقطم تعد الخطط وتصنع البدائل حسب متطلبات الساحة السياسية، فإذا تعلق الأمر بانتخابات برلمانية شحنوا الزيت والسكر، وإذا كان لمقربة من حزب أو حركة من الحركات السياسية دقوا ناقوس الخطر وصالوا وجالوا في تعظيم ما يؤمن به هذا الحزب وما يتخذه من خطوات جادة نحو المستقبل، لكن إذا خالفهم هذا الحزب في الرأي ينفصلون عنه بحجة أن مبادئه تخالف شرع الله، أما اذا كان الوقت مناسبا للسيطرة علي مصر من أقصاها إلي أدناها فعلوا وهم غير نادمين، وعندما يجدون أنفسم خصما وحكما علي أيدي شبابهم يماطلون ويرغبون دون أن يحركوا ساكنا، فهل يستوي كوادر الصف الأول داخل مكتب الإرشاد بمجموعة شباب إخوانية تملك قدرات هائلة وفريدة من نوعها في كل المجالات ويطلق علي قادة الإرشاد الذين يتحكمون في كل صغيرة وكبيرة أسياد الجماعة والباقي هم مجموعة العبيد وفي نفس كل شخص من أصحاب الشللية قاعدة ثابتة وموقرة في الصدر "أن هؤلاء لا يجرئون علي عصيان أو مخالفة قراراتنا، نحركهم يمينا ويسارا ينفذون ولا يملكون الحديث، نخطط ويجيدون، نستريح ويتعبون".
في مليونيات التحرير الأخيرة يردد المتظاهرون شعار وصل لجميع ميادين مصر وهو "يسقط يسقط حكم المرشد" وبالفعل ولأنه السيد الأول داخل مكتب الإرشاد فهو يحكم ولا يدير، يقرر ولا يشاهد، يتدخل ولا يظهر، وفي المقابل يواجهه الدكتور مرسي القيادي بالجماعة وحزبها "الحرية والعدالة" سابقا ورئيس الجمهورية الحالي بمزيد من الوقار والتبجيل فلا يملك أن يخالف له رأيا أو يسوف له قرارا أو يتحدث حتي في حضرته، فجميعنا لا ينسي الفيديو الذي تقمص بديع فيه دور الملقن للدكتور مرسي.
فبلحيته الخفيفة ووجهه النحيف وقبعته الماليزية يستدعي لنا من الذاكرة صورة حكام العصر الاسلامي، خاصة أنه مرشد عام لإخوان العالم من شماله إلي جنوبه ومن شرقه إلي غربه، فلا يبعث مكتب الإرشاد بتوصيات لمرسي وفريقه الرئاسي كما يقول البعض إلا في الحالات الرسمية أما فيما يتعلق بإدارة الدولة ورغم نفي مرشد الإخوان أنه لم يلتق مرسي سوي مرتين فقط، فقد أكدت مصادر أنه بصورة شبه دورية يحرص الدكتور محمد مرسي علي الاجتماع بمرشد جماعته في "فيللا" مجاورة لمنزل الرئيس بالتجمع الخامس لدعمه بقرارات جديدة ووضع الخطوط العريضة لشكل الإدارة في قصر الاتحادية ويؤكد ذلك ما يحيط به من فريق رئاسي عريض غالبية أفراده من داخل التنظيم الإخوان، غير أن الدكتور أحمد عبدالعاطي مدير مكتب رئيس الجمهورية حضر منذ الاسبوع قبل الماضي لمقر مكتب الإرشاد بالمقطم لحضور الاجتماع الدوري لأعضائه ومناقشة بعض القرارات الاقتصادية والسياسية داخليا وخارجيا، كل ذلك زيادة علي القرارات المتخبطة التي تصدر من بين يديه وسرعان ما ينحيها جانبا بناءً علي رغبة مكتب الإرشاد مما كان ركيزة أصيلة في اكتسابه عداوة جميع التيارات السياسية والقوي الشعبية وجزء كبير من القوي الاسلامية تتصدرها الدعوة السلفية فضلا عن تفضيل أكثر من دولة علي مستوي العالم بعدم التعامل معه لأنه لا يملك قوت يومه من القرارات الخاصة به ويتهمونه دائما بالموالاة التي ليس فيها شك أو ريب لقرارت بديع ورفاقه من مجموعة ال"سبع" الكبار التي تتحكم في مقاليد الأمور داخل مكتب الإرشاد.
