تكشف رواية شهلا العجيلي عن أحوال من العشق والبغض، وترسم صورة المجتمع وعلاقاته، لاسيّما العلاقة بين المثقّف والسلطة، وبين الناس والمكان. وتشتعل نار الفتنة بين العبّاسيّين وشيعة عليّ بن أبي طالب من جديد، بسبب ظهور (مصحف فاطمة)، الذي توارى لما يزيد على مئتي عام، وراحت السلطة تبحث عنه لوأد فتنة محتملة، في حين قام أهل (الرقّة) بإخفائه، ليقضوا بدورهم على فتنة محتملة أيضاً. وتنشب حرب أثناء عمليّة البحث، وتحكي رواية "سجاد عجمي" لشهلا العجيلي أحوال الناس في ظلّها، عبر شخصيّات فريدة: (سليمان) صانع السجّاد، الذي تعلّم فنونه عند أخواله في تبريز، وابنة عمّه لبانة، التي تعلّمت أصول النسخ والترجمة في دير زكّا قرب الرقّة، وريّا أمهر من يصنع الخزف الرقيّ الشهير، وخَود الفارسة، وحافظة القرآن والحديث، وسعد قائد جند العبّاسيّين، وحارثة معاونه. تربط بين هذه الشخصيّات أحوال من العشق والبغض، فترسم صورة المجتمع وعلاقاته، لاسيّما العلاقة بين المثقّف والسلطة، وبين الناس والمكان. تقع الرواية الصادرة عن منشورات ضفاف- بيروت، ومنشورات الاختلاف- الجزائر، في مئة وثمان وستين صفحة من القطع المتوسّط. ويذكر أن الدكتورة شهلا العجيلي، أستاذة الأدبّ العربيّ الحديث في جامعتي حلب، والجامعة الأميركيّة في مادبا (الأردن)، ولها (عين الهرّ) رواية، نالت عنها جائزة الدولة الأردنيّة في الآداب، ولها (المشربيّة) قصص، و(مرآة الغريبة) مقالات في نقد الثقافة، و(الخصوصية الثقافية في الرواية العربيّة) و(الرواية السوريّة- التجربة والمقولات النظريّة).