لم يكن غضب شعوب الربيع العربي مجرد صدفة أو ظاهرة سياسية ، ولكنه جاء بعد حالة من الركود الاقتصادي والأزمات التي عانت منها هذه الشعوب ، في الوقت الذي كان يجمع فيه الحكام وأتباعهم أموالا وثروات طائلة كافية لحل مشكلاتهم الاقتصادية ،وبعد سقوط هؤلاء الزعماء لا تزال أسرار هذه الثروات التي جمعوها على حساب الشعوب لغزا لم يتم حله بالكامل حتى الآن، لكن تم الكشف عن جزء كبير من هذه الثروات الضخمة والتي تم توزيعها على عدد من بنوك العالم إضافة إلى ممتلكات فخمة في أوروبا وأفريقيا،وفيما يلي نعرض لما تم الكشف عنه من ثروات عمر البشير ومعمر القذافي وعبد العزيز بوتفليقة و زين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح وحسني مبارك. معمر القذافي لا يزال حجم الثروة التي تركها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بمثابة لغز محير ،لم يتم حله حتى الآن، حيث يتحدث الجميع عن "ثروة قارونية" موزعة في عدد من المناطق حول العالم ،والغريب أن سر هذه الثروة فيما يبدو لم يعطيه القذافي لشخص واحد الأمر الذي زاد من صعوبة الوصول إليها. وكانت السلطات الليبية قد عثرت في شهر يناير من عام 2012 على ما يقرب من 2 طنا من الذهب و 90 مليون دولار مدفونة تحت الأرض في مدينة زلة الليبية ، وذهب الجميع إلى أن هذه الثروة تعود للزعيم الليبي الراحل. كذلك أكدت وسائل إعلام ليبية أنه تم العثور على كميات أخرى من السبائك الذهبية مدفونة قرب مدينة الهون ، حيث يعتقد أن مقربين من القذافي قاموا بدفن السبائك الذهبية واخفوا المجوهرات ومئات الملايين من اليورو والدولارات في الصحراء الغربية بليبيا ،والتي كان يقتنيها الزعيم الراحل ، خوفا من أن تصل إلى يد أي جهة من الجهات المتصارعة على السلطة في الدولة العربية الغنية بالنفط . ورغم أن حجم الأموال التي تم دفنها ضخم للغاية إلا أن العديد من المصادر تؤكد أنها لا تمثل الحجم الحقيقي لثروة القذافي ، وكان أحمد محمد قذاف الدم المسئول السياسي لجبهة النضال الوطني الليبي، وابن عم معمر العام الماضي قد أعلن أن الثروة التي تركها العقيد تقدر ب600 مليار دولار ما بين أموال نقدية وذهب، متهما الغرب بالاستيلاء عليها. وأشار إلى تبديد نحو 277 مليار دولار السنوات الماضية والتي أعقبت وفاة الزعيم الليبي. وكانت صحيفة التايمز البريطانية قد كشفت أن القذافي خبأ 30 مليون دولار أمريكي سرا في قبو تابع لرئيس جنوب إفريقيا السابق جاكوب زوما الذي نفى مرارا علاقته بثروات القذافي. وتم الكشف عن هذه الأموال عند نقلها من قبو في منزل زوما في ناكاندلا إلى مملكة إسواتيني المعروفة سابقا بسوازيلاند، وأشار تقرير التايمز إلى أن القذافي نقلها لرئيس جنوب إفريقيا السابق للحفاظ عليها قبل فترة وجيزة من مقتله. وأكدت الصحيفة أن هذه الأموال ما هي إلا جزء من ثروة القذافي المفقودة المهربة إلى الخارج والتي يعرف أسرارها مدير مكتب القذافي ورئيس صندوق استثمار ليبيا في أفريقيا، بشير صالح بشير، الذي يعيش في جوهانسبرجبجنوب أفريقيا منذ نحو 5 سنوات، والملاحق من الحكومة الليبية، في محاولة لمعرفة مصير مليارات القذافي التي كان مسئولا عن إدارتها. وتقول مصادر حكومية في جنوب أفريقيا إن بشير يخبئ جانباً كبيراً من أموال القذافي في جنوب أفريقيا، تقدر بنحو 100 مليار دولار أمريكي. وما يؤكد ذلك، هو قيام بشير في فترة سابقة، بتخزين نحو مليار دولار من النقد والذهب والأحجار الكريمة في مستودع بمطار أور تامبو الدولي الجنوب أفريقي، ومن اللافت أيضا أن صالح يعيش في أفريقيا حياة رغدة جدا تضاهي حياة الملوك والأثرياء ، الأمر الذي يعزز المعلومات التي تفيد بأن أسرار كنوز القذافي في أفريقيا يعلمها هو وحده. وحاليا تطالب السلطات الليبية رئيس جنوب أفريقيا الحالي سيريل رامافوزا، المساعدة في استرداد الأموال المنهوبة من قبل القذافي، وزار رامافوزا مملكة إسواتيني في مطلع مارس الماضي، إلى جانب عدد من الوزراء، لإجراء محادثات مع الملك مسواتي الثالث، رئيس العائلة المالكة هناك، وتردد أنه تحدث هناك بشأن أموال القذافي . وتؤكد التقارير أن القذافي جمع مليارات الدولارات من الثروة النفطية، وخبأها في مواقع سرية في أنحاء العالم ، موضحة أنه بحلول عام 2010، كانت البلاد تحصل على أكثر من 30 مليار دولار من عائدات النفط في السنة، ولكن لديها معدل بطالة مرتفع، ويعاني معظم السكان من سوء الأحوال الاقتصادية، وهذا يعني أن عائدات النفط لم تنفق لصالح الشعب ، ولكن كان يتم انفاقها في أمور أخرى. وذكر تقرير بريطاني أنه في عام 2010، باع القذافي خمس احتياطيات ليبيا من الذهب مقابل مليار دولار، ويبدو أنه وضع الأموال في كثير من الحسابات السرية والشركات، بما في ذلك صندوق الثروة السيادية في ليبيا، وذلك قبل اغتياله بوقت قصير. وفي عام 2013، قالت حكومة جنوب أفريقيا إنها ستعيد أموالا ليبية تقدر بقيمة 5.5 مليون جنيه إسترليني، وذلك تماشيا مع قواعد الأممالمتحدة ،وتضمن التقرير أن القذافي كان يسعى إلى شراء أسلحة ودبابات ومروحيات بتلك الأموال المخبأة. وتشير تقارير غربية إلى أن حجم ثروة القذافي الكلي يصل إلى خمسة وثمانين مليار يورو جمعها من عائدات النفط واستثمارات عائلية في جميع أنحاء العالم، حيث طالت استثمارات العائلة شركات مختلفة في جميع أنحاء العالم، منها, الستون،أودي أف، توتال، و شركة فيات لصناعة السيارات إضافة إلى عدد من الاستثمارات التجارية والعقارية في فرنسا من بينها المتجر الذي يتم تأجيره بسبعمائة ألف يورو في الشهر للماركة الفرنسية فناك.