وبهذه الطريقة المتشعبة في إدارة مصر حاصرت مرسي من جميع الجهات مشاكل عديدة لا حصر لها جعلته يفكر -حسب تأكيدات بعض المصادر المقربة من دائرة صنع القرار داخل الجماعة- في عرض تقديم استقالته للدكتور بديع إلا أن الثاني هاج كالإعصار ورفض ذلك مطلقا قائلا له: "ستواجه نفس المصير الذي واجهه المخلوع مبارك ولن نستطيع حمايتك مهما فعلنا.. انس هذا الأمر تماما".
ومع مطالبات التحرير الأخيرة بقيادة بعض القوي الثورية في مقدمتها حركة "تمرد" التي دعت لسحب الثقة من الرئيس مرسي يواجه بديع الإخوان إفلاسا فكريا فلا يملك أي حلول لإنقاذ الرئيس من مشنقة الثوار أو حتي لحفظ ماء وجهه أمام دول العالم أجمع، لأنه إذا سقط مرسي سيسقط الإخوان لا محالة، وليس أمام بديع والإخوان سوي خيارن الأول إما أن يسابقوا الزمن لتهدئة الشارع ببعض الإجراءات والحملات في شتي ربوع مصر للترويج لحكم الإخوان كما فعلوا من قبل أو البحث عن حدث قوي يلهي جميع الأطراف عن المطالبة برحيل مرسي ويكسبه عطف السواد الأعظم من شعب مصر.
2 - الإمبراطور.. والتلميذ
الشاطر يقود كتيبة الأسياد والكتاتني «سمعاً وطاعة»
«أعطني حريتي أو أعطني الموت» جملة شهيرة للكاتب والمحامي والخطيب الأمريكي المفوه وحاكم ولاية فيرجينيا آنذاك "بارتيك هنري" أثناء الثورة الأمريكية ما بين أعوام 1736-1779 فبدون حرية لا يعرف الإنسان مصيره ومصير من حوله، ورغم ذلك تتعامل جماعة الإخوان المسلمين بعد انفرادها بحكم مصر بأسلوب الدولة العميقة التي تعترف بعدم دخول أي شخص غريب لمؤسسات الدولة، وإذا قسنا هذا الحال علي الجماعة من الداخل سنجد أن قادة الصف الأول وأباطرته يصرون علي عدم دخول أي شخص آخر من أفراد التنظيم العاديين للمناصب القيادية إلا إذا أثبت ولاءه المطلق ونيته الصافية في خدمة أهداف الإخوان دون تردد أو استكانة، ومن يفعل ذلك يجد ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وفي خضم ذلك يتنافس الجميع للوصول إلي العمل مع مجموعة الكبار داخل الإرشاد، وكان من أوائل هؤلاء الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس حزب «الحرية والعدالة» الذارع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.
