البنتاجون خصص 5 مليارت دولار من ميزانية الدفاع لهذه الطائرات "التوابيت الطائرة " و "الاشباح القاتلة " الأسماء الكودية لهذه الطائرات تستخدم لأغراض التجسس وتم تطويرها لتنفيذ عمليات قتالية لمسافات طويلة كرة زجاجية مزودة بكاميرا أسفل الجناح يمكنها قراءة لوحات أرقام سيارة تمشى على بعد أميال فى سيناء الكاميرا يمكنها التصوير عبر الدخان والعمل فى الظلام باستخدام الأشعة فوق الحمراء معسكرات هادئة تم تصميمها وفقا للمدارسة العسكرية الامريكية تختلط بداخلها الملابس المدنية بالعسكرية ..عندما تتطلع للمشهد العام تتخيل انك بداخل قاعدة للفيديو جيم اوصالة كبيرة للبلاى استيشن ولكنها فى حقيقة الامر القاعدة العسكرية الاخطر والاكثر قتلا للبشر والتىجعلت الولاياتالمتحدة صاحبة اليد الطولى فى الشرق الاوسط . غرف سوداء ..الحركة فى الداخل بحساب نسب الخطأ بسيطة ولكنها مكلفة للغاية انها القواعد العسكرية الامريكية المتخصصة فى ادارة الطائرات بدون طيار . هنا فى نيفادا يتحكم الامريكيون فى الكرة الارضية يحلقون بطائراتهم الصغيرة على الشرق الاوسط ويتحكمون فى هذه الطائرات او الاشباح القاتلة عبر مئات الالاف من الاميال ..يتجسسون ويقتلون .. ويمدون حليفتهم الاستراتيجية "اسرائيل " بالمعلومات والصور . كل هذا ليس بجديد او مزعج فقد اعتدنا عليه فى منطقة الشرق الاوسط ولكن الجديد والخطير وما ننفرد به فى السطور التالية هو ان ترسانة الاسلحة الامريكية التى سربت السلاح للجماعات الارهابية لتنشيط تجارة مصانعها ولاعادة رسم خريطة الشرق الاوسط على حسب هواه بدأت فى فتح خزائن اسرارها التكنولوجية على مصراعيها فى خدمة الجماعات الارهابية التى تحقق اهدافها عن بعد ومن اهم هذه الخدمات هو اقتناء الطائرات بدون طيار القادرة على تنفيذ مهام قتالية بجوار مهامها التجسسية المعروفة . خطورة اقتناء هذه الجماعات الارهابية لهذا السلاح النوعى تكمن فى انها ستحولها من مجرد جماعات ارهابية مشتتة تنفذ عمليات غادرة الى جيوش جديدة فى مواجهة استقرار دول المنطقة هذا الى جانب احتضان الموساد لبعض هذه الجماعات وادارتها عن بعد بل وصل الامر الى توفير كورسات تدريبية لهذه الجماعات لادارة وتحريك الطائرات بدون طيار . "الموجز"تكشف من خلال هذا الملف خطورة العمليات التى تنفذها الطائرات بدون طيار او الاشباح القاتلة كما سنكشف عن ادق التفاصيل للقواعد العسكرية الامريكية التى تحتضن التدريب على ادارة هذه الطائرات والحياة اليومية داخل هذه القواعد واهم المشكلات والكوارث التى وقعت بايادى الامريكان فى الشرق الاوسط وكيف تستخدم اسرائيل هذه الطائرات للتجسس على دول المنطة وامداد الجماعت الارهابية بالمعلومات الاستراتيجية الهامة وغيرها من المعلومات المهمة فى السطور التالية . فى البداية لابد ان نؤكد على ان معسكرات الطائرات بدون طيار هى منطقة حرب ليس بها روائح بارود، يخيم عليها صمتٌ لا يتسق معها، فأرض المعركة هناك عبارة عن غرفة مظلمة، باردة ، ليس بها اضواء سوى وميض شاشات الصمامات