وكيل تعليم مطروح يحيل العاملين بمدارس براني للتحقيق    محافظ سوهاج يهنئ رئيس مجلس الوزراء بالذكرى 42 لعيد تحرير سيناء    بمناسبة عيد تحرير سيناء.. الخميس إجازة رسمية للعاملين بالقطاع الخاص    بحضور وزيري المالية والتخطيط.. البرلمان يبدأ إجراءات مناقشة الموازنة العامة للدولة (تفاصيل)    اليوم.. «اتصالات النواب» تناقش طلبات إحاطة بشأن ضعف شبكة الإنترنت    التنمية الاجتماعية والاقتصادية.. أهداف واختصاصات التحالف الوطني للعمل الأهلي    وكيل التموين بالعاصمة يفتتح منفذا لبيع السلع الاستراتيجية بمناطق بدائل العشوائيات بالسلام    أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 23 إبريل في مصر بالمصنعية    أسعار الذهب تتراجع عالميا إلى أدني مستويتها في 3 أسابيع    تراجع معدل التضخم في سنغافورة خلال شهر مارس الماضي    إطلاق تطبيق عبر «الهاتف المحمول» لتقديم طلبات التصالح في «مخالفات البناء» (تفاصيل)    وزير التعليم يعقد اجتماعًا مع لجنة من قيادات الوزارة لتطوير الجودة التعليمية    الزراعة: بدء حصاد وتوريد القمح بالمحافظات.. تفاصيل    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء.. عز ب 46 ألف جنيه    دبلوماسي سابق: مصر تحرص على إعادة الاستقرار في غزة (فيديو)    إسرائيل تستهدف مهندسًا بوحدات الدفاع الجوي لحزب الله    قتلى في تصادم طائرتين هليكوبتر بماليزيا (فيديو)    زلزال بقوة 5 درجات يضرب المنطقة البحرية قبالة محافظة هوالين فى تايوان    الهلال مُطالب بالريمونتادا أمام العين الإماراتي بنصف نهائي دوري أبطال آسيا    اتحاد الكرة يستدعي إنبي ولاعب المصري المتهم بالتزوير للتحقيق في الشكوى    محافظ شمال سيناء يستقبل وزير الشباب والرياضة خلال زيارته للعريش (صور)    «سيدات يد الأهلي» يواجه أبيدجان في ربع نهائي كأس الكؤوس الإفريقية    اليوم.. الأهلي يستأنف تدريباته استعدادا لمواجهة مازيمبي    توفيق السيد: غياب تقنية الفيديو أنقذ الأهلي أمام مازيمبي.. وأرفض إيقاف "عاشور"    ريال مدريد يمتلك لاعبين بجودة عالية.. مدرب الميرينجي السابق يعلق على أداء الفريق    موجة شديدة الحرارة غدا الأربعاء والأرصاد تقدم نصائح للمواطنين    سلك كهرباء.. مصرع شاب بصعق كهربائي في أطفيح    جدول امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي لمدرسة الحلي والمجوهرات للتكنولوجيا التطبيقية    اليوم.. استئناف مدير حملة أحمد الطنطاوي على الحكم الصادر ضده    ندوة بجامعة القاهرة لتوجيه الباحثين لخدمة المجتمع وحل المشكلات من وجهة نظر جغرافية    رسولوف وهازنافيسيوس ينضمان لمسابقة مهرجان كان السينمائي    توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 23 أبريل 2024.. «الجدي» المال في طريقك و«الميزان» يجد شريك مناسب    نيللي كريم تثير فضول متابعيها حول مسلسل «ب100 وش»: «العصابة رجعت»    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحقق 658 ألف جنيه إيرادات خلال 24 ساعة    الصحة: التوسع في الشراكة مع القطاع الخاص يضمن خلق منظومة صحية قوية قادرة على تحقيق الاستدامة    الرئيس البولندي: منفتحون