قال أحمد رجب، مسئول "السوشيال ميديا" في دار الإفتاء، إنَّ أعضاء تنظيم "داعش" الإرهابي، يتواصلون سويًّا عبر قنوات خاصة بهم على موقع "تليجرام" للتواصل فيما بينهم ونشر المواد الخاصة بيهم والبيانات، إذ تكون مثل جروبات "الواتس آب". وأضاف فى تصريحات خاصة ل "الموجز" : أعضاء داعش كانوا يتواصلون قبل ذلك عبر منتديات سرية خاصة بهم، حيث لا يقبلون بدخول أي شخص غريب بينهم، لاقتصار محتوى ما ينشرونه عليهم فقط، مؤكدًا أنَّهم يُراقبون كل من يُحاول دخول منتدياتهم لمعرفة هويته ومن ثمَّ التعامل معه، وكانوا يهجمون هجومًا شديدًا على أي منشورات أنشرها ضدهم أو من أجلها تُفند أفكارهم الضالة، لتوعية الناس لعدم الانجرار ورائهم والوقوع في الإرهاب، وذلك عن طريق حسابات غريبة تحمل أسماء "أبو عبيدة وهكذا". وواصل حديثه:"عندما تابعتُ تلك الحسابات وجدت بها صور كثيرة لهم يحملون الأسلحة، لاسيما أنَّهم يُعلنون عن أي عملية إرهابية يُنفذونها وقت حدوثها، وقبل إعلانها في الصحف أو المواقع الإخبارية والتليفزيون. وتابع: "أمير السوشيال ميديا".. ذلك مسمى وظيفي لدى التنظيم، كانت وظيفته تعريف التنظيم بالحسابات الجديدة للأعضاء الجدد، وتوضيح أنها موثوق بها، وذلك من أجل التعامل معه، وفقًا للتعليمات المحددة، وعدم التعامل مع أي شخص آخر غير موثوق به". مشيرًا إلى أنَّ القيادات هم من يتعاملون مع "فيس بوك"، ولا يقومون بالعمليات الإرهابية، حيث يوجهون الآخرين فقط. وقال إنَّه يُركز على تقديم الفتاوى، على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بأشكال مختلفة عن طريق كلام مقروء أو صور أو فيديوهات، مضيفًا: كنَّا نراعي أن يكون كلامَا مُختصرًا، لأنَّنا درسنا طبيعة مستخدمي تلك المواقع، قبل أن نبدأ العمل، ووجدنا أنَّهم يُريدون معلومات سريعة ومختصرة جدًا يقرأونها بكل سهولة، لأنَّهم ليس لديهم استطاعة أن يقرأوا كثيرًا، وكنا ننشر فتاوى تصلح للعامة ونلخصها بما لا يخل لمعنى الفتوى. وأضاف: هناك فتاوى ننشرها على هيئة صور، لأنَّ البعض يجذبهم الصور والأشكال والألوان، فنضع بعض الأشكال أو تصميم بشكل معين ونضع فيه مضمون الفتوى، ومعظمها عن الفتاوى التي يكون الحكم فيها "يجوز أو لا يجوز"، علاوة على نشر فتاوى عبر الفيديو، حيث تكون مختصرة بجودة عالية ومساحة قليلة، ونراعي المعايير مثل توصيل المعلومة في أول دقيقة ثم يليها شرح للحكم، وألا يتعدى الفيديو 3 دقائق حتى لا يمل الناس من مشاهدته. وتابع: خلال الآونة الأخيرة لم نكتفِ بالعمل على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، بل كان لنا نظام على الموبايل لتسهيل دخول الناس على موقع الدار، حيث نُركز على أنَّه من خلال الصفحة والتعليقات والأسئلة نستطيع معرفة ما يريده الناس ومن ثم تعريف مشايخ الدار بما يحتاجه هؤلاء لمراعاته، وعلى سبيل المثال , عندما وجدنا أن الناس يتحدثون في المشاكل الأسرية، لذلك لمسنا الأمر من خلال الفتاوى الهاتفية والموقع وإثر ذلك أصدرنا دليل الأسرة وأطلقنا دورة تأهيل المقبلين على الزواج وأيضًا لدى الدار لجنة "فض المنازعات" ضمن اللجان المهمة الموجودة لحل المشكلات بين الطرفين المتنازعين. واستطرد: المشتركون على صفحتنا على "فيس بوك" معظمهم من مصر وهناك البعض من دول عربية وأجنبية ومنهم من لا يفهم غير اللغة الإنجليزية فقط، لأنَّنا في بداية الأمر كنا ننشر باللغتين العربية والإنجليزية على الصفحة ذاتها؛ لكن عندما وجدنا أن عدد المستخدمين للإنجليزية أصبح كثيرًا، أنشأنا حينذاك صفحة باللغة الإنجليزية فأصبح لها رواج وتحوَّل الأجانب لمتابعتها وأصبحت الصفحة الرسمية تخاطب المسلمين بشكل عام . وأشار إلى أنَّ أعمار المتابعين للصفحة تتراوح بين 13و 35 عامًا، منهم 80% إناث و20% رجال، لافتًا إلى