فمنذ دخوله الإخوان أتقن الكتاتني اللعبة جيدا وعرف من أين تؤكل الكتف فمضي نحو سعيه المطلق للوصول إلي أرفع المناصب، تقرب من إمبراطور الجماعة والمتحكم في مقدراتها المهندس خيرت الشاطر النائب الاول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وبالفعل فقد أعجب الإمبراطور بالتلميذ، واحتضنه خاصة أنه وجد فيه الشخص المطيع الذي لا يترفع في تقديم كل ما لديه في سبيل استمرار التنظيم الإخواني، وزادت العلاقة بين الاثنين حتي أصبح الشاطر لا يتسطيع الاستغناء عن الكتاتني، فذهبا سويا للقاء أعضاء من المجلس العسكري قبيل إعلان نتيجية الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية للتشاور حول إقناعهم بالدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر بدلا من الفريق أحمد شفيق لا سيما أنه تم تسريب بعض الأخبار عن فوزه بالسباق الرئاسي، ومع تقديم محمد مرسي استقالته من رئاسة «الحرية والعدالة» بدأت فكرة الانقضاض علي هذا المنصب تساور الكتاتني ليل نهار، فخلق لنفسه جوا مناسبا ومساحة خاصة به للقرب من شاطر الإخوان ولم يسمح لأحد غيره بالاستحواذ علي هذه المساحة، فرشحه الشاطر لرئاسة «الحرية والعدالة» لفترة ولاية أولي وعندما جاءت الدورة الثانية ورغم أن كل الأمور كانت تسير ناحية حسم منصب رئيس الحزب للدكتور عصام العريان إلا أن إدارة النائب الأول لمرشد الإخوان أمر غالبية أعضاء المؤتمر العام ل«الحرية والعدالة» بالتصويت لصالح الكتاتني بدلا من العريان ليفوز في النهاية تلميذه المدلل وفي نفس الوقت تخرج الانتخابات أمام الجميع بصورة حضارية ليس فيها شبهة تزوير وكما تقضي قواعد اللعبة السياسية في مصر هذه الأيام، وهو ما اتبعه الكتاتني بقصيدة من المدح في شخص الشاطر نافيا ما تردد عن تدخله في انتخابات الحزب الداخلية أو إصدار أوامر تتعلق بترجيح كفته علي كفة منافسه الدكتور عصام العريان.
ومن ذلك الحين وثمة أشياء كثيرة تحدث في كواليس حزب الإخوان لا يعلم أحد عنها شيئا غير أنها تكون بمباركة الكتاتني وأعضاء الهيئة العليا للحزب بأكملهم، فهناك أكثر من صفقة تمت في الخفاء برعاية الشاطر بين «الحرية والعدالة» وجهات أجنبية متعددة اعتمد فيها الشاطر علي علاقاته الوطيدة برجال أعمال كثر حول مستوي العالم.
وفي بداية شهر مايو المنصرم جلس الشاطر والكتاتني سويا للتباحث حول التعديل الوزراي الذي تم منذ أسبوعين وعرض نتائج المشاورات التي قام بها الحزب مع بعض أحزاب المعارضة لإحكام نظرية الأخونة في مسارها الصحيح وكأن ثورة لم تقم خاصة أن أقل ما يقال عن هذا التعديل أنه استمرار لهيمنة الجماعة علي المزيد من مؤسسات الدولة واحتكار سلطاتها بالكامل حيث شمل التعديل استحواذ رجال الشاطر علي خمس وزارت وهم الدكتور عمرو دراج للتخطيط والتعاون الدولي، ويحيي حامد للاستثمار، وشريف هدارة للبترول، وأحمد الجيزاوي للزراعة، وفياض عبد المنعم للمالية، وبخلاف الجلسة التي جمعت الإمبراطور خيرت الشاطر بتلميذه المطيع سعد الكتاتني والسالفة ذكرها فقد أكدت مصادر مقربة من الجماعة أن الاثنين اجتمعا سويا علي انفراد بعيدا عن مكتب الإرشاد وفي هذا اللقاء طرح الشاطر الأسماء المرشحة لتقلد بعض الحقائب الوزراية إلا أن الكتاتني أوصل له أن هناك اعتراضا من قبل البعض علي هذه الأسماء وهو ما قابله الشاطر بالتجاهل ومرر موافقته النهائية علي الخمسة أسماء الذين تولوا حقائب وزارات المالية والتعاون الدولي والاستثمار والزراعة والبترول، غير أن الشاطر من خلال هذا التعديل يجهز من جديد لسيطرة «الحرية والعدالة» علي أغلبية مقاعد مجلس الشعب القادم.
ولأن الكتاتني يعلم أن المرحلة الحالية حرجة والقادمة حرجة يحرص دائما علي التشاور مع الشاطر للوقوف علي آخر المستجدات واستيعاب الشارع الذي تراجع معظمه عن تأييد الإخوان خاصة أن معظم اجتماعات الهيئة العليا لحزب «الحرية والعدالة» كان النائب الأول للمرشد متواصلا معهم عبر الهاتف لمتابعة النتائج أول بأول وإبداء رأيه فيما يخص خطوات أعضاء الحزب في المرحلة الأخيرة.