على نشر أسلحة نووية على أراضينا    الدفاعات الأوكرانية: دمرنا جميع الطائرات المسيرة التي أطلقتها موسكو خلال الليل    مصرع سائق في تصادم سيارتين على صحراوي سوهاج    قرار عاجل بشأن مافيا الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي بالقاهرة    طلاب الجامعة الأمريكية يطالبون الإدارة بوقف التعاون مع شركات داعمة لإسرائيل    وزير خارجية إيران: نأسف لقرار الاتحاد الأوروبي فرض قيود "غير قانونية" على طهران    أزمة لبن الأطفال في مصر.. توفر بدائل وتحركات لتحديد أسعار الأدوية    بدرية طلبة تشارك جمهورها فرحة حناء ابنتها وتعلن موعد زفافها (صور)    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    مصرع عامل غرقًا بمياه الترعة في سوهاج    مصر تستهدف زيادة إيرادات ضريبة السجائر والتبغ بنحو 10 مليارات جنيه في 2024-2025    ملتقى القاهرة الأدبي.. هشام أصلان: القاهرة مدينة ملهمة بالرغم من قسوتها    مصرع عامل دهسه قطار الصعيد في مزلقان سمالوط بالمنيا    أستاذ مناعة يحذر من الباراسيتامول: يسبب تراكم السموم.. ويؤثر على عضلة القلب    عاجل.. صفقة كبرى على رادار الأهلي الصيف المقبل    نصائح مهمة لمرضى الجهاز التنفسي والحساسية خلال الطقس اليوم    اتحاد عمال مصر ونظيره التركي يوقعان اتفاقية لدعم العمل النقابي المشترك    خلال ساعات العمل.. أطعمة تجعل الجسم أكثر نشاطا وحيوية    "بأقل التكاليف"...أفضل الاماكن للخروج في شم النسيم 2024    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    دعاء في جوف الليل: اللهم اجمع على الهدى أمرنا وألّف بين قلوبنا    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسكوت عنه في تاريخ الجماعة الإسلامية
نشر في الموجز يوم 29 - 11 - 2012

يعكف حاليا عدد من قيادات الجماعة الإسلامية علي كتابة تاريخ الجماعة الإسلامية منذ نشأتها وحتي الآن حيث يتبني هذا الأمر المهندس أسامة حافظ نائب رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية حيث يقوم كل قيادي بكتابة مذكراته الشخصية ثم يتم جمع كل ذلك في مجلد واحد وطرحه علي أنه تاريخ الجماعة.
الغريب أن هذا التاريخ الذي أوشك علي الظهور علمت «الموجز» من مصادر مقربة من المشايخ تجاهل حقائق تاريخية هامة ومثبتة تم إغفالها لإظهار الجماعة في ثوب ناصع البياض في ثوب الجماعة المظلومة المفتري عليها وأنها جماعة بلا أخطاء أو خطيئة وأن كل ماقامت به من عنف غير صحيح وملفق .
فقد تغافل قيادات الجماعة عن عمد العديد من الموضوعات الشائكة في تاريخ الجماعة خاصة المتعلقة بحمل السلاح وسرقة محلات الذهب ورفض عمر عبدالرحمن إمارة الجماعة وضغطهم عليه لقبولها وانقلاب عبود الزمر داخل السجن وطلبه الإمارة لنفسه ودور ناجح إبراهيم وكرم زهدي التاريخي في تحويل مسار الجماعة من العنف إلي السلم وإنقاذهما لرقاب معظم القيادات الحالية من الإعدام مثل رفاعة طه ومصطفي حمزة، وأخيرا لم يوضح التاريخ المزعوم حقيقة الخلاف الذي نشب بين قيادات الجماعة في أعقاب الثورة «الموجز» في هذا التحقيق تنفرد بنشر التاريخ المسكوت عنه في مذكرات قيادات الجماعة الإسلامية.
