أمام مبنى فخم وقفت لحظات بعد 4 ساعات من السفر الشاق من القاهرة لمدينة دمياط، واستعديت لدخول مدرسة النيل فاستوقفني فرد أمن، وطلب منى بطاقة تحقيق الهوية الشخصية، فسُمح لى بالدخول، وبعد لحظات استقبلتني الدكتورة أماني الفار نائب رئيس مجلس إدارة مدارس النيل، والمدير التنفيذي لمؤسسة مصر التعليمية، وكذلك مديرة المدرسة بدمياط هناء صبري، وبابتسامات ودودة بدأنا جولة بالمدرسة للإطلاع علي تجربة هذا النوع من المدارس التى وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتوسع في إنشائها. وخلال الجولة أكدت الدكتورة أماني الفار أن مدارس النيل موجودة على أرض مصر منذ 2010 عندما أنشئت 5 مدارس منها مدرستين في أكتوبر والعبور بالقاهرة، وثلاث مدارس في بورسعيد وقنا، والمنيا، وتديرها وحدة مدارس النيل الدولية التابعة لصندوق تطوير التعليم بمجلس الوزراء. وأضافت: بعد صدور التكليف الصادر عن الرئيس عبد الفتاح السيسي والخاص بالتوسع في إنشاء هذا النوع من المدارس، سيتم إنشاء 25 مدرسة أخرى ليصبح العدد 30 مدرسة تقدم خدمة تعليمية متميزة جداً للطبقة المتوسطة في مختلف أنحاء الجمهورية.. مشيرة إلى أن العام الدراسي القادم سيشهد افتتاح مدرستين هي الأندلس والياسمين في القاهرة الجديدة ، إضافة إلى مدرستين أخريين في الشروق ، والشيخ زايد، وبذلك يصبح لدينا 9 مدارس جديدة. وأوضحت "الفار" أن مؤسسة مصر للإدارة التعليمة المسئولة عن إدارة هذه المدارس مؤسسة حكومية برأس مال حكومي بنسبة 100 %، وتساهم بها كل من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وصندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية، وصندوق تحيا مصر، مضيفة أن المؤسسة في التوسع حيث نجحت العام الماضي في إنشاء 5 مدارس في السادات ودمياط الجديدة وأسوان والأقصر وأسيوط. وذكرت وجود إقبال كبير علي مدارس النيل ففي الأسبوع الأول فقط لفتح باب التقديم (يستمر استقبال طلبات الالتحاق حتى مايو المقبل) استقبلنا 6 آلاف تلميذ، علي الرغم من أن سعة استيعاب المدرسة 4 فصول لكل مرحلة "kg1 ، kg2" ، 100 طالب ل kg1 ، و100 طالب ل kg2 ، وأضافت أن العام الدراسي المقبل سيشهد فتح باب التحويلات حتى الصف الرابع الابتدائي بمدارس دمياط الجديدة، وأسوان، والأقصر، وأسيوط والسادات، موضحة أن التحويلات ستكون من مدارس اللغات فقط كي يستطيع تلاميذها مواكبة الدراسة بمدارس النيل. وأوضحت "الفار" أن طلاب مدارس النيل سيحصلون علي العديد من المزايا من بينها نظم الدراسة المتطورة القائمة علي بناء الشخصية، وتنمية واكتشاف المواهب، كما سيحصل الطلاب على شهادتين من جامعة كمبردج البريطانية، الأولى بعد العام التاسع، والثانية بعد العام الثاني عشر له بالمدرسة، مؤكدة أن مدارس النيل تابعة للكتلة المرنة في دخول الجامعات التي تقدر ب 5% ، حيث يمكن لطالب "النيل" أن يدخل كلية الطب بمجموع 65%. وأشارت إلى أنه يتم اختيار المعلمين وفق معايير معينة، حيث يتم الإعلان عن احتياجات المدرسة في الجهات الرسمية، ثم يتم عقد امتحانات "أون لاين" للعناصر التي وقع عليها الاختيار بصفة مبدئية بواسطة هيئة كامبريدج، ثم تعقد لهم مقابلات شخصية، ومن ينجح يخضع لتدريبات مكثفة لضمان اندماجه ضمن المنظومة التعليمية لمدارس النيل، علما أن مرتبات المعلمين تتراوح بين 5 آلاف و5600 جنيه شهرياً. ومن جانبها قالت رحاب صبري مديرة مدرسة النيل المصرية