3 - الثعلب.. وأبولمعة
محمود عزت يخطط.. والبلتاجي «يجعجع» علي الفضائيات
يحتفظ الدكتور محمد البلتاجي عضو المكتب التنفيذي لحزب «الحرية والعدالة» بحالة فريدة من نوعها، فيري في نفسه القدرة علي فعل كل شيء والعمل تحت أي مسمي لذلك يباغتنا بين الحين والآخر بإقحام أنفه في جميع الشئون سواء داخل الإخوان أو داخل مؤسسة الرئاسة، البلتاجي أو كما يصفه البعض بقائد كتيبة "صناع الاستفزاز السياسي" عن جدارة دوره في مجموعة العبيد، حيث يتم تكليفه من قبل الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أسبوعيا برصد حالة الشارع المصري ومدي استجابته لبعض القرارات التي تصدرها الجماعة أو يتخذها الرئيس مرسي، ولأن البلتاجي يمتلك قدرة فائقة علي المراوغة فهو رجل "تويتر" الأول بلا منازع، وكأنه يعرف الغيب أو "مكشوف عنه الحجاب" فنجده يتوقع ما سيحدث ويبدي وجهة نظره فيه دون أن يكون للجماعة رأي، وربما يندهش البعض لأنه يعارض مكتب الإرشاد في بعض الأحيان ويتقمص نفس الدور الذي كان يؤديه زكريا عزمي داخل مجلس الشعب لدرجة أن البعض كان يؤمن به ويصدقه، لكن دوره لم ولن يختلف عما تم تحديده له من قبل حكام مكتب الارشاد الرسميين، فالمهمة التي أوكلت إليه من أحدهم وهو الدكتور محمود عزت حسب الخطة التي وضعها خيرت الشاطر "السير عكس الاتجاه" وتقمص شخصية المعارض لسياسات الإخوان لإظهار أن الجماعة تتمتع بشيء من الديمقراطية واحترام الخلاف، وبأسلوب بارد يصر البلتاجي علي إصدار بعض التصريحات التي تقلب المجتمع المصري رأسا علي عقب وتغلي الساحة السياسية، ولعل كان آخرها أنه لديه استعداد لتولي مهمة قيادة جهاز الشرطة ورغم أنه أنكر ذلك الأمر مرارا وتكرارا إلا أنه اعترف لباحث وصحفي أمريكي في معهد "واشنطن" للدراسات عندما سأله: لماذا لم تكن من زملائك في جماعة الإخوان المسلمين وتتولي منصبا قياديا في أجهزة الدولة؟.. فرد عليه البلتاجي قائلا : ربما سيكون دوري في المرحلة القادمة هيكلة وزاة الداخلية، ولانه وجد نفسه محاصرا بهذه التهمة في شتي وسائل الإعلام سارع لإنكارها رغم أنها كانت مقصودة لصرف النظر بعض الوقت عن أداء الرئيس الإخواني حتي يهدأ الشارع المصري، ومن ثم يجهز الشاطر ورجاله من أسياد الجماعة بمعاونة طاقم العبيد لخطة جديدة، وهو ما يقوم به الآن لإلهاء سواد الناس عن فعاليات حركة "تمرد" التي تنادي بسحب الثقة من رئيس الجمهورية.
وتعمد الشاطر في إسناد مهمة التنسيق بين البلتاجي للدكتور محمود عزت لأنه أحد المصابيح التي أنارت الجماعة منذ انضمامه إليها عام 1923، وكذا قدرته علي ضبط ايقاع الجماعة والتنسيق بين باقي قيادات مكتب الإرشاد من ناحية وبين مكتب الإرشاد وحزب «الحرية والعدالة» من ناحية أخري، ويقابله البلتاجي بمهمة توصيل فكر إدارة الجماعة الذي يأتيه علي لسان الثعلب الإخواني الدكتور محمود عزت لأعضاء «الحرية والعدالة».