نشأة الجماعة
أول القضايا الخلافية في تاريخ الجماعة هو نشأتها فبعضهم يري أن الجماعة نشأت في السبعينات علي يد صلاح هشام، عضو مجلس الشوري الحالي، وغالبية قيادات الجماعة الحاليين يميلون إلي هذا الرأي وذلك للتقليل من دور كرم زهدي وناجح إبراهيم في الجماعة والبعض يري أن الجماعة الإسلامية نشأت بشكلها الحالي وهيكلها التنظيمي علي يد كرم زهدي في عام 1978 وأن ماكان قبل ذلك عبارة عن جماعة دينية لم يكن لها أي هيكل ولا قوة ولا تواجد علي الساحة ويميل إلي ذلك الرأي بقوة القيادات المبعدون من قيادة الجماعة مثل كرم زهدي وفؤاد الدواليبي.
استخدام الجماعة العنف واقتحام أقسام الشرطة
المحطة الثانية التي تجاهلها تاريخ الجماعة أو لم يبرزها كما جاءت هي اقتحام أقسام الشرطة حيث مع تلاحق الأحداث والصدام بين الجماعة والدولة في نهاية عهد السادات حيث كان قد حدث اشتباك بين الأمن وأعضاء الجماعة في المدينة الجامعية بأسيوط بعد قيام أعضائها بهدم سور المدينة الجامعية وكان مجلس شوري الجماعة الإسلامية علي رأس المطلوبين أمنيا فهربوا جميعا وذهبوا إلي منزل علي الشريف بنجع حمادي ثم أرسلت قوات أمن أسيوط طلبا لقسم شرطة نجع حمادي للقبض عليهم وتوجهت قوات الأمن إلي منزل علي الشريف وقامت بإلقاء القبض عليه، وفر الباقون وبعدها قام قيادات الجماعة بإحضار سلاحهم واقتحموا قسم الشرطة وكبلوا رجال الشرطة وهددوهم بالسلاح وأخذوا علي الشريف وانطلقوا به إلي الخارج إلي زراعات القصب الواسعة حيث تجمعوا هناك.
علاقة الجماعة بالإخوان
اخطر القضايا في تاريخ الجماعة علاقتهم بالإخوان والتي ستظهر في مذكرات قياداتهم بأنها كانت في أحسن حال علي الرغم من أن ذلك غير صحيح تاريخيا فالعداء الفكري معروف ومعلوم بين الجماعة والإخوان فقد كانوا يطلقون عليهم جماعة الإخوان المستسلمين وقد مرت علاقة الجماعة الإسلامية بالإخوان بأكثر من مرحلة حاول كل منهما التسلق علي كتف الآخر عندما كان قويا وفي البداية كلمة إخوان وجماعة لم تكن تذكر و كانت معسكرات الجماعة الإسلامية يحضرها الجميع وكان الإخوان ضعافا جدا في السبعينات وكانت معظم قياداتهم يأتون يحاضرون لدي الجماعة عمر التلمساني ومصطفي مشهور ومحمد الغزالي وأيضا من خارجهم الشيخ عبد الحميد كشك والشيخ محمد الشعراوي في جامعة أسيوط.
وفي عام 1978 العام الذي حدث احتكاك فيه بين الجماعة والأقباط فكر بعض قيادات الجماعة الإسلامية في أن يعملوا مع الإخوان سويا خاصة بعد أن بدأت تظهر كلمة إخوان وجماعة وأراد بعض قيادات الجماعة أن يعملوا مع الإخوان تحت مسمي واحد وتحت قيادة واحدة فذهب صلاح هاشم وأسامة حافظ وكرم زهدي وناجح إبراهيم إلي مسئول الإخوان بأسيوط وكان اسمه عبود وعرضوا عليه العمل سويا فرفض وكانت الجماعة قد بدأ يذيع صيتها في استخدام العنف وقد سعوا حقيقة إلي ذلك أكثر من مرة ويتم الرفض من الإخوان وبالرغم من ذلك استمرت العلاقة دون صراعات أو مشاكل إلا أنه في أواخر عام 1978 كان قد خرج محيي الدين احمد عيسي وهو من أبناء الجماعة الإسلامية في المنيا وانضم إلي الإخوان ثم عصام العريان وحسام أبو الفتوح وكان يعمل الإخوان تحت شعار الجماعة الإسلامية إلي عام 1979 وبعد ذلك قاموا بتغيير شعارهم.