الثنائية الباعثة للضوء لوحدات التحكم، وضوء خافت صادر من شاشات تعرض لقطات جوية لأراضٍ صحراوية ممتدة. وعلى كل وحدةِ تحكُّم يجلس جنديان بالقوات الجوية الأمريكية يرتديان زى الطيارين، يتحدثان بصوت خافت في سماعات الرأس التي يرتدونها، ويوجِّهان طائرة يجري التحكم فيها عن بُعْدٍ باستخدام أجهزة تحكُّمٍ شبيهة بتلك المستَخدَمة في الطائرات المقاتلة. وخارج القاعدة، تحرس طائراتُ بريديتور أو ريبر غير المأهولة — المشهورة باسم الطائرات دون طيار — سماء نيو مكسيكو الصافية. وحتى تلك اللحظة، فإن الطائرة التي يقودها هؤلاء المتدربون على تشغيل الطائرات بدون طيار والقرى التي يراقبونها من قاعدة هولومان الجوية في جنوب نيو مكسيكو مجرد نماذج محاكاة. وسرعان ما سيوجِّهون طائرات بدون طيار حقيقية تحلِّق في سماء قاعدة هولومان والقواعد العسكرية المجاورة لها . فترة تدريب تمتد لاربعة اشهر بعدها يم تخريج دفعة جديدة وهى أكثر من 500 طيارٍ ومشغِّلٍ لأجهزة الاستشعار ويُوزَّعون على قواعد كثير منها في مواقع غير معلَن عنها ومنذ هذه اللحظة تصبح الأصوات الصادرة من سماعاتهم حقيقيةً.. صيحات محمومة من جنود على الأرض يتفادون انفجارات مسموعة وقادة عسكريون يُصدِرون أوامر بالقتال. ومن على ارتفاع 6100 متر في الجو، سيجمعون معلومات عن القنابل المرتجلة التي يزرعها مقاتلو الأعداء، ويشاهدون إطلاق النار على رفاقهم، ويطلقون قذائف هيلفاير على أفرادٍ وصفهم قادة الطيارين وسياسيوهم بانهم إرهابيين. وفي نهاية اليوم، يخرجون إلى باحة انتظار السيارات، ويقودون سياراتهم عائدين إلى منازلهم لمساعدة أبنائهم وممارسة حياتهم الطبيعية . يوصف هؤلاء الطيارون او محركوا الطائرات بدون طيارعلى أنهم محاربون من المكاتب، يخشون الإصابة من الامراض النفسية أكثر مما يخشون الأعيرة النارية. ولكن هل تشغيل الطائرات بدون طيار وظيفة عسكرية سهلة مثلما تبدو عليه؟ فإلى جانب الضغط المتولد عن إزهاق الأرواح والتعرض لويلات الحرب، لابد لمشغلي الطائرات بدون طيار أن يتابعوا وابلًا منهمرًا من المعلومات الرقمية والمسموعة. وفيما بين المناوشات المفعمة بالنشاط والحركة، تمتد ساعات أو أيام طوال من الملل، وهو ما يمكن أن يسبب توترًا من نوع آخَر. فعلماء النفس الآن يتساءلون عما إذا كان فَصْلُ الطيارين عن طائراتهم — «العمليات المنفصلة» حسب لغة العسكريين — يرهق العقل البشري على نحوٍ غير مسبوق . لا شك في أن الطائرات بدون طيار والجنود المتحكمين فيها سيصيرون ذوي أهمية محورية بالنسبة إلى كثير من العمليات العسكرية وأن السياسيين والمؤسسة العسكرية على حدٍّ سواء متحمسون لفكرة المراقبة والقصف الجوي الدقيق التي تخفض المخاطر التي تتعرض لها قوَّاتهم إلى حدٍّ كبير جدًّا.