أقيمت منذ أيام قليلة قرعة التصفيات الثانية الإفريقية المؤهلة لكأس العالم والمقرر لها عام 2020 بدولة قطر، وأوقعت القرعة منتخب مصر في مجموعة مكونه من ليبيا والجابون وانجولا والتي تعد مجموعة ليست بالسهلة أمام الفراعنة. الجهاز الفني للمنتخب المصري بقيادة حسام البدري والذي تولى المهمة مؤخراُ، يحمل على عاتقه عبئ كبير بعد تحمل المسئولية عقب الخروج المخيب للآمال من أمم أفريقيا على يد منتخب جنوب أفريقيا، والذي تأمل الجماهير المصرية في تكرار الانجازات مع المدير الفني المحلي مثلما حدث من قبل مع "المعلم" حسن شحاته والذي نجح في تحقيق ثلاث ألقاب افريقية، بعيد عن أسطورة الكرة المصرية في التدريب وصاحب الانجاز الأكبر في تأهل مصر لكأس العالم 1990 محمود الجوهري، وهنا يبقى السؤال الأهم الذي يشغل عقول المشجعين في الشارع المصري.. هل ينجح حسام البدري في تكرار إنجاز الجوهري ويصعد بمصر إلى كأس العالم؟ قيادة البدري للمنتخب الأول وضعت على كاهله أعباء كثيرة بعد أن فشل المدربون الأجانب في صناعة شخصية هجومية للمنتخب الوطني أمثال الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي ابتعد عن الكرة الهجومية والأداء الجميل، واعتمد على خطط دفاعية، ولم يكن كوبر مقنعًا للمصريين برغم وصوله للمباراة النهائية ببطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2017 في الجابون، ووصوله إلى كأس العالم، حيث قدم مستويات هزيلة في مونديال روسيا 2018. وحل المدرب المكسيكي خافير أجيري فكان أسوأ من سابقه الأرجنتيني وأضعف قيمة بسبب ضعف فكره الفني الذي كان أقل من اللاعبين حتى سقط في فشل الخروج من دور الستة عشر ببطولة كأس الأمم الإفريقية في مصر 2019 على يد منتخب جنوب إفريقيا الملقب بالأولاد بالرغم من عدم اقتناع الجميع بمستوى المنتخب في مباريات الدور الأول للمجموعات وتقديم الفراعنة مستويات مهزوزة وغير مقنعة . أما عن البدري تولى تدريب الأهلي في منصب الرجل الأول في موسم 2008 – 2009 خلال 58 مباراة حقق خلالها الفوز في 33 لقاء وتعادل في 16 وتلقى 9 هزائم. وفي ولايته الثانية للأهلي 2012 – 2013، قاد الفريق خلال 28 لقاء حقق الفوز في 18 وتعادل في 5 وتلقى 5 هزائم أيضًا، وفي الولاية الأخيرة موسم 2016 – 2017 وهي الأطول حيث قاد الأحمر في 95 لقاء حقق الفوز في 68 وتعادل في 19 وتلقى 8 هزائم. مع الأهلي خلال منصب المدير الفني حقق البدري مع الأحمر 3 بطولات للدوري المصري وبطولة دوري أبطال إفريقيا وكأس السوبر المصري "مرتين"، وكأس السوبر الإفريقي مرة وكأس مصر مرة. وتولى البدري أيضًا تدريب المريخ السوداني وإنبي وأهلي طرابلس الليبي، وتجربة غير ناجحة مع المنتخب الأوليمبي حيث لم يحقق أي فوز مع الفراعنة الصغار في بطولة إفريقيا 2015 وقتها تعادل مع الجزائر ونيجيريا وتلقى هزيمة من مالي. وبمقارنه بما حققه محمود الجوهري فقدم الكثير من الإنجازات مع منتخب مصر أبرزها الوصول إلى كأس العالم 1990 في إيطاليا، بعد الغياب منذ عام 1934، وتوج الفراعنة تحت قيادته أيضًا ببطولة كأس الأمم الإفريقية 1998 التي أقيمت في بوركينا فاسو. تجربة البدري السابقة مع المنتخب الأوليمبي تنذر بالقلق بسبب الفوارق الكبيرة بين تدريب الأندية والمنتخبات وما حدث سابقا مع تجربة البدري في قيادة المنتخب الأوليمبي الذي فشل معه في التأهل للأوليمبياد يدور في أذهان الجميع، فما على البدري أثبات الذات والعودة في أبراز اسم المدرب المصري وتحقيق الانجازات التي حققها من قبل اساطير الكرة المصرية في التدريب.