تعليقاً على الرد الإيراني على مقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها، أن النتائج المبكرة تظهر أن الردع يتفوق على المهادنة مع إيران. وقالت إن نهاية العالم لم تحصل، وأن العبرة التي يمكن استخلاصها من الضربة الإيرانية الصاروخية على قواعد أمريكية في العراق هي أن الردع ينجح. وسقط أكثر من 12 صاروخاً على قاعدتين أمريكيتين في شمال العراق وغربه، إلا أنه لم يسقط ضحايا أمريكيين ولا عراقيين. وتقول إيران إن العراق وجه إنذاراً مسبقاً، فتمكنت القوات الأمريكيةوالعراقية من الاختباء أو التفرٌق. ولفتت الصحيفة إلى أن إيران حققت تقدماً في الاستهداف الصاروخي، وهو ما ظهر في الهجمات على منشآت نفطية في السعودية، ولكن هذه المرة، يبدو أن الصواريخ لم تكن دقيقة. وكل هذا يفترض أن إيران حاولت الظهور أنها ردت على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني مع تجنبها قتل الأمريكيين. ويبدو أن هذا الأمر هو الخط الأحمر الذي رسمه الرئيس ترامب لرد عسكري أمريكي، وإيران تعلم أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تقضي على قدرتها العسكرية والصناعية حتى من مسافة بعيدة. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: "لقد اتخذت إيران إجراءات متناسبة في الدفاع عن النفس. نحن لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب". ومع أن التلفزيون الحكومي الإيراني بث أن 80 أميركياً قتلوا في الهجمات الإيرانية، لكن ذلك كان دعاية لإقناع الموالين في الداخل والميليشيات التابعة لها في الخارج. ورد ترامب ببيان قوي ولكن تصالحي، قائلاً: "يبدو أن إيران تتراجع، وهو أمر جيد لجميع الأطراف المعنيين". وأعلن "عقوبات اقتصادية إضافية" غير محددة بينما تفكر الولاياتالمتحدة في ردود أفعال أخرى على الهجوم. ولاحظت الصحيفة أن هدفه المزدوج هو تعزيز الردع مع توفير طريق لإيران لإعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي لعام 2015 والتحول دولة طبيعية. وخاطب مباشرة "شعب وقادة إيران" ، قائلاً إن "الولاياتالمتحدة مستعدة لاحتضان السلام مع كل من يسعون إليه". تغيير ورأت الصحيفة أن مثل هذا التغيير في التفكير في طهران قد يستمر طويلاً، على الأقل حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر، معتبراً أن هذا الأمر يثير أملًا أكبر في التقدم أكثر من استراتيجية التهدئة التي نفذها باراك أوباما وجون كيري في اتفاقهما النووي لعام 2015. وكان سليماني يستخدم تلك المكاسب المالية لنشر الثورة. ورأت الصحيفة أن ترامب كان محقاً عندما قال يوم الأربعاء إن "الصواريخ التي أطلقت علينا الليلة الماضية وعلى حلفائنا دفع ثمنها من الأموال التي أتاحتها الإدارة الأخيرة". كذلك، رأت الصحيفة أن "كل هذا كان أكثر إنتاجية من تهديدات ترامب وصخب تويتر في وقت سابق من الأسبوع. فهو بدا مصمماً ومسيطراً وقويًا ، متحدياً صورة القائد الأعلى المتهور المتحمس لحرب يأمل خصومه في شن حملة ضدها".