على مدى سنوات لم يكتب لمفاوضات الدول المعنية بمشروع سد النهضة النجاح، حيث تعثرت جل الاجتماعات بين مصر والسودان وإثيوبيا. وبعد التعثرات السابقة، تقرر هذه المرة بدء اجتماعات للجنة الوطنية البحثية المستقلة، المكونة من هذه الدول الثلاثة. وتخص الاجتماعات، التي تستمر من الثلاثين من ديسمبر إلى الثالث من أكتوبر، ملء وتشغيل سد النهضة. وكانت الجولة الأخيرة من مفاوضات سد النهضة في القاهرة خلال الشهر الماضي، قد شهدت عدم إحراز أي تقدم. مسار مشروع سد النهضة في عام 2011، أعلنت الحكومة الإثيوبية مشروع إنشاء سد النهضة على نهر النيل الأزرق لتوليد الطاقة الكهرومائية. وبعدها، بدأت الخلافات بين مصر وإثيوبيا تظهر بشأن تشغيل السد، فبحسب الخطة الإثيوبية سيتم اقتطاع نحو 15 مليار متر مكعب من المياه مع ملء خزان المياه في ثلاث سنوات. في المقابل، ترفض مصر الخطة، وتقول إن 3 سنوات غير كافية لملء الخزان، مشيرة إلى أن الأمر يحتاج 7 سنوات. ولا يقتصر المقترح المصري على عدد سنوات أكثر، بل اقترحت أيضا المنظومة الهيدروليكية لإدارة سد النهضة بالتسيق مع السد العالي في مصر وسدود السودان، الأمر الذي ترفضه إثيوبيا. ولدى مصر أيضا مخاوف من آثار السد، حيث تقول إن تشغيل "النهضة" بشكل فردي سيخفض منسوب المياه أمام السد العالي، كما أن هناك خطر كبير على 90 في المئة من المياه العذبة التي تحصل عليها مصر، إضافة إلى تدمير الآلاف من الأفدنة الزراعية. ..". وفيما يؤكد الرئيس المصري أن بلاده ليست ضد التنمية ولا تعارض إنشاء السدود بشرط عدم إلحاق الضرر بمصر، تشدد إثيوبيا على أنها ماضية في خطط بناء السد، الذي يعد الأكبر في إفريقيا من حيث التوليد الكهرمائي. ويقع سد النهضة على النيل الأزرق، وهو واحد من أهم منابع نهر النيل الذي يشكل شريان الحياة بالنسبة لكل من مصر والسودان.