بدمياط الجديدة، إن مدارس النيل هدفها تعميق الهوية المصرية ومنح شهادة دولية، بخلاف بعض المدارس الدولية الأخرى التي تدرس هويتها، مشيرة إلي أن مدارس النيل قائمة علي تدريس اللغة العربية الفصحي، والدراسات الاجتماعية، والتربية الدينية والوطنية. وتابعت أن المدارس تعتمد على التعليم التفاعلي، ومخرجات التعليم وتنوع مصادر التعليم بالبحث والمعرفة، حيث أن كثافة الفصل لا تتعدي 30 طالباً، مشيرة إلي أنه يٌشترط في اختيار المعلمين أن يكونوا حاصلين على درجة الماجيستير أو الدكتوراه، كما أنهم يخضعون لمقابلة شخصية، اختبارات بجامعة كامبريدج، لقياس مستوي اللغة الإنجليزية. وأكدت أن الشهادة التي تمنحها المدرسة مصرية دولية، تمكن الطلاب من الالتحاق بجميع الجامعات داخل مصر وخارجها، منوهة إلي أن مصروفات المدرسة تختلف حسب طبيعة المكان، وأن مصروفات المدرسة فرع دمياط 20 ألف جنيه. وأثناء تجولي داخل المدرسة دخلت الفصول ولاحظت وجود لافتات تزين جدران الفصل مكتوب عليها أسماء الطلاب باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلي بعض الرسومات الخاصة بالأطفال وصورهم . لكن ما لاحظته أكثر أن كل فصل به بابين، أحدهما للدخول، والآخر للخروج في نهاية الفصل، وداخل كل فصل دولاب خاص بملابس الأطفال، إضافة إلي مجموعة من الأدراج الملونة فوق بعضها البعض، وكل درج مخصص لطالب، يدون عليه اسمه، ويضع داخله أدواته الخاصة، ومع انتهاء اليوم الدراسي تنتهي المعلمة من تصحيح تدريبات الطلاب التي تم إجرائها علي مدار اليوم الدراسي، ثم تقوم بتنظيم الأدراج الخاصة بكل طالب عقب تجميع الأدوات، وذلك بعد الانتهاء من اليوم الدراسي. ويجلس الطلاب علي هيئة مجموعات تجمعهم مناضد بيضاوية، ملونة، يشاهدون شرح المعلمة علي السبورات الذكية، فيما تقوم المعلمة بتدريبهم علي الأنشطة الخاصة منها الرسم وغيره، عن طريق إشعال روح المنافسة بين المجموعات، ويرافق المعلمة أيضا معلم مساعد يتعاونان معاً في التحضير للأنشطة والدروس والشرح والتعامل مع الأطفال. تبادلت الحديث مع المعلمة منى مقلد الحاصلة علي بكالوريوس تربية رياض أطفال ودبلومتين خاصتين إلى جانب درجة الماجستير في أصول التربية وتنمية المواهب، فذكرت أن الأطفال في بداية التحاقهم بالمدرسة يكون لديهم إحساس بعدم الأمان، لأنهم يفتقدون عنصري الأمان المتمثلين في الأب والأم، لذا نحاول طمأنتهم بالتعامل معهم بطريقة عائلية وتلبية احتياجاته، مؤكدة أن الطلاب لا يحصلون على واجبات منزلية ويتم تصنيفهم داخل الفصل بناءً علي مواهبهم وقدراتهم الإبداعية. وأوضحت أنها تحاول علاج أية اضطرابات تعليمية أو سلوكية من خلال الجلوس مع الطفل ساعة إضافية، لعلاج مشكلته الكتابية أو أى مشكلة يحتاج لحلها، خاصة أنها تتواصل مع أولياء الأمور لدعم تقويم أى سلوكيات، ولكنها أكدت أن بعض أولياء الأمور يقارنون بين أبنائهم وبين تلاميذ اللغات لأنهم لا يعرفون طبيعة منهج المدرسة القائم علي التكامل مع عدم التكليف بواجبات منزلية. أما ندى شطا الحاصلة علي ماجستير في الإعلام التربوى وتعمل مشرف عام للأنشطة ومشرف عام لمدرسة النيل بدمياط، إن مناهج المدرسة قائمة علي التكامل والحفاظ علي الهوية المصرية، من خلال نطق اللغة العربية الفصحى بطريقة دقيقة وربط الأطفال بالبيئة الخارجية ومجتمعهم والمدرسة بالأنشطة، مضيفة أنهم قاموا بإشراكهم بنشاط زراعى وتجميلي للاهتمام بنظافة مجتمعهم.