"اللهم إني صايم" هو عنوان الكوميديا الاجتماعية الجديدة التي تعرضها شبكة قنوات "ام بي سي مصر" في رمضان، مع النجم مصطفى شعبان، في ثالث عمل على شاشتها بعد "مولانا العاشق" و"أبو البنات"، حيث يتعاون شعبان في العمل الجديد مع الكاتب أحمد عبد الفتاح الذي رافقه في نجاحاته السابقة، وهو أول تعاون مع المخرج أكرم فريد في الدراما التلفزيونية. ويشكّل ظهور ماجدة زكي مفاجأة تعطي للعمل نكهة مختلفة، وجواً مرحاً إضافياً على ذلك الذي يضفيه مصطفى شعبان، هذا بالإضافة إلى تقديم ريم مصطفى شخصيّة مغايرة عن كل أدوارها السابقة، وبمُشاركة فراس سعيد، ووفاء صادق، ومي نور الشريف، عمرو العمروسي، وخالد عليش، وسليمان عيد، وندا موسى، ولقاء سويدان، وسليمان عيد، وبمشاركة صلاح عبد الله، وعزت أبو عوف، وأحمد حلاوة وضيوف شرف من الكويت وغيرهم. ففي أجواء كوميدية، تدور قصة العمل حول نصّاب مُحترف يوقع الكثير من الناس في مصيدته عبر استخدام حيل مختلفة بدهاء ومكر، إلى أن تأتي لحظة التحوّل الكبير التي ستقلب كافة الموازين، وذلك ضمن حبكة درامية يملؤها التشويق كتبها الكاتب أحمد عبد الفتاح في معادلة جمع فيها بين السلاسة والعمق، والتقطتها عدسة المخرج أكرم فريد بأناقة ومشهدية جميلة. وتعود الممثلة ماجدة زكي مجدداً إلى الدراما التلفزيونية من خلال "اللهم أني صايم"، في دور الأم التي تعتبر ابنها هو أغلى ما في حياتها، وتبرّر له أفعاله الطائشة إلى أن يقع المحظور، وتقول: "هي أم مصرية طيبة فيها كل الجوانب في شخصيتها من قوة وضعف وجدعنة وهي المرأة المتعاطفة مع المحتاج والمتعاونة مع جيرانها والخدومة جداً تضحك مع أولادها حيناً وتقسو عليهم حيناً آخر، تبكي معهم ثم تشجعهم وتقوي من عزيمتهم أحياناً، هي ببساطة إنسان من لحم ودم وفيها كل الخصال والطباع وتحمل في داخلها الخير والشر"، وتشرح زكي قائلة: "إنها أم لبنتين وشاب تعتبره سندها في الحياة وعوضها في الدنيا، فهو بالنسبة لها الابن والحبيب والزوج والأب هو باختصار "ديك البرابر" تشكو له همومه وتلعب معه، حتى أنها تضغط على البنات وتقسو عليهن من أجله، تخبره بمشاكلها وتصالحه على زوجته عندما يقع الخلاف بينهما، وتحمل الشخصية مفاجآت سيتفاعل معها المشاهد وتضحكه من كل قلبه". أول رد فعل عندما تتحدث ريم مصطفى عن دورها هو الضحك وتقول: "ما قدمناه ناتج من شدة الانسجام في التمثيل بين مصطفى وبيني، وهذه أول تجربة كوميدية بحتة بالنسبة لي تعتمد كوميديا الموقف، وأول تعامل مع مصطفى ويحملني مسؤولية كبيرة خصوصاً أنني أقدم دور النصابة وهو أول كاراكتير يعتمد كوميديا الموقف في حياتي"، وتابعت" كنا نصور في الغردقة، وتضمنت المشاهد بيننا بعض الارتجال في ظل وجود انسجام تام مع مصطفى إلى حد فوجئت بمواقف منعت نفسي من الضحك كي لا أفسد أحد المشاهد مع مُصطفي شعبان والفنان الكبير عزت أبو عوف، وقالت ريم استمتعت جداً في كواليس المسلسل وبالمشاهد التلقائية فيه"، وسعدت جدا بالعمل مع ماجدة زكي قائلة :" كنت أعشقها مع مصطفى شعبان في "عائلة الحاج متولي"، واليوم أنا أقف إلى جانبها". ولأول مرة في الكوميديا أيضاً، يجسد فراس سعيد شخصية صاحب الشركة التي يعمل فيها مصطفى شعبان، ويشرح قائلاً: "أقدم دور هشام وهو رجل محتال ولا يتوانى عن النصب على أقرب الناس إليه، فتكون زوجته هي واحدة من ضاحاياه، ويعتمد على صديقه، إلى ان يفاجئه هذا الأخير بالتوبة وبعبارة "اللهم إني صايم"، فلا يفهم هشام ما يحدث، ويظن أنه يمازحه"، مشيراً إلى أن "الشخصية مختلفة عن كل أدواري السابقة، حيث أجسد شخصيّة النصاب الدولي، الذي