أنَّه كان يستخدم الإحصاءات التي يصدرها "فيس بوك" عن المتابعين، حتى يُوجه الصفحة بشكل أفضل دائمًا، حيث لاحظ إنَّ معظم المشتركين يستخدمون "سمارت فون" ويطلعون على ما ينشر من خلاله، ما جعله يُراعي أنْ يكون ما ينشر مناسب بشكل أكبر لهم وفي الوقت ذاته أن يكون المحتوى لا يسحب الكثير من "باقة الإنترنت" حتى يستطيعون المتابعة على مدار الشهر. وأوضح أنَّه لم يُلاحظ أي فتاوى غريبة في طلبات الناس، لأن الغالب يسألون عمَّا يتعلق بالأسرة والعبادات وأمور خاصة بالمخطوبين وأمور الحياة الطبيعية، خصوصا أنَّ معظم المتابعين للصفحة بُسطاء ومتدينين، لافتًا إلى أنَّه يجد متابعة الصفحة على مدار ال24 ساعة حسب الإحصاءات الموجودة ما عدا الساعة 3 فجرًا حتى 5 صباحًا تكون متابعتها أقل، وهناك 3 ملايين ونصف المليون شخص على الصفحة من 8 صباحًا حتى 2 بعد منتصف الليل. وقال: نحاول دائمًا في الدار مواكبة كل ما هو جديد ونستغل وسائل التكنولوجيا المختلفة للوصول للناس بكل الطرق والأشكال، حتى نُيسر عليهم معرفة الفتاوى الخاصة بدينهم، وألَّا نترك فراغًا يدخل منه الجماعات المتطرفة، وخلال الآونة الأخيرة كان لدينا فرصة ملأ الفراغ ووجدنا التفاف من جانب الناس، فكانوا يلجأون إلى الأزهر الشريف والدار بشكل خاص حتى يتعرفون على الأحكام الشرعية وبدورنا استجبنا للأمر بجميع الطرق التي تعد أيضًا جانبًا من جوانب تجديد الخطاب الديني، لأنَّ التجديد ليس مفهومه كما يعتقد البعض أننا سنلغي الدين ونأتي بدين جديد، فالتجديد يعني أننا نقدم الدين بشكل عصري، حيث ينقسم لجزء خاص بالعقيدة الثابتة مثل الصلاة والصوم وهناك جزء يتغير بتغير الزمان والمكان، فنحاول تقديمه للناس بشكل سهل وعصري. وأضاف: كان يجب أنْ يكون للدار تواجد قوي على مواقع التواصل الاجتماعي وبالفعل أنشأنا صفحة "دار الإفتاء المصرية" على "فيس بوك" ولنا حساب آخر على "تويتر" و"انستجرام"، علاوة على حسابات على أي موقع يتواجد فيه الناس، والصفحة تخطت ال6 ملايين و500 ألف مُتابع وتعد من أكبر الصفحات انتشارًا بين صفحات المؤسسات الدينية، والهدف أن تكون صفحة متكاملة للمسلمين فننشر عليها أدعية وأحاديث تحث على الأخلاق والتمسك بالقيم، علاوة على توضيح الأحاديث الصحيحة لمعرفة الناس ما يتم تدليسه وغير الصحيح منها. وقال: لدينا 16 صفحة على "فيس بوك" والصفحات متنوعة، مثل "مرصد الإسلاموفوبيا" مخصصة لنشر التقارير التي نرصد بها ظاهرة الإسلاموفوبيا والتحذيرات والإرشادات وهناك أيضًا صفحة خاصة ب"مرصد الفتاوى التكفيرية" وأخرى عن المفتي وصفحة تسمى "داعش تحت المجهر" نواجه فيها الفكر الداعشي بشكل خاص وننشر أمور وقائية ونفند فكره وأسبابه، كما لنا خطوة استباقية فنفحص ما هي نقاط الضعف التي قد تدخل منها الجماعات الإرهابية إلى الشباب ونعالجها بتوضيح المفاهيم الصحيحة مثل التركيز على فكرة الجهاد التي تتخذها الجماعات الإرهابية إلى منحى آخر غير المقصود منه. واستطرد قائلا : كان يُواجهنا مشكلة على الصفحة تكمن في طرح البعض أسئلة ونجد بعض المترددين الآخرين هم من يجاوبون على تلك الاستفسارات، ما يشوش على المستفتي ومن ثم عدم الوصول إلى الإجابة الصحيحة بسبب ذلك، وكان ذلك يتم من جانب بعض الجماعات التي لها انحياز أو فكر معين وتحاول فرض رأيها، ويشككون في آراء الدار في أنها لا تقدم رأي وسطي، ومن هنا وجدنا أنَّ البث المباشر هو الأفضل، وكان في البداية لمدة نص ساعة ليوم واحد في الأسبوع، لكن وجدنا إقبال كثير عليها، فطالت المدة إلى ساعة وأصبحت مؤخرًا 3 أيام في الأسبوع "الأحد والاثنين والثلاثاء" ومستقبلًا نحاول أن تكون على مدار أيام الأسبوع ونسعى لزيادة الوقت إلى ساعتين مما يقطع الطريق على بعض الذين يحاولون الرد على فتاوى الناس والتشويش عليهم.