وفي أسلوب متبع صرح الدكتور محمد البلتاجي بأن حركة تمرد التي دعت لسحب الثقة من رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي استطلاع شعبي في مصلحة الرئيس ويجب عليها أن تتحول إلي حزب سياسي، ويأتي هذا التصريح ضمن سلسلة تصريحات الإخوان المتبعة للسيطرة علي ما يعاني منه الشعب المصري مؤخرا بسبب تردي الأوضاع ووصول مؤسسات الدولة إلي حد كبير من الانهيار، وكما أفادت بعض المصادر المقربة من البلتاجي فقد كلف عضو الهيئة العليا ل«الحرية والعدالة» مجموعة من شباب الحزب بالانصهار داخل هذه الحركة لرصد جميع خطواتهم القادمة ونواياهم قبل مليونية الرحيل في 30 يونيو المقبل، وكذلك كلف مجموعة أخري بالنزول لشوارع وميادين مصر للحديث عن شرعية الرئيس والتأكيد علي أن رحيل مرسي سيزيد الأوضاع سوءا ويهدد الدولة بالانهيار التام.
4 - الشرير.. والأوميجا
البيومي يلعب في الخفاء والعريان «طمعان في رضا الكبار »
يعد الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» من المجبورين علي أمرهم داخل الجماعة بصفة عامة والحزب علي وجه الخصوص، فعلي مدار أربعين عاما قضاها داخل الإخوان لم يتقلد أي منصب قيادي داخل الجماعة أو الحزب عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير رغم أنه كان مسئولا عن المكتب السياسي للجماعة، يمتلك "أبوالبنات" نزعة صوفية شديدة وفي ذات الوقت تجمعه علاقات وطيدة برموز سياسية ووطنية مختلفة بسبب استيعابه الكبير لأهمية التشاور والاندماج في التفكير غير أن ذلك الأمر هو السبب الرئيسي في عدم تقلده أي منصب قيادي داخل الجماعة وسقوطه في انتخابات رئاسة «الحرية والعدالة» أمام الدكتور سعد الكتاتني، حيث تكتفي الجماعة بترشيحه علي رأس قوائمها في الانتخابات البرلمانية، ويشارك العريان ضمن العبيد الذي يستخدمهم مكتب الإرشاد لتنفيذ رغباته، فهو يمارس نفس الدور الذي يمارسه الكتاتني لكن باختلاف بسيط، حيث لم يكن مقبولا ل"العريان" أن يظل نائبا لرئيس الحزب بعد أن تم منعه عمدا من الصعود إلي مكتب الإرشاد بأوامر من الشاطر لأنه شخصية توافقية يحمل شيئا من الود والاحترام مع أوجه المعارضة المختلفة جميع، ورغم كل ذلك استخدمه الشاطر لتنفيذ ما يصبو إليه أسياد الجماعة بطريقة غير مباشرة حيث تم تجنيده كواجهة إعلامية للحزب عن طريق الدكتور سعد الكتاتني للتنقل بين برامج ال"توك شو" في شتي الفضائيات للإفضاء بتصريحات إعلامية مستفزة.
ورغم أن هذا الدور لم يروق للعريان إلا أن مصادر أكدت ل«الموجز» أنه تم إجباره علي ممارسته خاصة بعد وعده بتولي رئاسة «حزب الحرية والعدالة» عقب الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومهمة "أبوالبنات" أو "الأوميجا" الذي لا يملك أي قرار داخل الحزب أو الجماعة تتلخص في إغراق ساحة الصراع السياسي بسيل من التصريحات الإعلامية التي تتنافر في مجملها مع بعضها البعض والتي تحتفظ بشيء من التوافق داخليا وخارجيا وكان من ضمنها علي سبيل المثال مطالبته بعودة اليهود إلي مصر للحصول علي حقوقهم التي أهدرت قبل ذلك،وكذلك استنكاره لما يحدث في ميدان التحرير وميادين مصر من تظاهرات ضد رئيس الجمهورية الإخواني، تقدره الجماعة أو بمعني أدق وأشمل المسيطرون علي مكتب الإرشاد جيدا كقامة علمية كبيرة لكنهم لا يرضون أبدا أن يتم تسميته في أي منصب قيادي بالجماعة، وبسبب قربه من البروفسير المجاهد الدكتور رشاد البيومي نائب المرشد العام عشقه للحديث معه خاصة فيما يتعلق بالأمور الدينية فقد تم الاستعانة بالبيومي للتشاور مع العريان في أمور الجماعة الخاصة بشكل غير مباشر وغير منظم لتهدئته وضمان عدم اعتراضه علي قرارات الجماعة التي تصدرها من وقت لآخر.
