كشفت تقارير صحفية أمريكية، نقلا عن مسئولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب، أن واشنطن تدرس خططا لنقل نحو 50 قنبلة نووية أمريكية جرى تخزينها في تركيا منذ وقت طويل، وذلك في أعقاب هجوم أنقرة على شمال شرقي سوريا. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسئول أمريكي كبير رفض الكشف عن اسمه، قوله إن الأسلحة النووية باتت عمليا "رهينة" لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وكانت تقارير أفادت في السابق بأن الولاياتالمتحدة خزنت قنابل نووية في قاعدة "إنجرليك" جنوبيتركيا، إبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق، وبقيت هذه القنابل بعد نهاية الحرب. وتبتعد قاعدة "إنجرليك" نحو 400 كلم عن الحدود السورية. وقال مسئول أمريكي إنه في حال نقل الأسلحة النووية من تركيا، فهذا سيكون بمثابة نهاية فعلية للتحالف التركي الأمريكي. لكن في حال إبقاء هذه الأسلحة، فهذا يعني استمرار "الهشاشة النووية" التي كان يجب أن تنتهي منذ سنوات طويلة حسب المسئول الأمريكي، في إشارة إلى ضرورة عودة الأسلحة النووية الأمريكية مع نهاية الحرب الباردة. وقبل أسبوع، أطلقت تركيا هجوما عسكريا واسع النطاق في شمال سوريا يستهدف وحدات حماية الشعب الكردي، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، الجزء الأساسي في التحالف مع الولاياتالمتحدة في الحرب على "داعش". وتقول أنقرة إن هذا الهجوم يسعى إلى إبعاد هذه الفصائل الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيمات إرهابية، عن الحدود الجنوبيةلتركيا. وفي ظل الهجوم التركي أعلنت الولاياتالمتحدة سحب كل قواتها من شمال شرقي سوريا، والبالغ عديدها حوالى ألف عسكري، والإبقاء بالمقابل على حوالى 150 جنديا أمريكيا ينتشرون في قاعدة التنف في جنوبسوريا على الحدود مع الأردن. وردت الولاياتالمتحدة على الهجوم التركي بفرض عقوبات على وزراء أتراك، بينهم وزير الدفاع خلوص أكار، فضلا عن وقف المفاوضات التجارية مع أنقرة. وقال مسئول أمريكي سابق إن الدبلوماسيين الأتراك ردوا على حديث المسئولين الأمريكيين بشأن نقل القنابل من القاعدة التركية، بالقول إن أنقرة ستطور سلاحا نوويا خاصا بها. وكان أردوغان عبر في الآونة الأخيرة عن رغبته في امتلاك بلاده أسلحة نووية، رغم أنها وقعت على اتفاق حظر انتشار هذه الأسلحة.