أكدت منى أبو غالي مؤسسة مبادرة "التعليم حق وليس سلعة" ، أنه لا يوجد أى معالم واضحة للمنظومة التعليمية ، وأن الموجود حاليا هو مناهج وامتحانات، مشيرة فى تصريحات خاصة ل "الموجز" إلي أن أولياء الأمور اعتقدوا أنه بتولي الدكتور طارق شوقي وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني , سيكون العام الدراسي الجديد مختلف كما وعد، وذلك من خلال تخفيف المناهج لكن الواقع غير ذلك. وأضافت:"فوجئنا بأنه لم يتم تغيير شيء، وأن ما حدث هو إلغاء التدريبات من كتاب المدرسة ونشرها علي المواقع التعليمية التابعة للوزارة، وإلغاء كتاب القصة ووضعه أيضا علي موقع الوزارة توفيرا للطباعة"، موضحة أن ما حدث هو تغيير طفيف للغاية علي مناهج العلوم والرياضيات للصفين الأول والثاني الثانوي. وأوضحت "أبو غالي"، أن حديث الوزير عن نظام الثانوية العامة الجديد غير مفهوم، متسائلة عن كيفية تطبيق الثانوية التراكمية والاعتماد علي التقديرات، وكثافة الفصول مرتفعة والفساد منتشر، مؤكدة أن هذا النظام لن يقضي علي الدروس الخصوصية، لكنه سيزيدها وسيضطر أولياء الأمور لإعطاء أبناءهم دروس طوال 3 سنوات. وذكرت أيضا أن هذا النظام جيد، ولكن في حالة واحدة فقط وهى إيجاد آليات مناسبة لتنفيذه، ومنها تدريب المعلمين، وخفض كثافة الفصول، وتطوير المناهج، ولكن هذا لم يحدث ، فبعض المعلمين يدخلون الفصول للبحث عن العروسة، وبعضهم لا يشرح المنهج أو يتابع الطلاب. وفي ردها علي تصريح الوزير بأن نظام التعليم الجديد انتهى بنسبة 80%، قالت إن التصريحات متضاربة لأنه من فترة قريبة خرجت تصريحات من بعض مسئولي الوزارة تشير إلى أنه تم تسليم خطة تطوير التعليم للدكتور جمال شيحة رئيس لجنة التعليم بالبرلمان، والذى أكد أنه لا يمكن تنفيذها في الوقت الحالي لعدم وجود ميزانية كافية، وأكدت الدكتورة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم بلبرلمان بأنه لم يتم عرض خطة علي البرلمان، والحال الآن أن الوزير بتصريحات، ونواب البرلمان بتصريحات أخري، والواقع شيء آخر تماما. وأشارت إلي أنهم اجتمعوا مع الدكتور طارق شوقي في شهر مارس الماضي وأكد لأولياء الأمور أنه سيبدأ التطوير مع الجيل الجديد، وسيحاول ترميم الأوضاع بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، متسائلة لماذا بدأ التغيير بالثانوية العامة، مشيرة إلي أن الثقة بين الوزارة وأولياء الأمور أصبحت غير موجودة، وأكدت أن الوزير لا يعلم أى شئ عن المدارس الحكومية، مضيفة أنها وجهت سؤالا للوزير عن هذا الأمر لكنه اكتف بقوله: "أنا زرت مدرسة الضبعة بمطروح ومدرسة بالأسمرات". وطالبت الوزير بتحديد مدارس حكومية لزيارتها بشكل سري ووعدها بالقيام بذلك عقب عودته من الحوار المجتمعى للرئيس بشرم الشيخ، ولكن لم يتم تنفيذ ذلك حتى الآن. وأكدت "أبو غالي" أن الوزير منفصل عن واقع العملية التعليمية، ولكنها عادت لتقول إن كلام"طارق شوقي" جيد ،لأنه يضعنا في حلم جميل، ولكن المشاكل التى تصل لنا علي المجموعات وواقع المدارس عكس تصريحات الوزير فكيف سيتم تطبيق هذا علي ذاك. ولفتت إلي أن الوزير صرح بأنه سيطبق الكتاب الإلكتروني للصف الأول الثانوي، وبالنظر لوضع المدارس نجد خدمة الانترنت ضعيفة في القاهرة فماذا عن المحافظات الأخري، وأغلب الأرياف ليس لديهم تليفونات أرضية لإدخال خدمة الانترنت، إلي جانب أن المدارس في المناطق العشوائية والنائية لم يصلها الكهرباء ، بالإضافة إلي أن الطالب الذى تخرج من الصف الثالث الإعدادى ولا يجيد القراءة والكتابة، كيف سيتم تسليمه التابلت ويتعامل معه، موضحة أن أحد المعلمين الذين كانوا في لجنة استلام التابلت من الطلاب أكد أن الأجهزة كان محمل عليها فيديوهات وصور غير لائقة وليس لها علاقة بالعملية التعليمية. وأضافت "أبو غالي" أنه إذا لم يصرح الرئيس عبد الفتاح السيسي أن التعليم أمن قومي ويجب تطويره، لن يتغير شيء، لأننا نتحدث عن ميزانية 80 مليار يذهب 80% منها رواتب، فهل الباقى سيكفي بناء مدارس وطباعة كتب وتطوير مناهج، بجانب الفساد الموجود. وأشارت إلى أن علاقتهم بوزير التربية والتعليم مرت بمراحل كثيرة ،موضحة أنه في بداية توليه الوزارة كان يجتمع مع أولياء الأمور ويستمع لآرائهم، وفي أحد اجتماعهم مع "شوقي" طالبوا بإلغاء إضافة مادتى الحاسب الآلي والرسم للمجموع لأنه لا يوجد معامل كمبيوتر أو كتاب للحاسب الآلي أو معلمين متخصصين، ووافق علي مطالبنا لاقتناعه بها ولكنه صرح في أحد البرامج بعد ذلك أن أولياء الأمور أصبحوا يعترضون علي كل قرارات الوزارة، قائلا "مبنعرفش نشتغل منهم". وأشارت إلي أنها تلقت تهديد من الوزير، عقب كتابتها لمنشور في مجموعات علي الفيس بوك "مناهجكم باطلة، واتحاد معلمي مصر" وهو " وجه كلمة للدكتور طارق شوقي" وتم عمل إشارة للوزير فيه، وجاءت التعليقات كلها سلبية تهاجم الوزير وسياسته والأوضاع المتدهورة بالمدارس، الأمر الذى أغضبه بشدة، وكان رده "انتوا معروفين بالاسم.. وأسماؤكم في الأمن الوطنى". وأكدت أن أهم المشكلات التى تستقبلها عبر صفحاتهم علي "الفيس بوك" هى الرواتب الضعيفة للمعلمين، والترقيات التى لا ترفع الراتب بل تضاعف المسئولية، إلي جانب كثافات الفصول المرتفعة التى تتعدى ال120 طالبا في الفصل الواحد، فضلا عن مشكلات المدارس الخاصة التى ترفع المصروفات الدراسية ورسوم الأنشطة والأتوبيس المدرسي والزى دون وجود أى رد من الوزارة، إلي جانب الأخطاء القاتلة في الامتحانات، وقضايا الفساد. ولفتت إلي أنه تم تدشين مبادرة "التعليم حق وليس سلعة" للرد علي استغلال المدارس الخاصة، موضحة أن ولي الأمر الذى يقدم لابنه في مدرسة خاصة هدفه هو منح نجله فرصة أفضل للتعليم، وليس معنى ذلك أن يصبح صيد ثمين لأصحاب المدارس لاستنزافه ماديا، فمعظم أولياء الأمور يقتطعون من احتياجاتهم الأساسية لتوفير الرسوم المدرسية لأبنائهم. وقالت إن ائتلاف تحيا مصر بالتعليم أعضاءؤه تجاوزا النصف مليون، واتحاد معلمى مصر يقترب من النصف مليون أيضا، لافتة إلي أن أولياء الأمور ليسوا متخصصين ولكنهم يريدون مستقبل أفضل وفرص تعليم جيدة لأبنائهم، ولديهم أفكار هدفها تحقيق ذلك، موضحة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو من أعطاهم مساحة الإعتراض علي القرارات التى يجدونها غير مناسبة لأبنائهم من خلال الحوار المجتمعى. وأشارت إلي أن الدكتور طارق شوقي عندما كان مستشارا للرئيس كان رده علي المشكلات التى يعرضها أولياء الأمور عليه "القرار ليس بيدى، أنا لست الوزير"، واضافت:" الآن أصبح الوزير فما الذى يمنعه من تطبيق خطوات الإصلاح بآليات تنفيذ حقيقية" . وأكملت أن مجالس الآباء تحولت ل"سبوبة" وليس لها أى دور في تطوير المنظمة التعليمية، والصفحات والمجموعات التى تم تدشينها علي مواقع التواصل الإجتماعى تؤثر في الرأى العام بشكل أفضل، وتتناول جميع القضايا التى تخص العملية التعليمية.