بعد ذلك حاولت جماعة الإخوان المسلمين ضم الجماعة الإسلامية إليهما حيث جاءهم مصطفي مشهور وعرض عليهم الانضمام إلي جماعة الإخوان المسلمين لكنهم رفضوا فحاول الإخوان الاحتكاك بهم ومضايقتهم وانهمكت الجماعة في العمل الدعوي وسحبت البساط تماما من تحت أقدام الإخوان المسلمين في مدينة أسيوط وكان العمل الظاهر المنتشر هو للجماعة الإسلامية وكان نشاط الإخوان بجوار نشاط الجماعة قليلا وضعيفا.
وفي عام 1980 عندما فصل صلاح هاشم، مؤسس الجماعة الإسلامية، من عمله بمصنع نجع حمادي وأصبح دون عمل طلب منه الإخوان أن يعمل معهم في مصنع للطوب الأسمنتي في أسيوط وبعد ثلاثة شهور فوجئ هاشم بالدكتور خالد عودة مدير المصنع ابن عبد القادر عودة يقول له إما أن تنضم إلي الإخوان أو أن تترك المصنع فترك هاشم المصنع علي الفور.
الثابت تاريخيا أن قيادات الجماعة وأبناءها يرون في الإخوان أنه ليس لديهم دقة في اختيار الفرد ومعيار الاختيار لديهم هو ولاء الفرد للجماعة ومسموح للاختلاف في بعض العقائد فمثلا تجد فيهم من يميل إلي النزعة الصوفية ومثل هذه الأمور الشرعية لم تكن محل اتفاق بينهم حيث يري قيادات الجماعة أن الإخوان يتساهلون في أمور تحتاج إلي التشدد وكان هناك نوع من التقرب بينهم وبين السادات فهم كانوا يرون أنه صاحب فضل عليهم في إخراجهم من المعتقلات لذلك سماهم بعض قادة الجماعة الإسلامية بالإخوان المستسلمين لتفويت بعض الأمور للنظام وعدم الاعتراض عليه.
موقف الجماعة الإسلامية من النصاري
أيضا من أبرز القضايا الخلافية داخل تاريخ الجماعة هي علاقتهم بالأقباط ففي الحقيقة كانت العلاقة بين الجماعة الإسلامية والأقباط أسوأ ما تكون فكانت الجماعة الإسلامية تواجه تجاوزات النصاري بالشدة والعنف وكانت لا تخلو أي خطبة جمعة أو محاضرة من التنديد بالنصاري ومخططاتهم وكان يحدث بعض التجاوزات مع النصاري.
حيث يري صلاح هاشم مؤسس الجماعة الإسلامية أنه في الفترة الأولي من السبعينات كان يحاول الأقباط أن يظهروا بمظهر إثبات الوجود خاصة بعد تولي البابا شنودة الذي حاول أن يضع الأقباط في مكانة أكبر من مكانتهم وينهض بهم ويكون لهم كيان وتواجد داخل المجتمع وكان هذا واضحا فقام بعزل الشباب المسيحي عن المجتمع وربطه بالكنيسة مما يجعل الكنيسة تدخل في كل شيء وبهذا العمل جعل هناك نفورا بين المسلمين والمسيحيين وبدأت تظهر مظاهره حتي أصبحت الدولة ليس لها كيان مثل الكنيسة وهذا ما جعل هناك توترا في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وجعل الأحداث الطائفية تزداد عاما بعد عام .
وقبل تولي البابا شنودة لم يكن واردا أمر الفتنة الطائفية علي الإطلاق وغير موجودة نهائيا ولم نسمع عنها إلا بعد شنودة وتوالت الأحداث مثل الخانكة وأحداث إسكندرية فهم الذين أفسدوا العلاقة بمحاولتهم الظهور بمظهر الند والعداء والاختلاف أنا لا أظلمه لكن لا أحبه لهم حقوق شرعية يأخذونها.