الدكتور عصام العريان "الطامح" لأكثر من ذلك داخل الجماعة يتشابه مع الدكتور رشاد البيومي في إصراره علي العمل في صمت دون إظهار أي امتعاض، والفارق أن الأول يدخل ضمن الفريق الذي يسمع فيطيع ويؤمر فينفذ، والثاني يعد من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين وأقدم عضو داخل هذا التنظيم لذلك يوقره جميع اعضاء مكتب الإرشاد وعلي رأسهم الدكتور محمد بديع ونائبه المهندس خيرت الشاطر ويحرصون علي مشاركته في جميع القرارات، قبيل ثورة يناير عرف نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» بمعارضته الشديدة والقوية للنظام وعقب وصول جماعته للحكم تحول من معارض صلب إلي مؤيد علي طول الخط لسياسات مكتب الإرشاد وقرارات رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي، ويكمن سر تحوله هنا إلي صلته الوثيقة بالبيومي والذي بدوره ينفذ أوامر الإرشاد للضغط عليه وكبح جماح تحركاته خاصة أنه كان يطالب في الفترة الأخيرة بطرح مبادرة توافق بين قوي المعارضة والأحزاب المعارضة للرئيس برعاية «الحرية والعدالة» في وقت كانت الجماعة تجهز فيه لاختراق مؤسسات الدولة، إلا أن بعض المتخصصين في مجال الحركات الإسلامية أكدوا أن موالاة العريان للجماعة وخموله في الفترة الأخيرة يأتي بسبب سوء نفسيته خاصة أنه يظهر عكس ما يبطن وأنه سيواجه مصير الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح في أقرب وقت ممكن لأنه لن يستطيع إكمال دوره داخل التنظيم بهذه الطريقة التي تبعده كل يوم عن دائرة الضوء داخل التنظيم الإخواني مشيرين إلي أنه يحلم بعوده البرلمان مرة أخري لأنه يجهز نفسه ويمنيها بحلم الجلوس علي مقعد رئيس مجلس الشعب كلما تأزمت الأمور واشتدت رياح المعارضة ضد الرئيس مرسي وجماعته.
5 - الصحاف.. والمنظر
محمود حسين يدير منظومة الإخوان الاعلامية والجزار يروج لها
لهدوئه النسبي وقلة انفعالاته وكلامه المنمق استغله قيادات مكتب الإرشاد ليلعب دور المفوض الإعلامي باسم الإخوان بصفة عامة وحزبها «الحرية والعدالة» علي وجه الخصوص عبر الفضائيات وفي برامج ال"توك شو" للدفاع عن وجهة نظر الجماعة في جميع القضايا فقلما يدلي الدكتور حلمي الجزار الأمين العام لحزب «الحرية والعدالة» بمحافظة الجيزة بتصريحات صحفية خاصة أن هناك اعتقادا راسخاً لدي غالبية أعضاء الجماعة والحزب بأن تصريحاتهم يتم تحريفها وخروجها عن سياقها الحقيقي لوضعهم في "خانة اليك"، ويتمتع حلمي الجزار الذي كان أميرا علي الجماعة الإسلامية في سبعينيات القرن العشرين بثقة الدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب «الحرية والعدالة» ولذلك يتم تحضيره في الاجتماعات السرية التي تنعقد بين "الكتاتني وحسين إبراهيم والبلتاجي" لمناقشة مقترحات مكتب الإرشاد، يتولي الجزار بشكل مباشر مع الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين مهام كتابة البيانات الصحفية التي تخرج لوسائل الإعلام المختلفة سواء كانت تخص مكتب الإرشاد أو حزب «الحرية والعدالة»، فالدكتور محمود حسين الحارس الأمين للجماعة والمسئول الأول والأخير عن تنظيم العمل داخل الجماعة بما في ذلك اجتماعات مكتب الإرشاد الدورية وأيضا اجتماعات الأعضاء غير الدورية وتنظيم المؤتمرات الصحفية، فهو ينتمي لمجموعة ال"خمسة" التي يقودها الشاطر فوق هضبة المقطم وتم إلقاء هذا الأمر علي عاتقه بالإضافة إلي مباشرة الشكل الإعلامي لحزب «الحرية والعدالة» والذي يتولاه الدكتور حلمي الجزار، ولذلك لابد أن يجتمع الطرفان بصورة شبه دورية للاتفاق علي أسس وخطوات معينة حسبما يقتضي الوضع السياسي والإعلامي وقتذاك.
