من خلال قرابة عشرين لوحة فنية معروضة برواق سفارة المغرب ببرلين٬ تسافر الفنانة التشكيلية ريم اللعبي بزوارها في رحلة عبر أعمالها بحركات جريئة للألوان وأشكال ممزوجة بتفاصيل ومواد مختلفة منها ما يرتبط بالصناعة التقليدية المغربية. وتقترح الفنانة اللعبي التي أقيم حفل افتتاح معرضها بحضور نخبة من الفنانين والشخصيات المهتمة بعالم الفن إلى جانب عدد من الأطر المغربية المقيمة بألمانيا٬ أعمالا تجمع بين النحت والتشكيل لتعطي إبداعات تزدحم فيها تفاصيل واعية بعمق الجذور لكنها بلغة فنية جميلة تستشرف المستقبل وتضيف عليها تأثيرات أماكن عاشت فيها كاليونان والمغرب وفرنسا. وقد اختارت الفنانة اللعبي التي تعذر حضورها إلى ألمانيا لحضور الافتتاح٬ لغتها الفنية الخاصة وبصمتها التي لا تخرج عن البيئة التي ترعرعت فيها حيث انتقت مواد أعمالها من مصنوعات يدوية محاكة من الدوم والحرير والخيوط مزجتها ببراعة وبألوان وأشكال فنية تنتمي إليها. ويتوسط معرض اللعبي٬ سرج تقليدي تساءل عدد من الزوار عن معنى وجوده٬ إلا أن حكايته لا تخرج عن نطاق استعادة الفنانة للتراث المغربي وتثمين مخزونه الذي شكل مصدرا من مصادر إلهامها٬ هي التي كان جدها بارعا في صناعة السروج بمدينة فاس٬ فاختارت أن يسافر هذا الملمح الثقافي مع محتويات معرضها لتؤكد وعيها بعمق الجذور وبمنظومة معرفية ثقافية غنية ومتعددة الأبعاد. كما أن تعدد الأشكال التي ركبتها الفنانة اللعبي وأضفت عليها سحر ريشتها٬ شكلت عملية توليف بين المضمون الرمزي والتعبيري لإبداعها وبين المواد المستعملة ضمن بنية واحدة٬ لتبرز قراءتها الخاصة للمفاهيم ورؤيتها لرحلة الحياة التي مازالت مفتوحة لديها على آفاق متعددة. وكان سفير المملكة المغربية ببرلين السيد عمر زنيبر قد استعرض في بداية حفل الافتتاح في كلمته٬ جانبا من مسار الفنانة اللعبي التي عرضت أولى أعمالها سنة 1993 بأثينا حيث عاشت طفولتها٬ ثم سنة 1997 بالرباط حيث ترعرعت وتلمست طريقها نحو الفن٬ ثم سنة 1999 بفرنسا حيث أكملت دراستها العليا وحصلت على دكتوراه في الفنون التشكيلية وعلوم الفن من (السوربون) بباريس. وأبرز أن الفنانة اللعبي المزدادة سنة 1973 ٬ تربت في بيئة محاطة بالفن والإبداع٬ فوالدها فنان تشكيلي٬ وجدها صانع تقليدي وعمها الكاتب والشاعر عبد اللطيف اللعبي٬ وإلى جانب فنها فهي تواظب على نشر كتاباتها والمساهمة في عدد من اللقاءات والورشات الخاصة بالفنون التشكيلية داخل وخارج المغرب. وللإشارة فقد أقامت الفنانة اللعبي عددا من المعارض٬ منها مشتركة وأخرى خاصة بها٬ وفي تظاهرات ثقافية مختلفة٬ بكل من المغرب٬ وفرنسا واليونان والولايات المتحدة الأميركية وتونس ومالي وبلجيكا وألمانيا وكوريا الجنوبية.