تعانى منظومة السكك الحديدية فى مصر من أزمات مستمرة منذ فترة طويلة نتيجة للإهمال التى عانت منه على مدى عقود وأصبح السؤال الذى يبحث عن إجابة شافية متى تجد هذه الهيئة طريقا للخروج من النفق المظلم بما يلبى طموحات وأحلام أبناء هذا الوطن فى الحصول على وسيلة انتقال آمنة وذو كفاءة عالية خصوصا أن أهميتها قد تعاظمت مؤخرا عقب رفع الدعم عن الوقود وارتفاع تكلفة الانتقال عبر وسائل المواصلات الأخرى ما أدى لزيادة الإقبال عليها بصورة كبيرة فى الفترة الأخيرة رغم كل أزماتها وأصبحت الحاجة إلى تطويرها أكثر إلحاحا . "الموجز" التقت المهندس رضا أبو هرجة نائب رئيس هيئة السكك الحديدية لقطاع الموارد البشرية والمتحدث الرسمي باسم الهيئة وطرحت عليه ملف أزمات السكة الحديد و مخطط تطويرها خلال الفترة المقبلة. فى البداية أكد , أن مشاكل الهيئة لا ينكرها أحد وأن هناك جهود حثيثة لمواجهتها فى ظل الإمكانات المتاحة وهذه المشاكل ليست وليدة اليوم فشبكة السكة الحديد لم تتطور بشكل حقيقى منذ سنة 1950 وحتى الآن سوى فى إزدواج الخط بين سوهاج وأسوان وذلك فى الوقت الذى ارتفع فيه عدد مستخدمى هذه الشبكة من 7 ملايين نسمة سنة 1950 إلى 350 مليون نسمة فى 2017 مرشحة للزيادة خلال الفترة المقبلة لأن الناس مازالت ترى فى السكة الحديد أأمن وسيلة انتقال رغم الحوادث التى تقع والتى تحدث فى كل مكان بالعالم والتى نسعى للحد منها عبر تطوير المنظومة القديمة وتقليل نسبة الخطأ البشري من خلال منظومة إلكترونية حديثة للتحكم في الإشارات والقطارات على مستوى جميع الخطوط, تجعل هناك سيطرة إلكترونية من خلال غرفة المراقبة المزودة بنظام تشغيل حديث وأجهزة كمبيوتر متطورة. وأضاف "أبو هرجة", أن عملية تطوير السكك الحديدة تتطلب امكانات مادية باهظة وسيساعد دخول القطاع الخاص فى انجازها وأكد أنه لا توجد خصخصة للسكة الحديد وأن تعديل بعض نصوص قانون السكك الحديدية الذى وافقت عليه الحكومة يتيح مشاركة القطاع القطاع الخاص مع الدولة بمجال صيانة وعمل خطوط سكك حديدية جديدة حيث تحتاج عملية التطوير إلى 160 مليار جنيه مصري وهو رقم يصعب على الدولة توفيره.ولكن هذا لا يعنى خصخصتها. وأوضح أن عقد الالتزام مع القطاع الخاص وفقا لتعديل قانون السكك الحديدية سيكون لمدة 15 عاما. وتابع "أبو هرجة": نحن نعمل وفق خطة كاملة للتطوير تنتهى عام 2022 وتشمل تطوير البنية الأساسية والوحدات المتحركة ونظم الإشارات والكهرباء بالإضافة إلى تطوير المزلقانات إلى "كهربية", وخلال عامين ستكون لدينا منظومة أمان يرضى عنها الجمهور وترضى عنها السكك الحديدية, وذلك بعد الانتهاء من هذه المشاريع والراكب سيشعر بذلك تباعًا ونسبة الحوادث ستقل كثيرًا لأننا لا نعمل على تطوير الإشارات قطعةً واحدةً إنما نعمل على قطاعات وعندما ينتهي قطاع من التحديث يدخل التشغيل . وأضاف: بالفعل بدأنا بافتتاح برج محطة بركة السبع بنظام الإشارات الجديد بهدف استبدال النظام الحالي الكهروميكانيكي بنظام إلكتروني حديث يعمل على زيادة معدلات السلامة ويسمح بمسير القطارات بسرعة 160كم\ س بدلًا من 120 كم\س وبدون الاعتماد على العنصر البشري كما نقوم حاليا بتطوير الإشارات بداية من منطقة "عرب الرمل" وصولا للإسكندرية وبالفعل انتهينا من التنفيذ ولم يتبقى سوى "إيتاى البارود" ثم الإسكندرية وبذلك نكون قد "كهربنا" خط القاهرة- الإسكندرية وأدخلنا عليه أحدث أنظمة الإشارات العالمية في مراقبة وتسيير القطارات. وواصل حديثه: بالنسبة للوجه القبلى ننفذ حاليا مشروع تطوير الإشارات من بني سويف حتى أسيوط بطول 250 كم بالتعاون مع البنك الدولي وجار التعاقد على تطوير إشارات السكك الحديدية من نجع حمادي إلى الأقصر, وأضاف: نعمل كذلك في تطوير الإشارات على خط "بنها – بورسعيد" بطول 213 كم بتمويل من الصندوق الكويتي العربي كما تم التعاقد مع شركة سيمينز على كهربة إشارات ما بين خط بنهاالزقازيق إلى الإسماعيلية بورسعيد، كما نجرى دراسة الأوضاع على خط طنطاالمنصورة. وقال أبو هرجة , إن هناك مخططا لتطوير العنصر البشرى أيضا فننفذ حاليا خطة تدريب عاجلة للعاملين في 29 وظيفة من الوظائف الحرجة بالهيئة بدأت يوم 10 سبتمبر وستستمر لمدة 3 شهور في معهد وردان للتدريب وتهدف لتأهيل قائدي القطارات ومساعديهم بقطاع المسافات الطويلة والقصيرة ونقل البضائع والعاملين بنظم الإشارات والسكك, وتشمل الخطة التركيز على نقاط الضعف المتسببة في الحوادث للحد منها والتدريب على كيفية التصرف السريع في حال وجود أعطال مفاجأة وفي حالات التشغيل غير العادي. وتابع أبو هرجة أن حركة التشغيل فى السكة الحديد الآن تشهد انتظاما كبيرا وهناك توجيهات مشددة من الكتور هشام عرفات وزير النقل بأن تكون القطاراتُ آمنة 100% عند خروجها للتشغيل وبالفعل ضاعفت الهيئة من "ورديات" الصيانة للجرارات ووفرت قطع الغيار المطلوبة, والتأخيرات تراجعت إلى 20 دقيقة في الوجه البحري و35 دقيقة في الوجه القبلي.وأشار إلى أنه فى سبيل تحسين الخدمة, تعاقدت الهيئة مع شركة "جينرال اليكتريك" على شراء 100 جرار بقروض ميسرة وميزة هذا التعاقد اشتماله على عقد صيانة لمدة 15 سنة كما يدخل في إطار الصفقة صيانة 81 جرارًا تشهد أعطالًا متكررة و ستدخل هذه الجرارات التشغيل بعد أربعة شهور بالإضافة إلى توريد 100 جرارا جديد بعد تجريب المواصفات الفنية للقطار وبمجرد موافقة اللجنة الفنية ستدخل التشغيل فورًا وكل ذلك بحد أقصى عامين. وبالنسبة للرحلات الملغاة أوضح أبو هرجة أن ما تم إلغاؤه هو بعض القطارات ذات المشغولية الضعيفة والتي ليس لها جدوى اقتصادية و نحن لم نلغ القطارات فحسب بل أضفنا عربات القطارات الملغاة في قطارات المواعيد القريبة منها وبالتالي لن يتأثر الركاب بمعنى أنه بدلًا من تشغيل قطارين على خط واحد سيتم تشغيل قطار فقط عقب تزويده بعربات القطار الآخر وهذا وفر لنا أيضا عدد من الجرارات نستخدمها فى تحقيق انتظام حركة التشغيل فى ظل تهالك معظم الجرارات بسبب انقضاء عمرها الإفتراضى. وعلى صعيد تطوير المزلقانات قال أبو هرجة أن الهيئة انتهت من كهربة وتشغيل 252 مزلقانًا من أصل 1332 مزلقانًا شرعيا بالهيئة وفق خطة التطوير كما أننا ما زلنا نعمل في دراسة وفحص المزلقانات الأكثر كثافة مرورية وإمكانية تحويلها إلى أنفاق وذلك على مستوى الشبكة ككل أما بالنسبة للمزلقانات غير الشرعية فيتم التعامل معها من خلال شرطة النقل والمواصلات مع المحليات حيث تغلقها الشرطة وتتخذ الإجراءات اللازمة وتحرر محاضر للمخالفين وتحولها للنيابة. وأشار أبو هرجة أنه لا توجد نية لزيادة أسعار تذاكر السكة الحديد فى الوقت الراهن وأن الأولوية الآن لتحسين الخدمة المقدمة للجمهور عبر عملية تطوير الهيئة.