تسبب الشائعات المتعلقة بانتشار الفيروسات والأمراض داخل المدارس في حالة هلع شديدة خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي، والتي سرعان ما دفعت كثير من أولياء الأمور للمطالبة إما بتعطيل الدراسة، أو الدعوة والتحريض على الامتناع عن الذهاب إلى المدارس دون تثبت من صحة ما يتم تداوله. ويؤكد الدكتور إبراهيم مجدي حسين أخصائي الطب النفسي، أن بعض مجموعات أولياء الأمور تستغل مواقع التواصل الاجتماعي في ترويج الشائعات وخلق حاله من الهلع, مشيراً إلى انه في السابق كانت الأم تطمئن من أمهات زملاء نجلها تليفونيا، فكانت الأمور محكومة لكن نتيجة التكنولوجي وتأثيرها السلبي أتاحت نقل المعلومة دون التأكد منها بشكل أوسع وأضخم. ولفت إلى أن الأم بطبيعتها قلقه علي أبنائها، فعندما تسمع شيئاً تود أن تظهر وكأنها عارفه ببواطن الأمور، ما يؤدي لانتشار الشائعات, موضحًا أن عدداً كبيراً من رواد هذه المواقع يعانون من جهل إلكتروني ولا يعرفون كيف يحللون المعلومة ويتأكدون من مصدرها، ومن ثم يتم مشاركتها دون تأكيد. وأشار إلي أنه بجانب الشائعات يوجد ما يسمي ب"الهوجة"، وهي حب بعض الناس ادعاء المعرفة وأنهم أصحاب المعلومة والفكرة, فمثلًا انتشرت منذ فترة بعض المقاطع الصوتية لأمهات تتحدث أن الفيروس انتشر في الإسكندرية وطالبن أولياء الأمور بعدم إرسال أولادهم إلى المدرسة, ما زاد من حالة الهلع. وأوضح أن غياب الشفافية يساعد في انتشار الشائعات وزيادة الخوف منها، لافتاً إلى أنه لا يوجد إعلام طبي متخصص يطمئن أولياء الأمور، فلابد من وجود شخص متخصص ومهني لديه قدرة علي تبسيط الأمور لتوصيل رسائل الناس بشكل أفضل. وقالت عبير أحمد مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، إن أولياء الأمور متهمون دائماً بنشر الشائعات والأخبار المغلوطة، ولهم عذرهم في ذلك، لأن أغلبهم علي عدم دراية بحقيقة الأمور والمعلومات التي يتلقونها، مشيرة إلى أن الاتحاد يقوم بتوعية أولياء الأمور من أعضائه ويمنع نشر أي أخبار غير موثوق فيها أو في مصدرها، وعدم نشر أي روابط لمواقع صحفية مجهولة وغير معتمدة، مستطردة : "إحنا مش مسئولين علي جروبات وكيانات أخري تنشر شائعات" . وشددت عبير، علي أن وزارة التربية والتعليم، عليها دور كبير في التصدي للشائعات، من خلال المتابعة المستمرة لجميع جروبات أولياء الأمور وإتاحة جميع المعلومات الصحيحة لهم، وذلك لقطع الطريق علي مروجي الشائعات، كما ناشدت جميع أولياء الأمور بعدم نشر أي روابط أو أخبار لمواقع صحفية غير معروفة وغير موثوق في مصداقيتها. ومن جهته، قال خالد صفوت أدمن مجموعة "ثورة أمهات مصر علي المناهج التعليمية"، أنه أحيانا تصبح الشائعات المصدرة لأولياء الأمور أخطر من الحدث نفسه، موضحاً حالة الهلع و الرعب التى تصيب ولى الأمر خوفاً على أبنائه مثل شائعات انتشار فيروس كورونا عالمياً ووصوله لدرجة الوباء. وأشار إلي أنه رغم نفى وزارة الصحة المصرية لوجود الفيروس فى مصر وتأكيدها على أن الوضع مستقر, إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تكف ليل نهار عن الحديث عن وجود حالات مصابة كثيرة بالمستشفيات، وأصبح الأمر أشبه بالانقسام الشعبى حول الأمر ما بين تكذيب الوزارة وانتشار منشورات ليس لها مصدر سوى كاتبها، ما يصيب ولى الأمر باضطراب نفسى ما بين تكذيب الجهات الرسمية والشائعات مجهولة المصدر.