فمنذ عدة اعوام — وللمرة الأولى — درَّبت القوات الجوية الأمريكية طياري طائرات بدون طيار أكثر مما درَّبت طياري طائرات عادية من أجل العمليات التي كانت تتم وقتهااثناء غزو العراقوأفغانستان في المقام الأول. بعض هؤلاء الطيارين كان يلتحق بمدرسة الطائرات بدون طيار بعد مرحلة التدريب مباشرةً؛ وآخرون يكونون طيارين متمرسين. وتشغِّل وكالة المخابرات المركزية طائرات بدون طيار في اليمن وباكستان أيضًا، ولكنها لن تفصح عن عدد مشغِّلي تلك الطائرات العاملين لديها أو مَن يدرِّبهم. وفي عام 2012 — رغم خفض الميزانية — خصَّص الرئيس الامريكى باراك أوباما 5 مليارات دولار من ميزانية الدفاع لبرنامج "الطائرات بدون طيار" المثير للجدل الذي شهد تصعيدًا في ظل إدارته. يكره الطيارون مسمَّى الطائرة بدون طيارلان هذا المسمى إنه يعطي انطباعًا بأنها روبوتات تلقي الأسلحة عشوائيًّا فالقرارات المتعلقة باستخدام الأسلحة تمر بتسلسل قيادي طويل؛ فقد يشترك في المهمة الواحدة مئات الجنود عن بعد ورغم ذلك يطلق عليها مركبات غير مأهولة ويتزايد عدد طياري الطائرات بدون طيار العاملين في القوات الجوية الأمريكية بمعدل سريع، وهم يمثلون حاليًّا 8٪ من الطيارين العاملين كافة.. ويكه الطيارون أيضًا الافتراض بان توجيه الطائرات بدون طيار يُشبِه ألعاب الفيديو. فوسائل الإعلام زاخرة بمثل تلك المقارنات، ولكنها مسألة غير ذات بالٍ فعتقاد هؤلاء الطيارين واحد وهو «عندما تشتبك في القتال وتسمع الأصوات المذعورة، ستعرف أنه أمر واقع. فستسمع صوت إطلاق النار وتشعر به يخترقك حتى النخاع. وستشعر حتمًا بإفراز هرمون الأدرينالين في دمك.» ويصف طيارون آخرون الشعور الأقرب للحلم منه إلى الحقيقة الذي يولِّده ظنهم أنهم في أفغانستان، ثم خروجهم من القاعدة إلى نيفادا، على سبيل المثال . وقد أدى ذلك إلى تساؤل علماء النفس عما إذا كان هؤلاء الجنود يمكن أن يكونوا عُرضةً للمشكلات ذاتها المتعلقة بالاضطرابات النفسية اللاحقة للإصابة التي ابتُلي بها مئات الآلاف من الجنود العائدين من العراقوأفغانستانباعتبار إنهم يرون من خلال الكاميرات بوضوح بالغ، وتستجيب أجسادهم وعقولهم كأنهم على الأرض و أنه بإمكان صور المشاهد العنيفة أن تستثير وحدها «استجابة الكر والفر» ذاتها التي تستثيرها الحروب الحقيقية. مشاهد كثيرة مؤثرة تتوافر لطياري الطائرات بدون طيار ومجال رؤية غير مسبوق لمجازر الحرب؛ إذ يطوفون بتلك المشاهد لساعات فالطيار المتمرس المسئول عن برنامج التدريب على التحكم في الطائرات بدون طيار في قاعدة هولومان لإنك في مقاتلات إف 15 ترى ما يحدث مباشرةً، ولكنك لا تمكث حتى ترى تبعاته.» وعندما تلقي قذيفة موجهة من طائرة «قد لا ترى الهدف أبدًا. في حالة الطائرات بدون طيار، يكون الهدف شخصًا في كثير من الأحيان. وكانت مسألة مدى قانونية قتل الأفراد بقذائف تحملها طائرات يجري تشغيلها عن بُعْدٍ ومدى اتساقه مع الأخلاقيات هي أكثر جوانب برنامج الطائرات بدون طيار الأمريكي إثارةً للجدل. فالجيش ووكالة المخابرات المركزية لا يفصحان عن عدد الأهداف — بل والمارَّة — الذين قتلتهم طائراتهما بدون طيار؛ ويُعتقد أن إجمالي عددهم يبلغ الآلاف. ولكن فيما يتعلق بمَن يكون هدفَ الطائرات، فإن القرار يرجع للسياسيين. أما بالنسبة إلى الجنود، فالأسبقية