قامت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد مجاهد مؤخرا بإصدار كتابا جديدا للدكتور محمد زكى عويس حول "ثورة مصر ومستقبل الثقافة العلمية"، وذلك ضمن سلسلة دنيا العلم التى تصدرها الهيئة. والكتاب ينقسم إلى جزءين :الأول يتناول الثقافة العلمية ونهضة مصر ، أما الثانى يستعرض الخطة الإستراتيجية لنشر الثقافة العلمية فى مصر. وأوضح الكاتب فى الجزء الأول أن الثقافة العلمية بدأت فى أوائل القرن الثامن عشر الميلادي فى أوروبا ، وقد فرضت الحركة العلمية وجودها فى المجتمعات العربية بطريقة بطيئة ونمت تدريجيا على الرغم من الصعوبات التى قابلت الحركة العلمية فى الغرب ، إلا إنها استطاعت أن ترسخ جذورها فى المجتمع بسبب إبداعات المنهج العلمى المتتالية فى تطوير وسائل الإنتاج ، وتقديم الحلول للمشكلات الحياتية والعلمية والاقتصادية. وذكر أنه مع مرور الوقت وتقدم مسيرة العلوم والتكنولوجيا من إنجاز إلى إنجاز لتتغير الحياة وتتبدل أنماط الإنتاج وتتقلب المفاهيم الاقتصادية لتأخذ الثورة العلمية طريق آخر صعب على النخبة الفكرية وعامة الناس من فهمها بسبب مصطلحات المنهج العلمى الدقيقة ورموزه الرياضية ونظرياته المنضبطة. وأشار إلى أنه مع بداية القرن العشرين اهتمت مجموعة من العلماء بعملية التواصل مع الجمهور عبر تأليف الكتب والنشرات المبسطة لتبسيط المصطلحات والمفاهيم العلمية حيث استطاع الإنسان تحقيق بعض أحلامه التكنولوجية بتطور الفيزياء الحديثة وفهم ميكانيكا الأجسام وصناعة البصريات الدقيقة والأقمار الصناعية ، وتطوير نظم الإرسال التليفزيوني ليغطى جميع أنحاء الأرض. وأكد الكاتب أن قضية الثقافة العلمية أبعادها متعددة وآثارها متشعبة لذا فإن الثقافة العلمية للمواطن تصبح أمرا لازما لحركة التقدم والتنمية ليكون الوعى العلمى أحد العناصر الرئيسية فى الوعى العام والتكوين الاجتماعى والمنظومة الثقافية. وأضاف أن النقد التكنولوجى مرهون بإرادة جماعية واعية تدفع إلى الواجهة الاجتماعية والثقافية والفكرية ليصبح الإنتاج العلمى نمطا بارزا ضمن الحياة اليومية ويكون التفكير العلمى ثابتا فى كل الممارسات والتعاملات. وتحدث المؤلف فى الجزء الثانى من الكتاب عن الخطة الإستراتيجية لنشر الثقافة العلمية فى مصر بهدف نشر وتأصيل الثقافة والتفكير النقدى ليسهما فى عملية التنويرالمجتمعى بتعزيز دور العلوم والتكنولوجيا عن طريق تأسيس النوادي العلمية والترويج الاعلامى للعلم لتعظيم الدور المهم للثقافة العلمية . وأوضح أنه لا يمكن تفعيل ثقافة علمية فى مجتمع تتفشى فيه الأمية ، مؤكدا أن الثقافة العلمية ترتقى بفكر الفرد والجماعة ليصبح المجتمع مستشعرا بقيمة العلم ومدركا لمكانة العلماء. وشدد على ضرورة توافر الكوادر البشرية المؤهلة للعمل فى مجال نشر الثقافة العلمية فى المجتمع مما يسهم فى نجاح الخطط الإستراتيجية للتقدم المجتمعى فى هذا المجال.