يحل اليوم ذكري ميلاد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والذي قدم العديد من الأغنيات والأفلام التي لا تستطيع نسيانها فقد ترك لنا 16 فيلما سينمائيا واكثر من 300 أغنية ومن ضمن هذه الأفلام فيلم "معبودة الجماهير" وهو الفيلم الذي استمر تصويره حوالي 4 سنوات لإسباب عديدة وعند عرضه لم يحقق ايرادات ومن خلال هذا التقرير نستعرض كواليس جديدة عن الفيلم والذي دارت احداثه في ساعتين و44 دقيقة.... في التاسع من يناير 1967، كان العرض الأول لفيلم "معبودة الجماهير" للنجم الراحل عبد الحليم حافظ والفنانة شادية، والذي لم يحالفه الحظ في تحقيق نجاح حينها، بسبب خسارة مصر الحرب ضد إسرائيل وتعرضها للنكسة، في نفس العام. وقابل العديد من سوء الحظ، أثناء تصويره، فعلي الرغم من قصته التقليدية من رحلة صعود مطرب، والتي قام بكتابتها الكاتب مصطفي أمين والذي سجن بعد عرضه فكرة الفيلم علي حليم في قضية تخابر شهيرة وتوقفت استعدادات العمل، وظل حينها في السجن طوال 9 أعوام. وعاد البدء في تصوير الفيلم مرة أخري بعد تواصل النجم عبد الحليم حافظ مع الرئيس جمال عبد الناصر حينها، واستمر تصوير الفيلم، أكثر من أربعة سنوات بسبب مرض عبد الحليم حيث كان يسافر إلى لندن للعلاج أثناء التصوير، بعد تعرضه لنزيف أكثر من مرة. بسبب الوقت الطويل الذي أستغرقه تصوير الفيلم تبدو شادية في الفيلم بأشكال متعددة، فهي كانت تبدو أحيانا نحيفة وأحيانا أخرى زائدة الوزن، ويعد العمل هو المشاركة الأخيرة لشادية أمام العندليب عبد الحليم حافظ كما يعد الفيلم هو فيلمه قبل الأخير، وبعده فيلم"أبي فوق الشجرة" استطاع المخرج والمنتج الراحل حلمي رفلة استغلال الديكور الضخم الذي بُني ليكون بيت عبد الحليم لتصوير اربعة أفلام آخري بدلا من هدمه، بعد إحداث بعض التعديلات فيه ث، خاصة وان الفيلم كلن يتوقف أكثر من مرة طوال 4 سنوات ، واستغرق الملحن الكبير "كمال الطويل" فى تلحين أغنية "بلاش عتاب" التي تم غنائها داخل الفيلم مدة الأربعة سنوات التى إستغرقها التصوير تحكي شادية أنها كانت تقوم بتعليم عبدالحليم قيادة الدراجة لتصوير مشاهد أغنية "حاجة غريبة"، من ضمن الأحداث، مما تسبب لها في العديد من الجروح عندما كان يسقط بالدراجة وهي تركبها معه. ومن ضمن العثرات التي تعرض لها العمل حدوث خلاف بين الفنان يوسف شعبان وعبد الحليم علي مشاركته في الفيلم، حيث أنه كان يرفض ذلك تمامًا، إلا أن شادية صممت علي مشاركته في العمل. حيث كشف الفنان الكبير يوسف شعبان أن العندليب الأسمر رفض مشاركته فى فيلم معبودة الجماهير، قائلا : "بعدما قدمت عدد من الأدوار كتبت عنى الصحف انني أستطيع أن أخطف الكاميرا من الفنان الذى يقف أمامى، ووقتها أراد عبدالحليم أن يكون الممثل الأول فى العالم العربى بعد أن أصبح المطرب الأول، واعترض حليم على مشاركتى فى الفيلم ولكن شادية أصرت على أن أؤدى الدور، لانني كنت تعاونت معها فى أكثر من عمل، وأصر كل منهما على رأيه وظل الديكور لمدة 3 أسابيع دون تصوير بسبب خلاف شادية وعبدالحليم" وعن كيفية مشاركته فى الفيلم بعد خلاف شادية وحليم حوله قال الفنان يوسف شعبان :" توصل المنتج والمخرج حلمى رفلة لحل أن يسأل صاحب القصة الكاتب الصحفى مصطفى أمين عمن يرشحه للقيام بالشخصية فرشحنى أيضا، فلم يعترض حليم". وبعد إنتهاء التصوير قضي عبد الحليم حافظ شهرين في لندن يذهب يوميا الى معمل "كاي" لطبع الفيلم بالألوان الطبيعية، حتى حصل على النسخة الأولي من الفيلم، وبعد عرض الفيلم بفترة بسيطة كانت البلد حينها في حالة توتر قبل خوض الحرب، وبعد هزيمة 67 غضب الشعب المصري وحزن علي الهزيمة ما جعل صناع العمل يرفعون الفيلم من السينمات، دون تحقيق إيرادات. قصة العمل دارت حول وقوع الممثلة سهير وهي (شادية) في حب إبراهيم (عبد الحليم حافظ) الممثل الناشئ المغمور، ويخشى مخرج افلامها (يوسف شعبان) أن تنشغل بحبها وزواجها عن فنها فهو من المستفيدين من نجاحها، فيرسل لها من تدعي أن إبراهيم زوجها ورب أسرة، تثور سهير لكرامتها وتهين إبراهيم امام الجمهور، ويصمم إبراهيم أن يثبت للجمهور انه صاحب موهبة في ميدان الموسيقى والغناء، وبالفعل يصبح مطربا ناجحا في الوقت نفسه يهوي نجم سهير، و تنكشف الحقيقة للإثنين، ويلتم شملهما مجددا.