للأوامر، كما في أي مهمة أخرى.. يكمن الفرق في أنه عوضًا عن قتل العدو دفاعًا عن النفس، قد يتتبع مشغِّلو الطائرات أهدافهم أيامًا في أمانٍ تام. حيث أن ذلك العزل للمقاتلين هو التطور الطبيعي لأساليب الحروب، سيرًا على خُطَى التطور من القتال بالأيدي إلى القتال بالبنادق . لكن من المفارقات أن رؤية مشغِّلي الطائرات بدون طيار المشاهِدَ على شاشاتهم العريضة تقرِّبهم من أهدافهم. فيراهم مشغِّلو الطائرات أشخاصًا أحياء، وسط أعمالهم القتالية. فإذا كنت تراقب هدفًا رفيع المستوى، وكان بصدد زرع قنبلة مرتجلة، قد ينتابك إزاءه شعور مختلف عن شخص جالس إلى منضدة يتناول طعامه. لكن الوقت لا يتسِّع للمشاعركما يعتقد العسكريون. الغريب والمثير أن ما يقرب من نصف طياري الطائرات بدون طيار أفادوا بمعاناتهم من ضغوط وإنهاك شديدين.ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ساعات العمل الطويلة المثقلة بالأعباء، وفرط المثيرات والمعلومات التي تتطلب اهتمامهم . غير أن نسبة المصابين منهم باضطرابات نفسية لاحقة للإصابة تراوحت بين 3 و5 في المائة فقط، مقارنةً بنسبة تصل إلى 20 في المائة بين الجنود الذين أُرسِلوا إلى أفغانستانوالعراق فى وقت سابق . ولكنَّ ذلك لا يعني عدم وجود آثار. ويمكن أن يسبب ذلك استرجاع ذكريات الماضي وحالات الأرق نفسها الشائعة لدى المصابين بالاضطرابات النفسية اللاحقة للإصابة . تأخذ المؤسسة العسكرية الامريكية " البنتاجون "تلك الأمور المقلقة على محمل الجد،. فترتكز في قاعدة كريتش الجوية العسكرية بنيفادا — مركز عمليات الطائرات بدون طيار — ثمة سياسة جديدة تقتضي أن يتصل طيارو الطائرات بدون طيار بأخصائي علم النفس العسكري كلما استخدموا سلاحًا. وتدرك تلك القاعدة الجوية الأمريكية ضرورة توظيف طيارين للعمليات المتحكَّم فيها عن بُعْدٍ يتحَلَّون بالاتزان وحسن التواصل وفي كثير من الأحيان يميل الناس تلقائيًّا إلى تخيُّل أن الطيارين هم الأطفال الذين نشأوا على ألعاب الفيديو، وأنهم الأطفال الذين كانوا منعزلين اجتماعيًّا، أما ما نراه فهو أن الأمر يتطلَّب شخصًا يتحلى بالذكاء المعرفي، ومُعافى وقادرًا على التواصل مع الناس. ويعتقد المدربون بقاعدة هولومان إنه باستثناء بعض العوامل — مثل القدرة على تحمُّل قوى الجاذبية — تتطابق المعايير المطلوبة للعمل في قيادة الطائرات بدون طيار مع معايير طياري الطائرات النفاثة . الاشباح الجديدة او الطائرات بدون طيار ليست مجرد أسلحة؛ ففي خضم تلك النقاشات السياسية كلها، من السهل أن ننسى أن المؤسسة العسكرية الأمريكية استخدمت طائرات بريديتور للمراقبة منذ تسعينيات القرن العشرين. أما فكرة تركيب قذائف هيلفاير أسفل جناحي تلك الطائرات الصغيرة فابتكار حديث جدًّا. ويتمثل أقوى عتادها في الكرة الزجاجية التى تم زرعها أسفل طرف الطائرة المدبَّب . فالمثير للدهشة ان هذه الكرة تحتوي على كاميرات قوية متعددة يمكنها قراءة لوحة أرقام سيارة من على بعد أميال، أو تصوير المَشاهد عبر الدخان والعمل في