يبدو أن التصريحات التي يتداولها شيوخ السلفية والإخوان المسلمين قد أصابت الأقباط بحالة من الهلع الشديد، خاصة مع تكرار الاعتداء علي كنائسهم والتحريض علي قتلهم باعتبارهم كفارا - كما يصفهم بعض الدعاة -.. لذلك قام عدد من النشطاء بتدشين صفحة تضم القائمة السوداء لأعداء الأقباط بمصر، وتشمل جميع شيوخ الدعوة السلفية، ومفتي وقيادات الإخوان إضافة إلي الرئيس محمد مرسي. من جانبه يقول مينا شنودة أدمن صفحة "القائمة السوداء لأعداء الأقباط في مصر".. فكرة الصفحة جاءت نتيجة زيادة دعاوي التكفير التي يطلقها الكثير من شيوخ السلفيين بحق الأقباط إضافة إلي الاعتداءات علي الكنائس التي تتم نتيجة تحريض هؤلاء الشيوخ. وأوضح أن بداية الصفحة كانت في ديسمبر 2011، حينما طالب الشيخ محمد بن عبدالملك الزغبي الداعية الإسلامي بمحاصرة الكنائس والتفتيش داخل الأديرة عن الأسلحة التي يأخذها الأقباط.. مضيفا.. ما زاد من غضبنا ودفعنا إلي إعلان قائمة سوداء لأعداء الأقباط هو غياب دولة القانون وقيام عدد من الاهالي بالتحريض علي اقتحام الكنائس وهذا ما حدث بالفعل في كنيسة الماريناب بأسوان إحدي الكنائس بإمبابة، فضلا عن الاعتداء علي كنائس أخري نتيجة لبعض الفتاوي. وأشار إلي أن الصفحة تعمل علي إظهار أعداء الأقباط في مصر سواء كانوا شيوخ الدعوة السلفية أو الإعلامين أو الفنانين المعروفين في مصر.. موضحا أن الصفحة تضم 4 "آدمن" 2 مسلمين و2 مسيحيين، لمتابعة الأحداث السياسية والآراء التي تقال للرد عليها وهذه هي وظيفة "الادمن" المسلمين.. أما المسيحيون فيقومون بنشر المعلومات الخاصة بالديانة المسيحية والفتاوي التي تصدر من الشيوخ السلفيين ضد الأقباط، بالإضافة إلي التعليق علي الأحداث السياسية. وتابع مينا: الكنيسة ليس لها أي علاقة بالصفحة التي لا تضم الشباب الأقباط فقط ولكن هناك كثيرا من الشباب المسلم المعتدل، مشيرا إلي أن جميع القائمين علي الصفحة ليس لهم أي انتماءات بالحركات السياسية القبطية ولكنهم يريدون الدفاع عن حقوق الأقباط في مصر. وأكد أن جميع أعضاء الصفحة يرفعون شعار "الدين لله والوطن للجميع" وكنا نتمني من جماعة الإخوان وشيوخ السلفية أن يرفعوا نفس الشعار بدلا من تكفير الأقباط. وأوضح مينا أن القائمة السوداء تنقسم إلي قسمين الأول هم السلفيون وذلك لأنهم أشد الناس عداوة إلي الأقباط، ويطمعون أن تخلو مصر من المسيحيين، بالإضافة إلي إهانتهم للرموز المسيحية.. والقسم الثاني هم الإخوان لأنهم منافقون ويظهرون للأقباط عكس ما يخفون، ويحاولون التقرب من الأقباط لخدمة مصالحهم الخاصة فقط. وأوضح أن القائمة تضم جميع شيوخ الدعوة السلفية المعروفين بتكفيرهم للأقباط مثل عبدالمنعم الشحات، وياسر برهامي، وابو اسحاق الحويني، والشيخ محمد بن عبدالملك الزغبي، والشيخ أحمد عبدالله المعروف 'بأبو إسلام' ، وايضا محمد سليم العوا، هذا بالإضافة إلي مفتي الإخوان الذي يحرم تهنئة الأقباط بالأعياد، رغم انه قدم التهاني إلي البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية السابق. وأضاف مينا: هناك بعض الإعلاميين المعروفين بعدائهم للأقباط مثل خالد عبدالله المذيع في قناة الناس، وعاطف عبدالرشيد المذيع في قناة الحافظ، بالإضافة إلي جميع القنوات الدينية التي تحرض علي قتل الأقباط بشكل مباشر.. مشيرا إلي أن الصفحة تعرضت لهجوم شديد من قبل بعض الحركات السياسية القبطية، إلا أنه لا يهتم بهذا الهجوم. وأكد مينا أنهم لا يريدون تحويل الصفحة إلي كيان سياسي، قائلا: جميع أعضاء الصفحة يرفضون العمل السياسي. وأكد مينا أنهم كانوا من أشد المؤيدين للرئيس محمد مرسي، منذ بداية الانتخابات ، إلا أنه أصبح علي رأس القائمة السوداء لأعداء الأقباط، نتيجة أحداث العنف الطائفي التي زادت في عصره.