التنظيم المسلح للجماعة
أخطر قضية في تاريخ الجماعة الإسلامية والتي يحاولون تهميشها هي قضية التنظيم المسلح وإظهار انه لم يكن هناك تنظيما بالشكل الكامل وأنه كان شئ بدائيا وأنه لم يكن هناك سوي أربع أو خمس قطع سلاح وهذا غير صحيح بالمرة فقد كان هناك تنظيم مسلح علي أعلي مستوي وكانوا يختارون أفراده بعناية فائقة وأحضروا ضباطا من الجيش المصري لتدريب أعضاء التنظيم في صحراء البلينا في سوهاج وكان يدرسون المواد العسكرية وكانوا المسئول عن التنظيم هو علي الشريف وكانت من أهم المشاكل التي واجهت إعداد التنظيم المسلح الأموال فالجماعة الإسلامية جماعة جديدة ومعظم أفرادها طلبة لا مال لهم فقرروا عمل أسواق خيرية في كل محافظات الصعيد ومراكزه لتوفير الأموال للإنفاق منها علي التنظيم المسلح وفعلا عملوا عدة أسواق خيرية إسلامية وجمعوا منها عدة آلاف من الجنيهات ولكنها لم تكن تكفي لتكوين تنظيم مسلح علي مستوي الجمهورية وكانت احتياجات التنظيم المسلح للمال الكثير لاتنقطع واكبر مما يملكون ولم تف أموال التجارة بسد متطلبات التنظيم فسنحت لهم فرصة فقرروا استغلالها وذلك أن النصاري قاموا بالاعتداء علي بعض المسلمين في الزاوية الحمرا وحدث مايسمي الفتنة الطائفية فاجتمعوا وكان النقاش يدور حول كيفية الرد علي النصاري وكان الاتجاه هو قتل عدد كبير منهم حتي لايتجرأوا مرة أخري علي المسلمين وكاد يستقر النقاش علي اقتحام كنيسة من كبري كنائس النصاري يوم الأحد وقتل أكبر عدد منهم بالسلاح الآلي والقنابل اليدوية.
وقبل أن يأخذوا التصويت علي هذا الرأي عرض علي الشريف علي المجلس فكرة جديدة وهي أن يقوموا باقتحام عدة محلات للذهب التابعة للنصاري يقتلون أفرادها انتقاما لقتلي المسلمين في الزاوية الحمرا ويأخذون الذهب لكي يتمكنوا من شراء السلاح والسيارات والإنفاق علي معسكرات التدريب لأن التنظيم المسلح يحتاج إلي أموال طائلة وهم لا يملكون إلا المال القليل فعاد النقاش مرة أخري ليدور حول هذا الاقتراح مكاسبه ومفاسده ونتائجه واحتمالاته ثم استقر الرأي أخيرا علي الموافقة علي هذا الاقتراح وتم تكليفه بالتنفيذ.
انقلاب عبود الزمر علي الجماعة داخل السجن وطلبه الإمارة
من أكبر الأحداث التاريخية التي حدثت داخل الجماعة ويتجاهلها قياداتها في مذكراتهم انقلاب عبود الزمر عليهم داخل السجن فيما يعرف تاريخيا بينهم فقط بولاية الأسير وولاية الضرير حيث اعترض عبود الزمر علي إمارة عمر عبد الرحمن داخل السجن وطلبها لنفسه وعندما رفض قيادات الجماعة ذلك انقلب عليهم وخرج من الجماعة.
