يتأهب الإسباني المخضرم فيرناندو ألونسو لإنهاء مسيرته الاحترافية كسائق بسباقات فورمولا-1 ، خلال سباق الجائزة الكبرى المقرر في أبوظبي يوم الأحد المقبل في ختام منافسات بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1 هذا الموسم، لكن ذلك لن يكون بمثابة فصل النهاية لقصته مع رياضة المحركات. وتوقع ألونسو ، المتوج بطلا للعالم مرتين، أن يصبح مكلارين فريقا أكثر تنافسية اعتبارا من الموسم المقبل ، لكن هذا التطور جاء متأخرا للغاية بالنسبة له ، حيث يخوض يوم الأحد المقبل السباق الأخير له في منافسات فورمولا-1 . وتوج ألونسو /37 عاما/ بطلا للعالم في عامي 2005 و2006 بسيارة رينو لكنه عانى كثيرا بعدها في مساعيه لاستعادة المجد ، دون جدوى ، بل عاش فترات محبطة خلال الأعوام الماضية. فقد حقق بداية سيئة في مشواره بفريق مكلارين عام 2007 ، عندما كان يتنافس إلى جانب البريطاني لويس هاميلتون الذي كان في بداية مشواره حينها ، وبعدها قضى فترات صعبة ، لم تكن تعبر عن تألقه السابق عندما نجح في قطع سلسلة الانتصارات القياسية للأسطورة الألماني مايكل شوماخر. وتردد أن ألونسو كان سائقا يصعب التعامل معه في الفرق التي انضم إليها ، لكنه أكد مؤخرا أن هناك حاجة لنوع من الأنانية يمكن للسائق الانتصار من خلالها في هذه الرياضة. وقال ألونسو في تصريحات لموقع فورمولا-1 على الإنترنت "تحتاج أن تكون بلا قلب... لا تكون عدوا للسائقين الأخرين ، ولكن عليك التركيز على نفسك من أجل تحقيق الفوز." وسيكون سباق يوم الأحد المقرر في أبوظبي هو السباق رقم 313 لألونسو في مسيرته الاحترافية التي بدأت عام 2001 ، وقد اعتبره كثيرون واحدا من أفضل سائقي فورمولا-1 على الإطلاق وقد حقق حتى الآن الفوز في 32 سباقا كان آخرها في سباق فورمولا-1 الإسباني عام 2013 . وقال ألونسو "سباق أبوظبي سيكون سباقا عاطفيا للغاية بالنسبة لي ، حيث سيشكل نهاية لمشوار طويل في فورمولا-1 دام 17 عاما". وأضاف ألونسو في مقابلة لشبكة "إي.إس.بي.إن" ، إنه سيرحل لأنه حقق كل شيء في فورمولا-1. وتابع "هذا الجزء من مسيرتي قد انتهى ، وكان ناجحا. وقد أغلقت صندوقه. الآن أحتاج إلى السعي لوضع بصمة أخرى وملء صندوق آخر". وأعلن ألونسو أنه سيعود للمشاركة في منافسات سباق "إنديانابولس 500" ممثلا لفريق مكلارين ، وذلك بهدف أن يصبح ثاني سائق في التاريخ يتوج بثلاثية إنديانابولس 500 وسباق فورمولا-1 بموناكو وسباق لومان 24 ساعة (سباق قدرة التحمل). وحقق ألونسو الفوز بالفعل في موناكو ولومان ، والآن يتطلع إلى تكرار ثلاثية جراهام هيل ليصبح أسطورة في رياضة المحركات ويمحو بذلك أثار كل المعاناة التي عاشها في مشواره بفورمولا-1. ومع ذلك ، أكد زاك براون رئيس مكلارين أن ألونسو يعد بالفعل "أسطورة للفريق ولبطولة العالم (لفورمولا-1)". وقال مارك تيمبل المهندس السابق للفريق ، في تصريحات لموقع فورمولا-1 "إنه السائق الأكثر ذكاء ممن عملت معهم. ومزيج هذا الذكاء والموهبة الهائلة شكل تركيبة قوية للغاية". كذلك وصف هاميلتون ، بطل العالم ، الإسباني ألونسو بأنه "سائق استثنائي" لكنه يرى أنه كان بإمكانه تحقيق المزيد من النجاح لو اتخذ قرارات أفضل ، فيما يتعلق بالفرق التي انضم إليها. وبدأ ألونسو مشواره في فورمولا-1 مع فريق ميناري قبل أ ينتقل إلى رينو في عام 2003 وبات في العام نفسه أصغر سائق ينطلق من المركز الأول ويحقق الفوز ، وذلك في عمر 22 عاما، وبعدها بعامين بات أصغر سائق يتوج بلقب بطولة العالم. وأكد ألونسو نجوميته بإحراز لقب بطولة العالم للمرة الثانية في عام 2006 قبل أن ينتقل إلى مكلارين بأمل تكرار نجاح الأسطورة آيرتون سينا ، الذي توج بلقب بطولة العالم ثلاث مرات بسيارة الفريق البريطاني. ولكن هاميلتون ، الوافد الجديد حينذاك ، فجر مفاجأة بعروضه القوية وشكل منافسا حقيقيا ، كما تدهورت علاقة ألونسو مع رون دينيس رئيس الفريق ، ونجح الفنلندي كيمي رايكونن سائق فيراري في انتزاع لقب بطولة العالم. وتورط اسم ألونسو في قضية التجسس بين فريقي مكلارين وفيراري والتي شهدت تغريم مكلارين 100 مليون دولار وإقصاءه من قائمة الصانعين في بطولة العالم. وعاد ألونسو إلى رينو لمدة عامين قبل أن ينتقل إلى فيراري وجاء في المركز الثاني خلف سيبستيان فيتيل ، سائق ريد بول حينها ، ثلاث مرات في بطولة العالم ، قبل أن يعود إلى مكلارين في عام 2015 لدى استعادة الفريق الشراكة مع هوندا التي تمده بالمحركات. لكن ألونسو شهد فترة تراجع كبير وأنهى الموسم في المركز السابع عشر برصيد 11 نقطة فقط. وحقق ألونسو تحسنا في الموسم الحالي ، حيث يحتل المركز العاشر في الترتيب العام لفئة السائقين برصيد 50 نقطة ، قبل السباق الأخير المقرر في أبوظبي.