الظلام باستخدام الأشعة تحت الحمراء. ويقدر العسكريون ان تسعة وتسعون في المائة من عملهم قائم على التطلع إلى الأشياءوالحصول على مزيد من المعلومات فالواقع أن الطائرات بدون طيار تتمتع بقدرة ممتازة على جمع المعلومات المصورة، إلى درجة أن ما تلتقطه من صورٍ تراكَمَ في الشبكات العسكرية وخلَّف قدرًا هائلًا من البيانات المتراكمة التي لم تخضع للتحليل والمناقشة وهذا التراكم الرهيب من المعلومات والصور ادى الى ازمات متعددة فقد ثبت أن كمَّ المعلومات المتدفقة بسرعة الذي يستقبله مشغِّلو الطائرات بدون طيار يمثِّل مشكلة خطيرةوفى عام 2011، كان من الممكن تفادي مناوشة حدثت في أفغانستان وسقط ضحيتها 23 مدنيًّا لو أن مشغِّل الطائرة اطَّلع على المعلومات ذات الصلة عن الحشد المتجمع. والنتيجة التي خلص إليها المحققون العسكريون هي أن المشكلة تكمن في أن المشغلين كانوا مثقلين بالأعباء وفقدوا السيطرة . واكد الخبراء العسكريون عقب هذه المطبات التقنية والثغرات فى التشغيل إن المسألة ليست مسألة تدريب؛ فالجهاز المعرفي البشري له حدود ببساطة. فأثناء المهمة، يرزح الفريق الثنائي المكوَّن من الطيار ومشغِّل أجهزة الاستشعار تحت ضغط شديد بينما يقومان بمراقبة الأهداف، وتحليل الصور، وإرسال الرسائل النصية ومحادثة الأشخاص الموجودين بأرض المعركة عبر جهاز اللاسلكي، والتوفيق بين الأوامر، وتوجيه الطائرة، هذا كله في الوقت الذي يكونان مسئولَيْن فيه عن حياة الجنود والمدنيين الآخرين . وقد حظت تلك الظاهرة بدراسة متعمقة لدى مراقبي الحركة الجوية، الذين قد يرصدون 10 طائرات أو أكثر على شاشتهم في نفس اللحظة. فعندما يتجاوز عدد الطائرات الظاهرة على الشاشة حدًّا معينًا، حتى المحترفون الذين تلقوا تدريبًا رفيع المستوى يصيرون مثقلين بالأعباء، وينهار النموذج الذي كوَّنه عقلهم عن المجال الجوي بأكمله . ويعي المدربون في قاعدة هولومان تلك الظاهرة جيدًا فأحيانًا يُثقلون كاهل الطلاب بالمهام خلال فترة التدريب بهدف إثارة المشكلة ومحاولة التدريب على حلها بشكل خاطف إلا أن ما لا يمكنهم تدريب الطلاب عليه هو مدى سرعة تطور الأحداث.حيث أن ذلك التحول من المراقبة المملة إلى الحرب الشاملة هو أكثر ما يصدم الطلاب عندما ينتقلون من مرحلة التدريب إلى توجيه الطائرات بدون طيار في أرض المعركة. والحقيقة المؤكدة والثابتة حتى هذه اللحظة ان آثار تلك التقلبات المتكررة على النفس البشرية في المدى البعيد ليست معروفة وبصفة يومية، لا يحدث غالبًا إلا أحداث قليلة في صحاري الشرق الأوسط التي تحلِّق فوقها الطائرات المتحكَّم فيها عن بُعْدٍ. ويقول طيارو قاعدة هولومان إنهم يحاولون شغل أنفسهم بتحليل الصور، ولكن مع غياب المثير يمكن أن يصير حفاظ الجنود على يقظتهم أمرًا بالغ الصعوبة، وهو من شأنه أن يؤثر سلبًا على أدائهم إذا طرأ أمرٌ مفاجئٌ. ويسعى كل مدرب فى القاعدة الجوية أن يساعد جنوده على تخطي الرتابة. وهو يعمل على تطوير لعبة الفيديو الأكثر مللًا في العالم؛ إذ تتضمن برنامجًا تدريبيًّا