نجحت مؤسسة مصر الخير في فك كرب أكثر من 50 ألف غارم وغارمة من مختلف محافظات مصر وذلك منذ بداية عمل المؤسسة في ملف الغارمين في فبراير عام 2010 ، و الغارم هو كل من عليه دين ولا يستطيع سداده فيأتي دور مصر الخير بسداد ديونهم وفقاً لمعايير محددة بجانب توفير باب رزق ثابت مثل المشروعات الصغيرة أو إدماجه في مشروع مجمع لضمان توفير دخل شهري وعدم العودة للغرم مرة أخرى. ويعتبر مجدي عاطف أحد قصص الغارمين التي تمثل جوهر القضية والهدف الرئيسى لوجود وعمل برنامج الغارمين بالمؤسسة، حيث استدان بمبلغ 2800 جنيه فصدرت ضده احكام قضائية وصلت 203 حكم بمجموع أحكام 96 عام. كانت رغبته فى شراء تلفاز وغسالة وبوتوجاز هي السبب الرئيسى وراء استدانته فضلاً عن جشع بعض التجار والتى قامت باستغلال حاجته المادية ودفعه لتوقيع عدد من الشيكات وصل إلى 108 شيك على بياض كضمان للمبلغ المستدان به. ومع تدهور حالته المادية وتعثره فى السداد قام الدائن برفع عدد من القضايا ضده ببعض الشيكات وحصل على أحكام واجبة النفاذ مما أدي إلى إنتقال الغارم مجدي عاطف بين العديد من المحافظات مصطحبا معه أسرته هروبا من تنفيذ الأحكام وحفاظا على أسرته من التشتت لأنه العائل الوحيد. وجائت الرياح بما لا تشتهى السفن وتم القبض على عم مجدى عام 2002 وتفككت أسرته التي ظل يحاول أن يحافظ عليها قدر إمكانه وظل محجوزا بسجن طنطا الي أن تدخلت مؤسسة مصر الخير عام 2010 لسداد ديونه وتسهيل إجراءات فك كربه في عدد 176 من القضايا المحكوم فيها عليه الي أن نجحت المؤسسة في الإفراج عنه رسمياً في أكتوبر 2017 بعد 15 عام بسجن طنطا، عانى خلالها من تفكك أسرتة ووفاه والدته وعدم قدرته على التواصل مع أبنائه بسبب إستيلاء أخيه على زوجته وأمواله وميراثه. مؤكدا أن جميع ذويه تخلوا عنه فى محنته التي إستمرت الى 15 عام و7 شهور و11 يوما فى السجن بسبب 2800 جنيه كما يروى. وعبرت أستاذة سهير عوض مدير برنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير علي حرص واهتمام مؤسسة مصر الخير بملف الغارمين حيث إستطاع برنامج الغارمين بحمد الله فك كرب 50 ألف غارم وغارمه حتى الأن، كما أكدت سهير عوض على تمثيل قصة مجدي عاطف لضرورة الإهتمام بملف الغارمين بمصر نظرا للعديد من الأضرار الإجتماعية التي تنتج من سجن الغارم لأعوام كثيرة يخسر فيها الغارم أسرته وعمره وإنتمائه وذلك بسبب وجود أشخاص تحترف إستغلال حوائج الناس وعدم قدرتهم على الوفاء بديونهم. وأكدت على أهمية تغيير التعامل القانوني للغارمين وإيجاد حلول بديلة للسجن مثل إلزام الغارم بتأدية خدمات مدنية معينة تفيد المجتمع المصري وذلك تحت رقابة وزارة الداخلية ووزارة العدل حيث أن الغارمين هم ليسوا مجرمين بل هم أناس غير قادرين على سداد ديون بمبالغ صغيرة ومتناهية الصغر. ومن ناحية أخرى أكد عم مجدي على أن لمؤسسة مصر الخير فضل كبير فى خروجه من السجن بعد ما يقرب من 16 عام قضاها داخل سجن طنطا وليس لديه أمل فى الخروج للنور مرة أخري لأن مجموع أحكامه تجعله يقضي فى السجن أعواماً وأعوام حتى عام 2098 . ويروى أن مصر الخير خلال سبع سنوات قامت بفك كرب 50 ألف غارم وغارمة فى حين خطوات فك كربه إستغرقت نفس المدة وذلك للعديد من العوامل منها أن أحد دائنيه توفاه الله ولديه 17 وريث فى محافظات مختلفة مما تطلب من مصر الخير السعي فى كل المحافظات لتسوية الأمر والحصول على تنازل عن القضايا المؤدية لأحكام عديدة صدرت عليه. وذكر أن مؤسسة مصر الخير كانت السند الوحيد له منذ أن وضعها الله في طريقه وحتى فك كربه حيث أن أقرب الناس له تخلوا عنه حتى بعد خروجه وهو ما دعاه للذهاب إلى مقر الغارمين بالمؤسسة وبالفعل تم توفير مسكن مجهز بكافة ما يلزم من إحتياجات معيشية اساسية مع توفير مصدر دخل له يعينه على الحياه وإحتضان إبنه مرة أخرى الذى تركه وهو لديه 5 سنوات وأصبح الأن فى ريعان شبابه . يذكر ان مؤسسة مصر الخير قامت بإنشاء 4مصانع لتعليم صناعة السجاد اليدوي بقرية أبيس بالأسكندرية، ويعتمد المشروع على تدريب المستحقين (الغارمين) بعد فك كربهم وتوفير فرص عمل لهم من خلال تعليمهم حرفة صناعة سجاد اليدوي، وتأهيلهم على درجة عالية من الكفاءة لإنتاج سجاد يدوي وفقاً للمواصفات العالمية بجانب مصنع للمنسوجات بسجن المنيا حيث يتم تأهيل الغارمات من داخل السجون لتسهيل انخراطهن بالمجتمع بعد خروجهن من السجن.