أوحت السلطات القطرية بأن نفوذها على حركة حماس الفلسطينية مازال مستمرا، عارضة على الإسرائيليين مبادلة رفات جنود إسرائيليين بلقاءات مع زعماء اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة، في مسعى لممارسة ضغوط من أجل التدخل في حل أزمتها المتفاقمة مع دول المقاطعة العربية. وتساءلت مجلة "فوربس" الأميركية عن الأسباب التي تجعل الدوحة تعرض مبادلة رفات إسرائيليين بلقاءات مع قادة يهود. وأشارت المجلة في مقال كتبه ريتشارد مينتر إلى أنه بعد ثلاث سنوات من مقتل ضابط إسرائيلي تستخدم قطر جثمانه كورقة مساومة من قبل الرجال الذين تستأجرهم الدوحة، في إشارة إلى قيادات بحركة حماس مازالوا مقيمين في قطر. ووصفت الأمر بأنه ربما كان الجزء الأكثر غرابة واشمئزازا في محاولات قطر غير المسبوقة للتواصل مع جماعات اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة. ونقلت المجلة عن قيادات يهودية أميركية أنهم تلقوا عرضا يفيد باستعداد الدوحة لمقايضة لقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدى زيارته القريبة إلى نيويورك بجثة الضابط الإسرائيلي هادار غولدين الذي اختفى في غزة عام 2014 وأعلنت حماس لاحقا أنها قتلته، وجثمان جندي إسرائيلي آخر محتجز لدى حماس. وقالت إن أمير قطر، الذي لا يلتقي عادة إلا بكبار قادة الدول، يعتزم هذه المرة لقاء جمعيات الضغط اليهودية الأميركية، وذلك على هامش مشاركته في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ورأى مينتر أنه لو وافقت بعض المنظمات اليهودية على الجلوس مع أمير قطر فلأنه تم إبلاغ بعض قادة اليهود في الولاياتالمتحدة أن جثمان غولدين وجثمان جندي إسرائيلي آخر ستعيدهما حماس إلى ذويهما في إسرائيل. ويكشف التقرير أن قطر لجأت إلى نك موزن أحد أغرب المحامين ليتوسط لها، وهو ناشط يهودي عمل مساعدا لرئيس الفريق الانتخابي للمرشح تيد كروز. ونقلت المجلة عن شمولي بوتيتش أحد الحاخامات اليهود البارزين في الولاياتالمتحدة تأكيده تلقي تحذير من أن حملتهم الإعلانية قد تنفجر في وجوههم لأن حماس ستعيد فورا جثماني الجنديين الإسرائيليين بضغوط من قطر. وكان الحاخام بوتيتش قد موّل إعلانات في الصحف الأميركية وكتب مقالات ينتقد فيها محاولات قطر للتواصل مع اليهود. وتتساءل بعض الأوساط المراقبة للشأن الفلسطيني عما يمكن أن تسببه العلاقة القطرية مع حماس من ضرر على العملية التصالحية التي تقودها القاهرة بين قطاع غزة والضفة الغربية.