وكان في ذلك الوقت كرم زهدي هو رئيس مجلس شوري الجماعة وناجح إبراهيم مسئولا عن العنابر وإدارتها وكان الأمر مستقرا علي ذلك ثم أراد ناجح إبراهيم أن يستريح من هذه المسئولية فقرر مجلس شوري الجماعة بالليمان إسناد هذه المهمة إلي عبود الزمر للقيام بهذه الدور وبعد فترة من الزمن تأثر فيها عبود الزمر بكلام كب من عصام القمري و رفاعي سرور اللذين أوهماه بأنه لا بد أن يكون هو الأمير العام للجماعة الإسلامية كيف لا وهو ضابط مخابرات في الجيش المصري ومعظم أعضاء المجلس مازالوا طلبة في الجامعة ليس لهم خبرات سابقة مثله وأن الدكتور عمر عبد الرحمن لا توجد لديه أي خبرة عسكرية والوقت يحتاج إلي خبرة عسكرية لا الخبرة الشرعية ومن الممكن الاستعانة بالدكتور عمر كمفت للجماعة ويقتصر دوره علي ذلك، وكذلك الدكتور عمر ضرير ولا تجوز ولاية الضرير واقترحوا علي عبود أيضا أن يجعل الشوري في المجلس غير ملزمة وأنه يشاور من يحتاج مشاورته سواء كان من المجلس أو غيره ولا يشاور من لا يحتاج مشاورته ومن أشار عليه بشيء لا يلزمه العمل به واقتنع عبود بكلام هؤلاء. وجاء إلي مجلس الشوري واقترح عليهم هذه الاقتراحات فتم رفضها علي الفور وتم إرجاع ناجح إبراهيم إلي مسئولية العنابر وبدأ الشك والريبة يدب في قلوب المجلس تجاه عبود الزمر. وهنا ثارت ثورة عصام القمري ورفاعي سرور وأخذا يثيران عبود علي المجلس وعلي الدكتور عمر ويقولان له لماذا أقالوك وأنت لا تفعل شيئا يستحق الإقالة أطلب منهم أسباب الإقالة فليس من حقهم أن يقيلوك وأخذوا ينفخون في الرماد حتي اشتعلت وعبود الزمر منساق خلفهما دون أي تفكير ثم أخذ عبود الزمر جانبا لا يحضر جلسات المجلس وكل أفراد الجماعة الإسلامية سمعوا بما حصل وبالتالي رفضوا التعامل مع عبود الزمر ولم يعتبروه واحدا من قادتهم ولم يستمر هذا الأمر طويلا حتي أعلن عبود انشقاقه عن الجماعة الإسلامية. ولما أعلن عبود انشقاقه عن الجماعة الإسلامية أعلن في نفس الوقت عن تكوينه جماعة جديدة مع عصام القمري ورفاعة سرور ومجموعة محمد عبد السلام وكان معهم أيمن الظواهري ونبيل المغربي ومحمد طارق إبراهيم وصالح جاهين وعباس شنن وأسامة قاسم ثم بدأوا يروجون لمقالة لا ولاية لضرير وعملوا بحثا صغيرا وزعوه علي السجون يثبتون فيه أن الأعمي لا يكون أميرا وأن من شرط الإمارة سلامة الأعضاء والحواس والدكتور عمر ضرير وبالتالي لا يجوز أن يكون أميرا.
قام أعضاء الجماعة الإسلامية بالرد علي بحثهم ببحث آخر فرقوا فيه بين الإمامة العظمي (خلافة المسلمين)التي يشترط فيها سلامة الأعضاء والحواس وبين إمارة جماعة من الجماعات الإسلامية وأن الإمارة الثانية لايشترط فيها مايشترط للإمامة العظمي.
و في سنة 1990 تقريبا أبدي عبود الزمر تعاطفا ملحوظا مع الجماعة الإسلامية وكان ذلك تمهيدا لطلبه العودة مرة أخري إلي صفوف الجماعة الإسلامية وفعلا جلس مع كرم زهدي وطلب منه العودة إلي صفوف الجماعة وعرض كرم زهدي الطلب علي باقي أعضاء مجلس شوري الجماعة ودار النقاش وكان هناك الموافق والمعارض وانتهي الأمر علي الموافقة برأي الأغلبية.
