أشعل نادر الطالب بكلية الهندسة مواقع التواصل الإجتماعي بعد أنتحاره من فوق برج القاهرة أول أمس بعد الضغوطات النفسية التي تعرض لها في الجامعة وفي الحياة عموما ولان الفن هو مرآة المجتمع قدمت السينما المصرية في كثير من أفلامها حوادث الانتحار، مع اختلاف طرق تنفيذها والأسباب التي تدفع مرتكبيها للإقدام عليها، فالبعض يلجأ إليها يأسا من حياة لم ير فيها سوى الظلم، والبعض الآخر خوفا أو هروبا من فضيحة ستلاحقه عواقبها مدى الحياة بعد جريمة ارتكبها مضطرا أو عمدا، ومن خلال هذا التقرير نستعرض أهم هذه الأعمال.. بدأ فيلم "النوم في العسل" للفنان عادل إمام بمشهد إنتحار شخص أمام عجلات القطار بعد فشله في ليلة الدخلة وجسد هذه الشخصية الفنان ياسر جلال، وفي مشهد من أشهر المشاهد في السينما المصرية وهو مشهد إنتحار فتاة في النيل بالقفز من فوق الكوبري جسدت الفنانة سناء جميل هذا المشهد في فيلم "بداية ونهاية" المأخوذ عن رواية كتبها الأديب نجيب محفوظ، وأخرجها صلاح أبو سيف، وبطلا المشهد الفنان عمر الشريف في دور "الضابط حسنين" وشقيقته "نفيسة" التي قُبض عليها في قضية "دعارة"، وهو العقاب الذي إختاره لها متناسيا كل ما فعلته من أجله، وكل تضحياتها لأجل تنفيذ رغباته التي تعكس أنانيته، تطارده الذكريات في ثوان معدودة بعد فوات الآوان، فيقرر هو الآخر الانتحار بنفس الطريقة ويلقي بنفسه في النيل. وفي لحظة يأس بعد ضياع مستقبله بالاستقالة التي قدمها من مهنته كوكيل للنيابة يختار "شكري" بطل فيلم "العار" والذي جسد شخصيته الفنان حسين فهمي، قرر الانتحار بعد ضياع شحنة المخدرات، التي كان يضع عليها أمل في أن تجعله يعيش في نفس المستوى الاجتماعي الذي اعتاد عليه اثناء وجود والده على قيد الحياة. ولكن اختار الكاتب محمود أبو زيد أن ينهي شكري حياته، بسلاحه ويطلق على نفسه الرصاص، يظهر شكري في المشهد بيد مرتعشة تقترب من السلاح ببطء، وينزعه من مكانه، ثم يضعه في فمه، ويطلق الرصاص، يأسا وعقابا لنفسه فبعدما كان دوره في المجتمع الحفاظ على القانون والمساعدة في تطبيقه يتحول لأحد الخارجين عليه، وكرر نفس المشهد في فيلم "إعدام ميت" حيث قرر الفنان يحيي الفخراني الإنتحار بالمسدس بعد عزله من منصبه كضابط في الموساد الإسرائيلي بعد فشله فى القضية. وقبل حكم الإعدام عليه قرر جابر عامل الميناء الخائن، الذي باع بلده مقابل المال، وهو الفنان نور الشريف في فيلم "بئر الخيانة"، إنهاء حياته بقطع شراينه، لينتهي الفيلم بجملة يقولها الفنان عزت العلايلي "عاش خاين ومات كافر". وتستنجد "منى" وهي الفنانة ميرفت أمين في فيلم"زوجة رجل مهم" ، بوالدها ليأتي وينقذها من زوجها الضابط المتقاعد "هشام" أحمد زكي، وعند وصوله إلى البيت وفي الوقت الذي يستعدان فيه لمغادرة المنزل يظهر هشام حاملا سلاحه ويوجهه نحو الأب ويقتله. لحظات من اليأس عاشها هشام بعد ضياع مستقبله وهيبته التي كان يستند عليها في التعامل مع من حوله، ولم يبق من عالمه الذي اختاره لنفسه سوى زوجته التي يمارس عليها سلطته المريضة، لذلك اعتبر أن والدها هو من سيحرمه من أخر ما تبقى له، ولأن لا سبيل لرجوع كل ما فقده، يدخل إلى غرفته ويختار لنفسه النهاية. بعدما يتسبب "عزت" الفنان حسين فهمي في موت "شكري" الفنان أحمد زكي زوج طليقته "نوال" الفنانة سعاد حسني، ويجبرها على العودة له، تحاول التخلص منه، والانتقام بوضع السم في الطعام، في أحداث فيلم "موعد علي العشاء" ولم تفكر وقتها أن تتخلص أيضا من حياتها، لكنه يشك أن الأكل الذي أعدته به سم لامتناعها عن مشاركته الطعام، فيطلب منها أنه تتناوله وبعد تردد، تجد أنها النهاية التي يستحقها كل منهما، وتختار يأسا من حياتها وانتقاما من أنها كانت بشكل غير مباشر سببا في موت شكري الانتحار. وتوجد العديد من النماذج الأخري للإنتحار في الأفلام المصرية وعلي سبيل المثال "حافية على جسر الذهب" تنتحر "كاميليا" يأسا من حياتها بعد قتل "عزيز" الذي أضاع منها حب عمرها، وفي "الحريف" ينتحر "عبدالله" الفنان نجاح الموجي بعد افتضاح جريمته، وأفلام "بدل فاقد"، و"دائرة الانتقام"، و"انتحار مدرس ثانوي".