فضح رئيس وزراء تركيا الأسبق، أحمد داود أوغلو، الطريقة التي كان يعامل بها حينما كان رئيسا للوزراء، والتي سعى من خلالها الرئيس، رجب طيب أردوغان لتهميشه وسلبه صلاحياته التي يكفلها له منصبه. جاء ذلك خلال مشاركة داود أوغلو في برنامج تلفزيوني، حيث استضافه ياوز أوغهان مقدم البرنامج، والصحفيين التركيين إسماعيل صايمز، وعاكف بكي. ووفق ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، أوضح داود أوغلو الذي ترأس الحكومة وحزب العدالة والتنمية بين عامي 2014 و2016، أنه أُبلغ من خلال اللجنة العليا للإدارة واتخاذ القرار بالحزب الحاكم، خلال فترة توليه منصب رئاسة الوزراء، أن يبدو في هيئة رئيس الوزراء لكن دون أن يستخدم سلطاته. وقال رئيس الوزراء الأسبق في هذا الصدد: "طلبت اللجنة العليا للإدارة واتخاذ القرار بالحزب مني أن أبدو رئيس وزراء لكن دون أن أكون رئيسًا، أي أن أتصرف كرئيس وزراء، لكن دون استخدام صلاحياتي". وأضاف قائلًا: "ولأنني أعرف نفسي؛ لم أقبل أن أكون شخصية مهمشة، حتى وإن أخذوا مني كل شيء". وفي سياق آخر، وردًا على سؤال حول أسباب عدم اتحاده مع نائب رئيس الوزراء السابق، علي باباجان، في مساعيهم لتأسيس حزب جديد، قال داود أوغلو: "لا أعرف أسباب ذلك". وتابع قائلا: "ثمة علاقة مبنية على الثقة بيني وبين باباجان، فتركيا بحاجة إلى رجل مثله، ومن ثم كان لا ينبغي التفريط في رجل يعد أحد رجال الدولة الناضجين، وإنه لمن العبث أن يرحل رجل بحجمه عن الحزب، ولقد قمنا بمشاورات خلال عام مضى بخصوص التوجه الجديد، وفعلت كل ما بوسعي لنكون معًا؛ لكن لم يحدث". واستطرد قائلًا: "وحينما تعرض باباجان مؤخرًا لاتهامات بالانتماء لحركة جولن، وكان بصدد فتح تحقيق معه، اتصلت به، وعبرت عن دعمي له، فالوقوف وراءه وظيفتي، وبعد البيان الأخير الذي أصدرته بخصوص ما يعاني منه (حزب) العدالة والتنمية، تقابلنا وشددنا خلال اللقاء على أن تركيا بعد الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس/آذار تنتظرها مرحلة حرجة؛ لذلك أكدنا ضرورة الكشف عن الأخطاء داخل الحزب سواء فاز أم لم يفز بتلك الانتخابات". وفي شأن آخر شدد داود أوغلو على ضرورة أن يأتي نائب رئيس الجمهورية بالانتخابات، مؤكدًا أن رئيس الجمهورية كذلك لا يجب أن يكون رئيسًا لحزب؛ فيجب الفصل بين المنصبين، وعندنا تجربة مستمرة منذ عام (في إشارة لتحول البلاد للنظام الرئاسي بزعامة أردوغان الذي يشغل في الوقت نفسه منصب رئيس حزب العدالة والتنمية) أثبتت أن رئيس الجمهورية المنتمي لحزب ما، فإن هذا الحزب يتأثر سلبًا، ففي النهاية الرئيس إنسان لا بد أن يهمل شيئًا على حساب شيء آخر".