تعد منظمة مجاهدى خلق أهم تشكيل معارض للنظام الإيراني القائم وتخوض صراعا شرسا لإسقاط حكم الملالى في طهران. فمن هى منظمة مجاهدى خلق؟ هى منظمة معارضة شرسة للنظام الإيرانى أنشئت عام 1965 بهدف الإطاحة بنظام الشاه الذى كان يحكم إيران في تلك الفترة ثم خاضت ومازالت تخوض صراعا عنيفا ضد نظام الملالى وهى تستلهم الفكر الماركسى والإسلامى وقد نشأت من انفصال داخل حركة تحرير إيران القومية بزعامة مهدى بازركان وقضى معظم مؤسسيها فى سجون الشاه محمد رضا بهلوى ثم أُعلنت منظمة خارجة على القانون فى 1981 إثر تظاهرة مسلحة استهدفت مقر الحزب الجمهورى وخلف 74 قتيلا بينهم المسئول الثانى فى النظام آية الله محمد بهشتى . وبعد طردهم من إيران لجأ المجاهدون إلى أنحاء مختلفة فى العالم وخصوصا فرنسا حيث استقروا فى اوفير-سور-واز قرب باريس مع زعيمهم مسعود رجوى الذى أسس المجلس الوطنى للمقاومة . وأصناء الحرب الإيرانيةالعراقية تمركز مجاهدو خلق فى العراق وقاتلوا الى جانب الرئيس الراحل صدام حسين ما دفع النظام فى إيران إلى وصفهم بأنهم "خونة" ومع انتهاء الحرب الايرانيةالعراقية (1980-1988)، شنت المنظمة هجوما عسكريا على إيران وسيطرت على مدن حدودية عدة لكن القوات المسلحة الإيرانية تمكنت بعدها من سحق المهاجمين. و فى عام 1987، أنشئت الذراع المسلحة لمجاهدى خلق وعرفت باسم "جيش التحرير الوطنى لايران" الذى تبنى عمليات عدة فى ايران وخصوصا هجمات فى 1993 استهدفت انابيب نفط ومسجد الامام الخمينى قرب طهران. وعقب سقوط نظام صدام حسين فى 2003 نُزع سلاح المجاهدين قبل أن يغادروا العراق إلى ألبانيا بناء على طلب السلطات الأمريكية والأمم المتحدة فى مايو 2013. وفى عام 2009شُطب مجاهدو خلق من قائمة الاتحاد الاوروبى للمنظمات الارهابية وقامت الولاياتالمتحدة بالخطوة نفسها فى سبتمبر 2012. وحتى الأن تخوض المنظمة حربا شرسة مع النظام الإيرانى فتقوم بإصدار تقرير يومى يرصد عدد التظاهرات التى يقوم بها الإيرانيون وتؤكد تصدع النظام من داخله كما تكشف أثر العقوبات الاقتصادية الأمريكية التى تعمل على انهيار إيران من الداخل. كما قام أنصار منظمة مجاهدى خلق الإيرانية بمئات من النشاطات الأخرى منها كتابة شعارات ضد النظام وتأييدًا للمقاومة الإيرانية وتوزيع منشورات ولصق بوسترات تحمل صورًا لقادة المقاومة الإيرانية مسعود ومريم رجوى فى مختلف المدن الإيرانية ليسجلوا بذلك ارتفاعًا فى نسبة نشاطاتهم خلال هذا الشهر. وشملت نشاطات معاقل الانتفاضة عموم إيران حيث أضرم أعضاء معاقل الانتفاضة النار فى مراكز البسيج وسائر مظاهر النظام فى العاصمة طهران ومختلف المدن الإيرانية ونفذت هذه الحركات البطولية فى وقت كان فيه النظام فى أهبة الاستعداد بمناسبة ذكرى ثورة 1979 فى إيران، وكان يحاول جاهدًا من خلال استخدام كاميرات المراقبة وتسيير دوريات راجلة وراكبة للحيلولة دون هذه المظاهر. لكن أعضاء معاقل الانتفاضة بتحركاتهم استطاعوا أن يكسروا أجواء الرعب والخوف التى فرضها النظام على المجتمع.كما أن أعضاء معاقل الانتفاضة يتولون فى الوقت نفسه تنظيم وتوجيه المظاهرات والإضرابات والاحتجاجات الاجتماعية على سكة الانتفاضة العامة وأن المواطنين الذين يشاركون فى هذه الاحتجاجات يستمدون دوافعهم من شجاعة وبطولة أعضاء معاقل الانتفاضة. فيما يقف النظام الإيرانى عاجزا عن مواجهة التحركات الجريئة لهم. والتساؤل الأن هل ستستطيع منظمة مجاهدى خلق إسقاط حكم الملالى فى طهران وتكفى المنطقة شر هذا النظام الذى يقود المنطقة لحافة الهاوية أم أن بطشة وقمعة لشعبه سيطيل أمد حكمه لفترة قادمة ؟