وحرصا من مجموعة الشاطر علي عدم الظهور إعلاميا في برامج ال"توك شو" ووسائل الإعلام المختلفة فلابد من وجود دوبليرات تمارس هذا الدور بعناية فائقة شريطة أن يتم ذلك تحت إشرافهم المباشر الذي لا يقبل معه نقاش ولا جدال، وقد تم اختيار هؤلاء الدوبليرات بعناية فائقة كما كان يختار الإمام حسن البنا أعضاء التنظيم السري للجماعة، ويأتي علي رأس ما تعطيهم الجماعة أمرا مباشرا للظهور في الفضائيات هو الدكتور حلمي الجزار خاصة أنه يتلقي الاوامر من الدكتور محمود حسين "بعبع الإخوان" المختفي كما يطلق عليه شباب الجماعة بمنتهي الإنصات دون أن يومئ ولو بإشارة بسيطة وله دور كبير -حسب ما أولي له من هذه المجموعة- في تقويض قوي المعارضة السياسية حتي يتسني للجماعة السيطرة علي مؤسسات الدولة جمعاء في خلسة دون أن يشعر أحد كما حدث في التعديل الوزراي الجديد الذي رفع نسبة ممثلي الإخوان في حكومة الدكتور هشام قنديل إلي 15 بعدما ظلوا لفترة طويلة 10 وزراء فقط، ورغم أن شخصية الجزار لا تقبل التوافق بأي حال من الأحوال إلا أن "أسياد" الإرشاد يوكلون له المهمة برمتها لتنفيذها كما هي دون إجراء أي تغيير أو تعديل في بنودها، لذلك نجده في جميع تصريحاته الإعلامية ولقاءاته الصحفية يؤكد مرارا وتكرار علي ضرورة جلوس أطراف العملية السياسية جميعا علي مائدة تفاوض واحدة للتوصل لحلول سريعة للأزمات التي تمر بها مصر والخروج من عنق الزجاجة.
ورغم أن الجزار حافظ علي اتزانه النسبي خلال تصريحاته الصحفية في مجملها إلا أنه خرج في نهاية شهر يناير الماضي علي فضائية "النهار" ليظهر وجهه المتشدد متهما الشعب المصري بالغباء السياسي وهو ما اعتبرته المعارضة خارجا علي حد الأدب واللياقة، إلا أن الجماعة علي لسان الدكتور محمود حسين الأمين العام لها ببيان صحفي أكدوا فيه احترامهم لجميع المواطنين الذين يعيشون علي أرض مصر وأن كلام الجزار فهم عن طريق الخطأ وتم تحريفه، وبعيدا عن ذلك فقد تعود الجزار علي إلصاق كل أحداث العنف التي وقعت وكانت الجماعة طرفا أصيلا فيها بالثورة المضادة وجبهة الإنقاذ الوطني متهما المسئولين عنها بأنهم يصفون حساباتهم القديمة ويستثمرون الفوضي لخلق مناخ غير مناسب لدي غالبية الشعب المصري البسيط.
ويظل في النهاية الدكتور حلمي الجزار الأمين العام ل«الحرية والعدالة» بمحافظة الجيزة محتفظا بدوره الذي يشرف عليه الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة ويستبدل من خلال ذلك قناعاته حسبما تراه الجماعة مناسبا ويبقي الأسلوب المطاطي هو الصبغة الوحيدة التي يفرضها الجزار علي جميع أحاديثة الصحفية ومقابلاته التليفزيونية وهو نفس أسلوب الإدارة داخل المركز العام للجماعة بالمقطم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.