اختلف الخبراء التربويون وأولياء الأمور حول تقييمهم لنظام الامتحانات الجديد "open book" والذي طُبيق على الصف الأول الثانوي، فأكد بعضهم أن التجربة جديرة بالملاحظة والاهتمام وطالبوا بالمضي قدما نحو تطبيقه، مع مراعاة التصدى لمشكلة التسريبات التي أضاعت علي الطلاب فوائد التجربة واختبار قدراتهم، في حين رأى آخرون أن تطبيق هذا النظام علي طلاب تعودوا لمدة 11 عام علي نظام امتحانات آخر يعرضهم لظلم بيّن، مطالبين بإرجاء تطبيقها لوقت آخر حتى يتم تدريب الطلاب عليها. ومن جانبها أعلنت وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفنى أنها تعد دراسة لتقييم أول هذه التجربة، والتى من المقرر أن تكون بمثابة نظام التقييم المتبع خلال الفترة المقبلة ضمن خطة الوزارة لتطوير نظام الثانوية العامة المعروف إعلامياً بالثانوية التراكمية. وأوضحت الدكتورة وجدان النجولى أستاذ طرق التدريس والمناهج، وعضو لجنة التعليم بديوان محافظة الإسكندرية، أن تجربة الامتحانات ال"open book" من الممارسات المستحدثة في المنظومة التعليمية المصرية ويمكن اعتبارها نقلة نوعية من الناحية الثقافية والتنظيمية، لافتة إلي أن تطبيقها أصاب الهدف في عدة جوانب ولكن أصابها القصور والعوار في جوانب أخري. وأشارت إلي أن هذه الامتحانات فرصة عظيمة للطالب ليُدرك ويتعرف على شكل مختلف من الأسئلة التى تقيس مهارات عقلية متعددة لم يتم توظيفها من قبل لدى الطالب، لافته إلي أن أسئلة الامتحان بمثابة مرشد جيد لأنه يقوم بتغيير ومراجعة طريقة الاستذكار من ناحية والبحث عن مصادر متعددة لإثراء معلوماته وعدم الاقتصار على الكتاب المدرسي فقط من ناحية أخرى. وأكدت أن التجربة مؤشر للطالب لتقدير الوقت المستغرق للتعامل مع الأسئلة المختلفة، وأداء الطلاب للامتحان أعطاهم شعور بالاطمئنان والهدوء النفسى بمجرد إدراكه لعدم الاحتياج لمهارة الحفظ والتى كانت تُصيب الطالب بخيبة الأمل حينما يفقد أعصابه خوفًا وتحسبًا للامتحان. وأضافت أن نظام "open book" سيساعد الطلاب علي ابتكار آليات ذهنية تساعده علي توظيف معلوماته بطرق مبتكره وجديدة، أما سلبياتها فتتمثل في ظهور عمليات التسريب التى أضاعت علي الطلاب فوائد التجربة وحرمتهم من التفاعل معها بموضوعية، مشيرة إلي أن الطالب لم يستطع تقييم نفسه ذاتيا أو يختبر قدراته أو يشحذ ذهنه في التفكير عند التعامل مع الأسئلة، فقد أماتت لدى الطلاب الرغبة فى التحدى وخاصة أنها كانت تجربة وخبرة غير مهددة لكونها بلا درجات. وأوضحت "النجولى" أنه رغم السلبيات التى تسبب فيها أصحاب الضمائر المنعدمة إلا أنها كانت ضرورية وحتمية، بصرف النظر عن ما تم بذله من مجهود من قبل جميع الأطراف أو ما تم إنفاقه من أموال، فالتجربة كانت بمثابة تدريب فعلى ينبغي تطبيقه على أرض الواقع بعيدًا عن العالم الافتراضي. وأكدت أن التجربة أحدثت نضجًا عقليًا ونفسيًا غير مباشر لدى الطلاب وتركت لديهم ما يشبه الخبرة الإيجابية، واقترحت "النجولى" عدة حلول لتلافي السلبيات وعلاجها، وهى إرجاء الامتحان الثاني التجريبي الورقي المقرر إجرائه في مارس إلى أن يتم الاستعداد لتطبيقه الكترونيا فى أبريل على أن يتم تطبيق الامتحانات الإلكترونية ( الثالث والرابع) فى مايو ويونيو أو الاستغناء عن الامتحان التقييمى المقرر في مايو لضيق الوقت ومراعاة مراجعة المحتوى وطريقة التقييم، وذلك من منطلق أن هذا العام تجريبى بلا درجات وظهور متغيرات وعوامل دخيلة أثناء التجريب. ووجهت "النجولى" توصيات للمعلمين نوهت خلالها بضرورة مراجعة أدائهم وأدواتهم وممارساتهم التدريسية، لأنه ينبغى مخاطبة قدرات الطلاب العقلية وتأهيلهم بأسئلة إبداعية تثير لديهم القدرة علي التفكير الناقد، كما أوصت واضعى المناهج بضرورة مراجعة المحتوى وفلترته لتقديم محتوى مترابط . أما أمانى الشريف مسؤول مجموعة أولياء أمور مدارس التجريبيات، فأكدت أنهم لا يستطيعون الحكم علي نجاح أو فشل تجربة الامتحانات الجديدة بسبب التسريب، لأن الطالب يدخل اللجنة وإجابات الامتحانات مكتوبة في الكتاب الذى أصبح وسيلة غش ولم يحقق المراد منه. وأشارت إلي أن هذا النظام يتم تطبيقه في كثير من الدول وأثبت نجاحه، ولكن في مصر يعتبر وسيلة غش مقننة خاصة مع وجود التسريبات، لافتة إلي أنه حتى لو لم يتم تسريبها أيضًا فلن ينجح هذا النظام. وأوضحت أن عدم تدريب واضعي الامتحانات على نظام " الأوبن بوك" هو السبب الأكبر في عدم نجاح تطبيقه، مشيرة إلي أن الجميع لاحظ أن الأسئلة تدل علي عدم وعى بنوعية الأسئلة التي يتطلبها نظام الامتحان بالكتاب المفتوح، وأغلبها تعقيدية وليس لها علاقة بالمنهج.