وفي الحقيقة لم تفرح قيادات الجماعة الإسلامية ولا أفرادها بعودة عبود الزمر وذلك لأنهم صدموا أول الأمر عندما ترك عبود الجماعة لأسباب واهية فخافوا أن يكون دخوله دخول مصلحة خاصة بعد أن انفض من حوله من كانوا معه ولم يجد له أنصارا ولا أتباعا ووجد شباب الجماعة الإسلامية يسمع ويطيع لقادته ويحترمونهم أشد احترام فأراد أن يكون له نصيب من هذا الحب وهذا الاحترام.
هكذا ظن بعض الإخوة وقالوا كذلك إن الذي يخرج من الجماعة مرة سهل عليه بعد ذلك أن يخرج مرات ومرات وترجم هذا الامتعاض بعدم الالتفاف حوله وعدم قبول كلامه من الأفراد والشعور بأنه ضيف شرف وليس عضوا أساسيا في المجلس.
حقيقة الخلاف بين قيادات الجماعة بعد الثورة
أخطر المسكوت عنه في تاريخ الجماعة الإسلامية والذي سيبتعد عنه قيادات الجماعة في مذكراتهم هو حقيقة الخلاف بينهم بعد الثورة والحقيقة هي أن أسباب الخلاف الحقيقية تعود إلي رغبة عصام دربالة الأمير الحالي وتلميذه صفوت عبد الغني في إجراء انتخابات داخلية للجماعة وتكوين مجلس شوري جديد للجماعة وبدأوا التصعيد ضد كرم زهدي وناجح إبراهيم وتبادل الطرفين الإتهامات وتراشقا إعلاميا .
وكان قيادات الجماعة قد اجتمعوا بعد الثورة مباشرة واتفقوا علي إجراء الانتخابات وكان كرم زهدي وناجح إبراهيم أول الموافقين علي ذلك ولكن عصام دربالة وصفوت عبد الغني استعجلا وبدأ يضغطان علي كرم وناجح فكان ردهما عليهم "إحنا دالوقتي هنعمل انتخابات إزاي مين اللي هينتخب، الجماعة لها سنين طويلة ليس لها نشاط ولا عمل ولا نعرف مين اللي مستمر ولا مين اللي هيخرج " فأول شيء ننظم الجماعة ونهيؤها للانتخابات والناس تري القيادات فمن الممكن أن يأتي أحد بأقربائه علي أنهم جماعة إسلامية وينتخبونه فلابد من وضع معايير واتفقوا علي مدة محددة وهي ستة أشهر كحد أدني للانتهاء من تهيئة الجماعة للانتخاب.
ولكن عصام دربالة وصفوت عبدالغني استعجلا استعجالا شديد حيث طالب عصام دربالة بالانتخابات بعد أسبوعين فحدث نوع من الدهشة عند كرم وناجح ووجدا أن المنظر لا يليق بهما.
الغريب أن عصام دربالة بدأ يهددهما بأنه سوف يقوم بعمل الجمعية العمومية بمفرده وتقوم هي بالانتخاب بعد ذلك وتعامل معهما علي أنهما مجموعة من الكذابين رغم كل السنين الطويلة التي بينهما وبدأ عصام يأخذ خطوات سريعة وتصاعدية ويقول الأسبوع القادم سوف أحضر الناس للانتخاب ما جعل كرم زهدي وناجح ابراهيم يقومان بتعليق عضوية عصام بالجماعة وفصل صفوت عبد الغني نهائيا من الجماعة وحدث بين الطرفين التراشق الإعلامي الشهير علي القنوات الفضائية.
ويري بعض قيادات الجماعة أن الجمعية العمومية التي عقدت والتي جاءت بعصام دربالة أميرا للجماعة شابها الكثير من الأخطاء وأن المجموعة التي أعدت الانتخابات لم تكن دقيقة في استيعاب كل أبناء الجماعة ووجود أعضاء مجلس شوري الجماعة الحالي أمام أعضاء الجمعية العمومية أثر علي اختياراتهم وأحرجهم وكان الأجدر بهم ألا يتواجدوا ويتركوا الناس علي حريتهم خاصة أن أبناء الجماعة تربوا علي احترام قادتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.