عاد إلى واجهة الأحداث هذه الأيام إبراهيم الجضران بعد قيام جماعته هذا الأسبوع بوقف حوالي نصف إنتاج النفط في منطقة الهلال النفطي عبر هجمات متتالية وهذه ليست المرة الأولى التي تتسبب فيها أعمال الجضران في خسائر تقدر بمليارات الدولارات فقبل حوالي 5 سنوات فرض نفسه آمرا لحرس المنشآت النفطية في المنطقة الوسطى،بعد أن قاد عددا من المسلحين وقام بالاستيلاء على عدد من الموانئ النفطية في البلاد ومنع إنتاج وتصدير النفط وهو ما ترتبّ عنه أزمة اقتصادية، بعد تسجيل خسائر مادية بلغت حوالي 110 مليارات دولار حسب إحصائيات المؤسسة الليبية للنفط. وينتمي الجضران "35 عاماً" إلى قبيلة المغاربة وهي من أهم القبائل في الشرق الليبي وفي أجدابيا وتقطن في المناطق المحيطة بالموانئ النفطية ويعدّ من ضمن من تحرّكوا مبكراً لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي في ثورة 17 فبراير 2011 كما أنّه من دعاة إنشاء النظام الفيدرالي واقتسام السلطة والثروات بين الأقاليم في البلاد. واستطاع هذا الرجل المتمرّد في بداية مشواره أن يحظى بدعم قبلي غير مسبوق خاصة من قبيلته أثناء سيطرته على المناطق النفطية وجعلت منه شخصاً مهماً في ليبيا وخارجها لكن سرعان ما فقد شعبيته داخل بلده بعد تسببّه في إيقاف تصدير النفط وعمله ضدّ مصلحة البلاد فتنصلت منه القبائل وأدارت ظهرها له لتعلن وقوفها بجانب قوات الجيش الليبي ومشروع الجنرال خليفة حفتر. ومنذ طرد قواته من منطقة الهلال النفطي عام 2016 اختفى إبراهيم الجضران حوالي سنتين قبل أن يظهر فجر الخميس الماضي عندما شنّ هجوماً مباغتاً على ميناءي راس لانوف والسدرة بمنطقة الهلال النفطي شمال شرقي ليبيا وأعلن في فيديو مصوّر عن إطلاق عملية عسكرية تستهدف استعادة منطقة الهلال النفطي أين تدور في محيطها اشتباكات عنيفة بين أتباعه وقوات الجيش الليبي أودت بحياة العشرات وسببّت أضرارا مادية كبيرة بعد توقفّ إنتاج النفط وتدمير جزء مهم من البنية التحتية.