تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غداً الأحد ، ذكرى مرور 160 عاما على رحيل البابا كيرلس أبو الإصلاح. وأعلنت الكلية الإكليريكية اللاهوتية القبطية الأرثوذكسية بالأنبا رويس، عن إقامتها احتفالًا بمناسبة مرور 160 عامًا على نياحة البابا كيرلس الرابع الملقب ب "أبي الإصلاح"، وكذلك مرور 60 عامًا على افتتاح مبنى الإكليريكية بالأنبا رويس. ومن المقرر أن يترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؛ احتفالات الكلية الإكليريكية بمرور 60 عاما على إنشائها و160 عاما على رحيل البابا كيرلس أبو الإصلاح. كان الموقع الرسمي للكنيسة قد نشر بهذه المناسبة محطات من حياة البابا كيرلس الرابع ، تناولت فيها حياته ورهبنته ورسامته راهبا ثم اختياره بطريركا للكرازة المرقصية، ليكون البطريرك رقم 110 على سدة كرسى الكرازة المرقسية. ولد عام 1816 ميلادية في عزبة أبوزر قالي التابعة لقرية الصوامعة شرق بمركز إخميم، في سوهاج، وانضم إلى دير القديس الأنبا أنطونيوس بالبرية الشرقية وترهب به باسم الراهب داود الصومعي الأنطوني عام 1838 وتولى رئاسة الدير بعد رهبنته بسنتين فقط (عام 1840) بتزكية من الرهبان الذين أجمعوا على أنه الأصلح للقيام بهذه المسؤولية، ثم سيم مطرانًا عامًا للكرازة المرقسية يوم 18 أبريل عام 1853 باسم الأنبا كيرلس، وذلك عقب نياحة البابا بطرس السابع البطريرك ال 109 ثم تم تنصيبه بطريركًا بعدها بأكثر من سنة يوم 17 يونيو عام 1854. وتميزت شخصيته بسمات القائد التنويري صاحب الرؤية، وأعماله تشهد بهذا في كل مراحل حياته وفي كافة المسؤوليات التي تولاها، وتنيح يوم 31 يناير عام 1861 عن عمر بلغ 54 سنة بعد أن جلس على الكرسي المرقسي ست سنوات وسبعة أشهر وأربعة عشر يومًا. وكان اهتمام المتنيح البابا كيرلس الرابع بالتعليم واضحًا منذ اللحظة الأولى لدخوله طريق الرهبنة ونراها في الإجراءات التي اتخذها في كل موقع مسؤولية ائتمن عليه، وخلال رئاسته لدير القديس الأنبا أنطونيوس افتتح كُتَّابًا في بلدة بوش لتعليم الرهبان وأولاد البلدة وبعد رسامته مطرانًا عامًّا بذل قصارى جهده في سبيل تهذيب الشبان وتعليمهم، فأنشأ المدرسة القبطية الكبرى بالبطريركية وبعد توليه البطريركية سعى في تأسيس مدرسة إكليريكية لتعليم الكهنة، وافتتح مدرسة للبنين في حارة السقايين، واشترى مطبعة كبيرة لطباعة الكتب الكنسية، وأوفد مجموعة من الشباب للمطابع الأميرية لتعلم الطباعة، وأسس أول مدرسة للبنات في مصر على الإطلاق. وخلال مراحل حياته اهتم المتنيح البابا كيرلس الرابع بالقضايا الوطنية سواء على مستوى دوره أو دور أبنائه الأقباط تجاه بلدهم وحقوقهم عليها، وفي هذا الإطار رسخ أثناء حبريته لعدد من المبادئ التي تعد الآن من ركائز المدنية والتقدم الوطني، منها المساواة بين الجنسين، إذ أنشأ أول مدرسة للبنات في مصر على الإطلاق (وتبعته الحكومة بعدها بتعليم الفتيات)، كما كان يوصي أبناءه المسيحيين بعدم التفريق بين الأنثى والذكر في الميراث ولما صدر الفرمان السلطاني في فبراير 1856 بالمساواة بين المواطنين في الحقوق، تقدم «أبوالإصلاح» إلى الخديوى سعيد بطلب لتطبيق الفرمان، وكان داعمًا للخديوى عندما فرض التجنيد الإجباري على كل المصريين (مسلمين ومسيحيين) لكي يؤدي المسيحيون واجبهم في حماية وطنهم، وأيضًا ليكون مبررًا لإلغاء فكرة الجزية التي كانت تفرض عليهم ثمنًا للحماية. ذهب المتنيح إلى الحبشة بإيعاز من الخديوى سعيد لحل مشكلة بين مصر والحبشة وعاد منها بعد سنة وشهرين وقد حُلت المشكلة.