تستمر مبادرة "ثقافة بلا حدود" التي انطلقت عام 2008، في توزيع مجموعة من الكتب القيمة على العائلات الإماراتية في كل مناطق إمارة الشارقة، ليتم إنشاء مكتبة خاصة داخل كل منزل، بهدف نشر الوعي والثقافة بين أبناء المجتمع الإماراتي والتأكيد على أهمية المطالعة في بناء المجتمعات، وبشكلٍ أساسي بين الأطفال الذين هم أساس المستقبل القادم. منذ البداية كانت الكتب المختارة باللغة العربية، وتتنوع مواضيعها بين ما هو أدبي أو علمي، إلى جانب كتب متخصصة في تعليم الأخلاق وبعض مبادئ الدين الإسلامي التي تناسب مستوى الوعي لدى الأطفال وتحقق أهدافها في جعلهم يستفيدون من الأخلاقيات الحسنة التي تفرزها. وبالتالي هي منظومة تعليمية تثقيفية تسعى بالدرجة الأولى إلى ربط كل ما هو نظري بممارسة تطبيقية على أرض الواقع، حيث البداية من الكتاب الورقي المطبوع. المشروع الذي تترأس لجنته المنظمة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، تمّ تنفيذه على مراحل ولا يزال حتى اليوم يواصل فعالياته وأنشطته من أجل نشر الثقافة العامة لدى الأسر الإماراتية. وقد بدأ منذ أيام توزيع المكتبات المنزلية على أهالي مدينة خورفكان في مقر مركز إكسبو خورفكان لمدة شهر كامل يتم خلالها توزيع 4500 مكتبة مجانية. ومن منصبه كمدير لمشروع "ثقافة بلا حدود" قال راشد الكوس: "تم الانتهاء من 10 مراحل من إجمالي 13 هي عدد مراحل المشروع، وتعد خورفكان المحطة الحادية عشرة من محطات المشروع، وسبقها عدد من مدن ومناطق الشارقة ومنها كلباء ودبا الحصن، ووادي الحلو والنحوة ومنطقة شيص التى كانت من أولى المناطق التى حظيت بتطبيق المشروع فيها، وتبقى الشارقة والذيد آخر مرحلتين للمشروع المتوقع الانتهاء منه عام 2015". ولأن "ثقافة بلا حدود" تتوجه إلى الأهل أي الكبار إلى جانب توجهها للأطفال الصغار، فإنها تقوم بتأسيس دائرة قوية من الوعي الثقافي اللامحدود للإحاطة بالطفل. ما يؤسس حلقة متينة من التبادل الأخلاقي والتوعوي وتمكين العائلة بشكلٍ عام من أخذ دورها التفاعلي في المجتمع الإماراتي، الشيء الذي تسعى إليه كل البرامج والنشاطات الثقافية والتعليمية داخل الإمارات. كذلك توطّد "ثقافة بلا حدود" أركان اللغة العربية بين الجيل الناشئ من أبناء المواطنين، ففي حين تكتسح اللغة الإنكليزية نواحي الحياة وتسيطر على سبل وطرق الدراسة في المدارس الحكومية والخاصة، تقوم مثل هذه المشاريع أو المبادرات بتمرين الأطفال على القراءة باللغة العربية الفصحى. ليتم ترسيخ التراث الحضاري للشعب الإماراتي عن طريق ترسيخ هويتهم الأصيلة المتمثلة باللغة الأم. بعد أن تقوم إدارة المشروع بتوزيع الكتب المختارة على العائلات، تبقى على تواصل مع كل واحدة منها لإثراء المكتبة المنزلية وعدم الاكتفاء بذلك القدر البسيط والعدد القليل نسبياً من الكتب. ويأتي الموقع الإلكتروني للمبادرة أفضل وسيلة للتواصل بالإضافة إلى موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".