افتتح الدكتور صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة ، مساء الأحد 7 إبريل معرض "حُرّ .. مُتجمد" للفنانة د. إيمان أسامة والمُقام بقاعة الباب بمتحف الفن المصري الحديث (ساحة دار الأوبرا بالجزيرة). ضم المعرض 17 لوحة فنية عبرت من خلالها الفنانة عن مجموعة من المشاعر والأحاسيس المختلفة، والتي نجحت فيها من نقل صورة صادقة لكثير من انفعالات المرأة، وقد جاء اختيارها وجه امرأة كبطل رئيسي لأغلب اللوحات موفقاً للغاية لما يحمله الوجه دائماً بتعابيره وملامحه من انعكاس حقيقي لما يعتري النفس والروح. وكثير من هذه الخوالج الخفية استطاعت إيمان أسامة أن تُظهرها للمُتلقي، موضوعات يمكن قراءتها عبر خطوطها وتصاويرها وتشكيلاتها الفنية. وجاءت الأعمال في مُجملها متكاملة البناء الفني من حيث الشكل والمضمون، فبرغم إرتكازها جميعاً على فكرة تصوير الحالة النفسية ومكنونها إلا أن الفنانة استطاعت برؤية ومهارة أن تستغل أجمل ما فى المرأة للتعبير عن بواطن إنفعالاتها المرهفة. وهو ما أكده الفنان د. صلاح المليجي خلال جولته بالمعرض بقوله: "إن تبحث في ذاتك، وأن تبحث في داخلك، وتملك القدرة على الإفصاح عما يعتمل بداخلك من خوالج تأتي ما بين الوعي واللاوعي من خزانة تجربتك الذاتية، كان هذا المفهوم هو ما سعت إليه الفنانة إيمان أسامة حين بدأت تجربتها الجديدة، مُمسكة بخيوط أدائية متمرسة، متخذة من وجه امرأة أداء للتعبير، مستلهمة تجربتها لتعبُر بها من مكنونات النفس إلى حيز الوجود، والتجربة تُعد خطوة واثقة ومتميزة في مسيرة الفنانة." وفي جزء من دراسة نقدية لها عن المعرض وصفت الناقدة د. هبه عزت الهواري أعمال الفنانة إيمان أسامة بقولها: "... طبقات من العمل المتتالي المتناغم في هارمونية ومزيج مبهج استخدمت فيه إيمان متأثرة بتخصصها كحفارة تقنيات متعددة لإغناء السطح قبل أن تبدأ العمل فيه، رغم تعبيرات الوجوم البادية في الوجوه، وذلك التمرد على صورة الأنثى المنمقة مزججة الحاجبين ملساء الشعر، تتراءى لنا أنثى مصرية لها وجه يشبه الفنانة ويشبه وجوه الفيوم ويشبه مصريات كثيرات في تضاعيفه الساكنة، تركت حاجبيها كثيفين منعقدين عابسين، تركت شعرها مجعداً ويتشكل في إحاطات طفولية بالوجوه المتعلقة بالمجهول، قد يصطبغ الوجه بمسحة باهتة، قد تكسوه زرقة الموت، قد يقترب من الإخضرار، هذا الكيان المتماوج عبر مسطحات إيمان الخشبية أو الورقية، يعبر في صمت جليل، كل هذا الحسن المحبط، كل هذه الطاقات المعطلة، كل هذه العلامات المعلقة في الفراغ، تقرأ ولا تنطق، تعزف ولا يسمعها أحد، كيان مضمخ بالعطور والزهور والدانتيلا وأوراق الشجيرات ومحاط بالسمكات واللون السيال، تطالعنا بكل مفردات الجمال والليونة ترافقها أطياف الموت والتجمد، فالموتى أيضاً يتزينون، رأيت ظلالاً قادمة من ماضٍ بعيد، رأيت وجه أوفيليا الغض وهي غارقة عند النبع تحوطها الزهور وتترقرق حولها المياه في بكائيات الإيناع المحبط القتيل ...".