يتقن أكثر من لغة، وحين تستدعي الحاجة يخرج السبحة من جيبه مدعياً التقوى والهداية لإقناع مستثمر خليجي بمشروعه، وذلك بعدما نصب على زوجته وأخذ مالها". ويثني على العمل مع المخرج أكرم فريد، قائلاً "هو أكاديمي ويدرك جيداً ماذا يريد" . أما الفنانة لقاء سويدان فتؤدى دور ضحية تقع في شباك رجل فتتزوجه فيسطو على أموالها، فتقرر الانتقام، وتوضح " أجسد شخصية رضوى وهي نجلة سفير أحبت رجلاً هو هشام لكنه لا يبادلها الحب بل ينصب عليها ويخونها، ويأخذ مالها، فتبحث عن معلومات لتكشف ما فعله من أجل تصفيه الحسابات معه، وتجد من يساعدها ويقف إلى جانبها للوصول إلى أهدافها". وفي ثاني تجاربه الدرامية بعد مسلسل "ساحرة الجنوب"، يتولى التنفيذ هنا المخرج أكرم فريد، ويقول: معتاد على العمل السينمائي أكثر، ومقلّ في الدراما لأنني عند تنفيذ مسلسل فلا بد أن أقتنع به، وهذا ما حدث مع مسلسل "اللهم إني صايم"، لأننا نقدّم كوميديا اجتماعية تعتمد على المواقف الطريفة التي تحدث داخل الأسرة وبين أفرادها، وهذه مسألة في غاية الصعوبة"، ولا يشعر فريد بالغربة عن تنفيذ عمل كوميدي، قائلا: "هذا ملعبي، وعوامل النجاح متوافرة في هذا العمل وفي مقدمتها اسم مصطفى شعبان، وحضور الفنانة ماجدة زكي وهي ليست مجرد ممثلة كوميدية فقط، بل من أقوى الممثلات اللاتي تقابلهن في حياتك كمخرج، وتستطيع أن تنقلك في لحظة من الضحك إلى البكاء الهستيري، وهي من القليلات القادرات على ذلك ببراعة نادرة". ويطرح فريد تساؤلاً إجابته النموذجية معروفة وهو عما إذا كانت فكرة الصيام تقتصر على الامتناع عن الأكل والشرب أم هي علاقة بين الله والإنسان ؟... ويستشهد بالآية القائلة "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"، ليقول "لا يصح أن تساوم الله فتصوم وتصلي من أجل هدف معين أو غاية تصبو إليها"، ويشير إلى أن "مصطفى شعبان يعمل في سياق الأحداث في إحدى شركات العقارات التي تبيع مشاريع سكنية وعقارية، ونتيجة لظروف معينة حصلت معه، قرّر الانتقام من بعض الناس عبر استدراجهم لأخذ أموالهم، وبذلك سنراه في شخصيات كثيرة ومتعددة، وبطريقة لم يقدمها سابقاً"، ويلفت إلى أن "الناس ستنتظر المواقف الكوميدية التي تحدث بين "علي" و"عزيزة" ،ويثني على أداء وفاء صادق ومي نور الشريف لدوريهما، ويعتبر أن "ريم مصطفى ستكون مفاجأة، في دور كوميدي تصد وترد فيه مع الكوميديانات".. من جانبه أوضح الكاتب أحمد عبد الفتاح أن الانسجام والتفاهم هو ما يجعله مستمر في الكتابة لمصطفى شعبان، فضلاً عن كون الشخصية تليق به، مشيراً إلى أنه في حياتنا تشعبات كثيرة من مذاهب وأفكار وتفاصيل غير عاديّة تجعلنا تائهين فيها ومتخبطين في يومياتنا، ويلفت إلى أن همّنا الأساسي من العمل هو العودة بالعائلة مرة أخرى إلى الشاشة، من تفاعل الأم مع الابنة والزوج مع الزوجة، بوجود العمة والخالة بأسلوب يعيدنا إلى أجواء المسلسلات التي تربينا عليها وأحببناها في الماضي، وأصبحت اليوم من كلاسيكيات التلفزيون والدراما، ونتوجه من خلالها إلى كل بيت مصري وكل مواطن فيها سواء أكان من الطبقة الفقيرة، المتوسطة أو الثرية، وباختلاف ديانته ومذهبه، وبذلك سنرى العائلة المصرية بكل مكوناتها. ويثني أحمد عبد الفتاح على الإضافة التي تشكّلها ماجدة زكي للعمل، قائلا: هي قيمة فنية تغيب عنا منذ فترة والجمهور يحبها ويتفاعل معها ويعشق أدوارها وأداءها، والدور هنا يناديها، معربا عن سعادته بالتعامل مرة أخرى مع صديق عمره المخرج أكرم فريد، لأول مرة في الدراما التلفزيونية بعدما قدما معاً أكثر من عمل سينمائي.
