الأمر الأكثر خطورة على الإطلاق هو ما كشفته صحيفة "الجارديان" البريطانية خلال الأيام الماضية عن اسم جديد يمكن أن يزيد من تورط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وأسرته فى مسألة التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة ، وهو اسم المليادير آراس أجالاروف، المعروف باسم "دونالد ترامب روسيا", حيث ذكرت الصحيفة أن أجالاروف وابنه مغنى البوب "إمين" ربطتهما علاقة بأسرة ترامب لأعوام، موضحة أن الرسائل التى نشرت مؤخرا من قبل ابن دونالد ترامب ترجح أن الملياردير الروسى ربما كان جزءا من الجهود الروسية لمساعدة معسكر ترامب فى الانتخابات الرئاسية. وكشفت الرسائل التى أرسلها روب جولدستون، المسوق الإعلامى لإمين أجالاروف إلى ابن ترامب ترجح أن أراس أجالاروف أعطى "معلومات رفيعة المستوى وحساسة" من المدعى العام فى روسيا مفادها أن حملة ترامب تحظى بدعم روسيا وحكومتها. واعتبرت "الجارديان" أن سلسلة الإميلات الخطيرة التى نشرها ابن ترامب تضع أجالاروف وابنه فى وسط الفضيحة الروسية المتعلقة برئاسة ترامب وعلى عكس ترامب، لا يفضل الملياردير الروسى أن يكون فى دائرة الضوء. ونقلت "الجارديان" عن مصدر فى موسكو يعرف أجالاروف قوله "آراس شخص حذر للغاية، وذكى للغاية، وغالبا يشعر بالذعر بعد ذكر اسمه فى هذه المسألة". وولد أراس أجالاروف في أذربيجان التى كانت جزءً من الاتحاد السوفيتي، لكنه انتقل إلى موسكو وبدأ أعماله فى الحرف الصغيرة، ثم انتقل فى وقت لاحق، إلى أجهزة الكمبيوتر وأخيرا أطلق سلسلة من الملابس الفاخرة ومحلات الأحذية، لتصبح إمبراطورية. فى منتصف التسعينات، قام ببناء منزل "أجالاروف" فى وسط موسكو، وهو برج سكنى نخبوى. وتقول الصحيفة إن البرج الذى يحتوى على 34 شقة فقط، لا يمكن وصفه بأنه قريب من برج ترامب فى نيويورك، إلا أنه كان من بين أوائل البنايات الفاخرة فى وسط موسكو. وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" فإن شركة أجالاروف قد فازت بالعديد من عقود البناء الكبيرة التابعة للدولة الروسية، وفي عام 2013 قلدالرئيس الروسى بوتين, أجالاروف وسام شرف الفيدرالية الروسية. وتؤكد نفس الصحيفة أن إمين أجالاروف لعب دورا رئيسيا لترتيب اللقاء بين جون دونالد ترامب ، والمحامية الروسية ناتاليا فيزيلنيتسكايا , حيث قال إمين له , إن بحوزتها معلومات من الحكومة الروسية من شأنها أن تلحق الضرر بالمرشحة الرئاسية السابقة الديمقراطية هيلاري كلينتون وحملتها الانتخابية. وقال روب جولستون، إنه اهتم بتفاصيل اللقاء العام الماضى فى برج ترامب فى "نيويورك" بحسب الصحيفة. وفى تقرير أيضا لشبكة "سي إن إن"، أكدت أن المحققين حددوا هوية شخص آخر حضر الاجتماع المثير للجدل في 2016 بين دونالد ترامب الابن ومحامية روسية لتزويده بمعلومات من الحكومة الروسية من شأنها الإضرار بهيلاري كلينتون. ويحاول ترامب وابنه ومسؤولو البيت الأبيض الحد من التداعيات التي تسبب بها، خصوصا أن قبول نجل الرئيس الأمريكي الحصول على معلومات من حكومة أجنبية للإضرار بمنافسة والده في المعركة الرئاسية يعتبر في نظر البعض جريمة تستوجب محاكمته.وبحسب الشبكة الإخبارية الأمريكية، فإن الشخص الآخر الذي حضر الاجتماع هو "آيك كافيلادزه نائب رئيس مجموعة "كروكوس" الذي حصل قبل سنوات على الجنسية الأمريكية. ومجموعة "كروكوس" متخصصة في العقارات ويقودها الملياردير الروسي آراس أجالاروف الذي تعاون مع منظمة ترامب في تنظيمها لمسابقة ملكة جمال الكون 2013 في روسيا. والأشخاص الذين شاركوا في هذا الاجتماع بلغ عددهم 8 أشخاص، إضافة إلى الابن البكر لترامب والمحامية الروسية ناتاليا فيزيلنيتسكايا، فهناك صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، ومدير الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري في حينه بول مانافورت، وروب جولدستون الذي كان أول من اقترح على ترامب الابن عقد الاجتماع، والناشط السياسي الأمريكي الروسي رينات أخمتشين، ومترجم حضر مع المحامية الروسية. وكان نجل ترامب، نشر وثائق تفيد بأنه تلقى في 3 يونيو 2016 رسالة إلكترونية من جولدستون وكيل أعمال المغني الروسي أمين أجالاروف الذي تربط عائلته علاقة صداقة بعائلة ترامب، أبلغه فيها بأن النائب العام الروسي عرض على أراس أجالاروف، والد المغني، "تقديم معلومات ووثائق رسمية إلى حملة ترامب تكشف علاقات لهيلاري بروسيا ويمكن أن تكون مفيدة جدا لوالدك". كما سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، في تقريرٍ لها الضوء على الملياردير الروسي أراس أجالاروف وابنه مغني البوب «إمين»، موضحة أنه كان همزة الوصل بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وروسيا. وفي تقريرها بعنوان «الرجل الذي يقود اتصالات ترامب وروسيا»، ذكرت الصحيفة الأمريكية أن العلاقات بين الرئيس الأمريكي وقطب العقارات الروسي ظهرت للعلن في عام 2013، عندما استضاف «أجالاروف» وابنه «ترامب» في روسيا، وبدت العلاقة بين قطبي العقارات وقتها تتسم بالثقة الشديدة، لدرجة أن «ترامب» أمر حراسه الشخصيين بالانصراف لثقته في حراسة «»أجالاروف«وابنه. واعتبرت «واشنطن بوست» أن سلسلة المراسلات إلكترونية الخطيرة التي نشرها ابن «ترامب» وكانت بينه وبين «جولدستون»، ورحب فيها بشدة بإمكانية حصوله على «معلومات حساسة ورفيعة المستوى ويمكن أن تسبب إحراجًا للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون»، تندرج في إطار علاقة الحكومة الروسية ب«ترامب»، وتضع «أجالاروف» وابنه في قلب هذه الفضيحة. يذكر أن «أجالاروف»، 61 عاما، روسي منحدر من أصل أذربيجاني، بدأ حياته كبائع للأفلام الهوليودية الأمريكية المهربة في زمن الاتحاد السوفيتي، وبحلول عام 1990، انتقل إلى تنظيم المعارض التجارية، ثم تحول إلى مستثمر عقاري بعد سقوط الاتحاد. وبنى «أجالاروف» ثروته في المقام الأول من خلال العقارات، وازدهرت ثروته إلى ما يقرب من 2 مليار دولار، وفقا لمجلة «فوربس» الأمريكية، وابنه «إمين» كان متزوجا من ابنة رئيس أذربيجان في عام 2006، وانفصلوا في عام 2015.