فى يوم 18 يونيو من كل عام، يحتفل المصريون بعيد الجلاء حيث تم جلاء آخر جندى إنجليزى عن الأراضى المصرية فى مثل هذا اليوم عام 1956، بعد توقيع اتفاقية الجلاء مع بريطانيا.. فما هي قصة هذه الاتفاقية؟. هى اتفاقية بين جمال عبد الناصر كرئيس وزراء مصر وأنتونى نتنگ، وزير الدولة للشئون الخارجية البريطانى وتقضى بجلاء البريطانيين بالكامل عن مصر فى غضون عشرين شهر من توقيع الإتفاقية. ففى مارس 1950 طلبت وزارة النحاس الدخول فى مفاوضات جديدة مع الحكومة البريطانية، واستمرت هذه المفاوضات 9 شهور ظهر فيها تشدد الجانب البريطانى مما جعل النحاس باشا يعلن قطع المفاوضات، وإلغاء المعاهدة، و بدأ النضال يشتعل مرة أخرى ولكن هذه المرة نضال مسلح. وقد وقعت الاتفاقية فى 19 أكتوبر 1954، وتكونت من 13 بندا رئيسيا، وكانت بين ثلاثة أطراف مصر وبريطانيا والثالث فى موقف أو مراقب للموقف وهى الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث نصت على أنه بتوقيع الاتفاقية يكون انقضاء معاهدة التحالف التى كانت قد وقعت فى لندن فى عام 1936، وأن تقر الحكومتان المتعاقدتان بأن قناة السويس البحرية المصرية، طريق مائى له أهميته الدولية من النواحى الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية. وقد ترتب على هذه الاتفاقية مجموعة من النتائج منها خروج قوات الاحتلال البريطانى من مصر بعد استعمار استمر 73 عاما وتسعة أشهر وسبعة أيام، شهدت هذه الحقبة عدة ثورات ومقاومة من قبل الشعب المصرى كثورة أحمد عرابى ضد غزو الاساطيل والجيوش البريطانية، وثورة 1919 الوطنية التى قادها سعد زغلول، وانتفاضة الشعب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وإضراب جميع الطوائف بمن فيهم ضباط الشرطة الذين اعتصموا بنواديهم فى أكتوبر 1947 وأبريل 1948، والكفاح المسلح ضد القوات البريطانية فى قناة السويس فور رفع الاحكام العرفية بعد انتهاء حرب فلسطين، واستمرار هذا الكفاح بعد قيام ثورة يوليو، 1952، إلى ان تحقق الجلاء يوم 18 يونيو 1956.