قائمًا على الواقع الافتراضي، حيث يجلس اللاعبون في قرية ريفية لا يقومون بشيء سوى مراقبتها. ولا يستطيع الشخص العادي أن يظل منتبهًا أكثر من 10 إلى 15 دقيقة فقط . ونتيجة لتلهُّف المشاركين إلى الحركة، يكونون في البداية متيقظين لأي تهديد محتمل فكل عبوة قد تكون قنبلة مرتجلة، وكل شاحنة يمكن أن يقودها مقاتلون. ولكن مع استمرار عدم حدوث أي شيء، تنخفض درجة يقظتهم ويتضاءل احتمال اعتبارهم أي أمر تهديدًا. في نهاية المطاف تصير أكثر عُرضةً لإغفال الأحداث. ولا تتوافر لدينا معلومات مؤكَّدة عن مدى دوام ذلك الأثر. يأمل المدربون العسكريون أن يسهم ذلك البرنامج في توعية الجنود على الأقل بمدى السرعة التي تفقد بها عقولهم انتباهها كما يخشون من التوسع فى تدريب وامتلاك هذه الطائرات من فبل الجماعات الارهابية فى الشرق الاوسط .. ويبحث البنتاجون كثير من تلك الأساليب لمساعدة الجنود على تخطي العمليات المنفصلة، سواء تضمَّن ذلك تحسين البيانات أم تحسين الإنسان ورفع كفاءة المتدربين . فعلى سبيل المثال: رغم اعتماد الطيارين في معظم عملهم على المدخلات البصرية، يمكن إضافة مدخلات لمسية أو سمعية لتنويع طريقة تلقيهم للمعلومات. اخذا بقاعدة «إذا استنفدتَ قدرة إحدى حواسك، يمكنك التحول إلى أخرى". وقد ابتكر الخبراء العسكريون الامريكان حزامًا للجنود يتكون من حلقة من محولات الطاقة الاهتزازية، ويمكن للنبضات التي تُصدِرها أن توجِّه مرتديها إلى التحول في اتجاه معين، أو زيادة سرعته، أو أن تنبهه إلى تهديد. ويقول أيضًا إن المؤسسة العسكرية الأمريكية تُجرِي اختبارات على ذلك الحزام لاستخدامه في الظروف القاسية، ولكن يمكن كذلك لمشغِّلي الطائرات بدون طيار أن يستخدموه . إلا أن بعض الباحثين يشككون في تلك الحلولباعتبار ان المنظومة الأمنية بأكملها تهدف إلى تعظيم الاستفادة من التكنولوجيا لا الإنسان؛ فهي تخلق حلقة مفرغة وان الأفضل من تلك الحلول كثيرا هو تدريب الجنود على الوعي بشتَّى أنواع الضغوط التي تنطوي عليها الحروب الحديثة، من خلال تمارين الانتباه المصمَّمة لتوعيتهم بانواع الضغوط التي سيتعرَّضون لها قبل نشرهم في مواقعهم. وقد أثبتت الدراسات المبدئية المجراة على تلك الأساليب تحقُّق بعض النجاح في زيادة قدرة الجنود على التوفيق بين مهام متعددة في الوقت ذاته. في الوقت الحالي، يموِّل البنتاجون مشروعا لدراسة عدد المركبات التي يمكن للشخص أن يتحكم فيها في الآن ذاته. وكانت الإجابة هي مركبة واحدة، ما لم يتوافر للطيارين نُظُمٌ آلية تساعدهم. إن التشغيل الآلي يلوح في الأفق؛ فعما قريب، يُتوقع أن تصير الطائرات المتحكَّم فيها عن بُعْدٍ قادرةً على توجيه ذاتها والتحكم في كاميراتها ذاتيًّا. أما البشر، فيُفتَرَض أن يحتفظوا بإصدار القرارات مثل إلقاء القنابل. ومن خلال السطور السابقة نكتشف اننا اصبحنا بالفعل داخل دائرة مخاطر جديدة يصعب بل يستحيل السيطرة عليها ولا يمكن مواجهتها الا بسلاح مواز او بنفس السلاح اخذا بقاعدة " لا يفل الحديد الا الحديد ".