يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي غدًا الأربعاء 3 مايو الجاري إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في زيارة لمدة يومين، لإجراء مباحثات مع قيادات دولة الإمارات تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، ومواصلة التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتأتى زيارة الرئيس لدولة الإمارات –بحسب بيان للرئاسة- في إطار علاقات الأخوة الوثيقة بين مصر والإمارات، بما يساهم في دفع أفق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وتأكيدًا لحرص الجانبين على استمرار التنسيق بشأن سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الأمة العربية، بهدف تعزيز العمل العربى المشترك وحماية الأمن القومي العربي. من جهتها أكدت مصادر مطلعة لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن لقاء مرتقبا سيجمع المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، وفايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الليبية، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي اليوم الثلاثاء. وقالت المصادر يأتي اللقاء استجابة لدعوة وجهها لهما الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات، ولم تذكر المصادر البنود التي ستتم مناقشتها في هذا اللقاء. وكان خليفة حفتر رفض في وقت سابق عقد لقاء مع السراج، لبحث سبل تسوية الأزمة الليبية في القاهرة، وسط جهود دبلوماسية مصرية لعقد هذا الاجتماع. ورجح مراقبون أن يلتقي الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد بالسراج وحفتر غدا في أبو ظبي من أجل بحث تسوية سريعة وعاجلة للأزمة الليبية خاصة في ظل المتغيرات الدولية الجديدة ونجاح قوات المشير حفتر في السيطرة على الحدود ومنع تهريب السلاح للداخل الليبي. ولفت هؤلاء أن اللقاء لن يخلو من نقاشات حول معظم المشاكل التي يواجها العالم العربي خاصة الأزمة اليمنية ومستقبل القضية الفلسطينية وكذلك التنسيق والعمل العربي المشترك من أجل منع تدخل دول الجوار في الشؤون العربية. وشهدت العلاقات السياسية بين مصر والإمارات دفعة قوية عقب «30 يوينو»، حيث أيدت أبوظبي وأكدت دعمها الكامل والمستمر للشعب المصري في تنفيذ خارطة الطريق، التي أعلنتها القوات المسلحة بمشاركة القوي السياسية والدينية، وتبادل الطرفان الزيارات رفيعة المستوى. كما لعبت الدبلوماسية الشعبية المصرية دورًا في دعم العلاقات مع أبوظبي، حيث أعربت عن تقديرها وشكرها لموقف الإمارات الداعم للقاهرة. وشهدت السنوات الماضية تنسيقًا وثيقًا بين البلدين على الصعيد السياسي خاصة حيال القضايا الرئيسية مثل القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية وغيرها، وتعددت لقاءات قيادتى البلدين ومسئوليها على كافة المستويات للتنسيق حيال تلك المواقف، وهو ما أظهر نجاحًا كبيرًا فى العديد من الملفات التى تحظى باهتمام الجانبين، وكان استثمار تلك العلاقات السياسية المتميزة نصب عيني قيادة البلدين بهدف الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين البلدين. وتعد الزيارات المتبادلة بين الإمارات ومصر من أهم علامات قوة العلاقات بين البلدين الشقيقين، وقد شهدت الفترة الأخيرة عدة زيارات مهمة للمسؤولين في البلدين، نتناولها على النحو التالي: ففي 2 /12 /2016 قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة للإمارات للمشاركة فى احتفالات الدولة باليوم الوطني الخامس والأربعين، والتقى الرئيس السيسي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، تطرقت المباحثات إلى سُبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. وفى 10 /11 /2016 قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى، بحثا الجانبان سُبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، كما شهد اللقاء تباحثًا حول المستجدات على الصعيد الإقليمي في ضوء الأزمات القائمة بالمنطقة، حيث تطابقت رؤى البلدين بشأن ضرورة تعزيز جهود لم الشمل العربي وتعزيز وحدة الصف والعمل على احتواء الخلافات القائمة إزاء سُبل التعامل مع التحديات التي تواجه الوطن العربي، وذلك من خلال مد جسور التواصل والتعاون والحوار بما يحقق التوافق العربي المنشود، كما تم التأكيد على أهمية بذل مزيد من الجهود بهدف التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من الدول العربية، بما يحفظ وحدتها وسلامتها الإقليمية ويصون مؤسساتها الوطنية ومُقدرات شعوبها. وفى 25 /5 /2016 قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأكد الشيخ محمد موقف بلاده الداعم لمصر والمؤيد لحق شعبها في التنمية والاستقرار والنمو مشيرا إلى أن مصر تعد ركيزة للاستقرار وصماما للأمان في منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل استراتيجي وأمني في المنطقة. وفى 21 /4 /2016 قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، تم خلال اللقاء التباحث بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف أصعدتها السياسية والاقتصادية والتنموية، وسبل تنميتها وتطويرها للارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزًا من التعاون والتنسيق الإستراتيجي بين البلدين بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين، لاسيما في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة والتي تتطلب تضافرًا للجهود وتعزيزًا للتكاتف ووحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المختلفة، لاسيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف. وفى 27 /10 /2015 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة، استقبله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتطرق اللقاء إلى أهمية متابعة الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وتدارك الأوضاع الأمنية في عدد من الدول العربية، وبحث الجانبان عددًا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما فيما يتعلق بالأزمات في سوريا، وليبيا، واليمن، وسبل التعامل مع تداعياتها على الأمن العربي الجماعى. وفى 18 /1 /2015 قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة للإمارات، للمشاركة فى أعمال "القمة العالمية لطاقة المستقبل"، استقبله خلالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بحث الجانبان مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وسبل تعزيز وحدة الصف العربى لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، وأهمية تضافر الجهود الدولية للقضاء على العنف والإرهاب، وقد تسلم الرئيس السيسي جائزة زايد الفخرية لطاقة المستقبل، من محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس وزراء حاكم دبي. الجالية المصرية في الإمارات يبلغ عدد أعضاء الجالية المصرية في الإمارات 250 ألفا مصريًا تقريبًا، وفقًا لإحصاءات عام 2012. ساندت الجالية المصرية بالإمارات المطالب المشروعة للشعب المصري في 30 يونيو، وقد شهدت فترة الانتخابات الرئاسية 15 - 18 /5 /2014 إقبالًا كبيرًا من جانب أبناء الجالية في الإمارات للمشاركة في عملية التصويت. وللمرأة المصرية دور مهم وبارز في الإمارات، فقد تم افتتاح جمعية سيدات مصر في دبي عام 1990 بهدف تنمية الفرد المصري والأسرة المصرية في الإمارات لخلق عنصر فعال في المجتمع عن طريق تنظيم الفعاليات والأنشطة المتخصصة، وتنمية مهارات العامل المصري داخل الدولة ليصبح وجهة مشرفة لبلده في سوق العمل داخل الإمارات.