واصل الرئيس الفلبيني، رودريجو دوتيرتي، هجومه الشديد على رؤساء دول الاتحاد الأوروبي، بسبب مطالبتهم له بإعادة التفكير في طريقة حربه على المخدرات في بلاده والتى تتنافى مع حقوق الإنسان، والتركيز على إعادة تأهيل المدمنين. وفي أحدث هجوم شنه دوتيرتي على أوروبا، قال خلال الاحتفالات بيوم المرأة في القصر الرئاسي، الجمعة الماضية، "تعالوا أيها المنتقدين من الاتحاد الأوروبي إلى هنا وسنتحدث، لأنني أريد أن أصفعكم". وسخر دوتيري من رفض دول أوروبا لسياسته في القضاء على المخدرات ببلاده، قائلًا: "ابنوا عيادات، وقدموا الكوكايين والهيرويين مثل هولندا". كما وصف الرئيس الفلبيني، في تصريح آخر ضمن سلسلة التصريحات التى هاجم فيها الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، قائلًا: "إن رؤساء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي منافقون وأبناء عاهرات"، وذلك بسبب توصية دول الاتحاد بحل مشكلة المخدرات عن طريق بناء مراكز إعادة تأهيل. وقال دوتيري، إنه لا يحتاج نصائح من الاتحاد الأوروبي أو برامج إعادة التأهيل الغبية التي فشلت في وقف المدمنين الذين يرتكبون جرائم السرقة والاغتصاب والقتل. كما وصف الرئيس الفلبينى، النواب الأوروبيين ب "المجانين"، وذلك ردًا له على قرار للبرلمان الأوروبى أدان الإعدامات التى تقوم بها الفلبين في حربها على المخدرات. وأضاف دوتيرتى، خلال زيارته الرسمية إلى العاصمة البورمية "نايبيداو"، "لا أفهم هؤلاء المجانين، "لماذا يأتون لإزعاجنا؟، لماذا يحاولون فرض أنفسهم، ولماذا لا يهتمون بقضاياهم الخاصة؟". وطالب النواب الأوروبيون، الأسبوع الماضي الأممالمتحدة، أن تأمر بفتح تحقيق دولي مستقل، حول هذه الجرائم غير القانونية التى ترتكبها الفلبين تجاه شعبها من مدمني المخدرات بطريقة وحشية، مستندين بمعلومات تتمتع بالمصداقية، وتفيد بأن الشرطة الفلبينية تخفي الأدلة لتبرير عمليات قتل خارج إطار القضاء، وهو الأمر الذي أثار غضب دوتيرتي وجعله يرد عليهم بتلك الألفاظ البذيئة. ورأى النواب الأوروبيون أيضًا أنه على حكومة الرئيس دوتيرتي، إعطاء أولوية لمكافحة المهربين وزعماء عصابات التهريب بدلا من ملاحقة المستهلكين الصغار". وقال دوتيرتي، ردّا على هذا الأمر، إن القوى الاستعمارية السابقة "المنافقة" مثل فرنسا وبريطانيا تحاول التكفير عن خطاياها. وعلى الرغم من كل تلك المحاولات الأوروبية لوقف سياسة دوتيري الوحشية في بلاده، فقد أكد مجددًا أنه سيواصل سياسته، وقال: "سيموت مزيد من الناس، قلت ذلك، لن أتوقف، سأستمر حتى قتل آخر زعيم للمخدرات في الفيليبين ومغادرة البائعين الشوارع". ويرى دوتيرتي أن علاج انتشار المخدرات في بلاده لن يكفيه مجرد بناء عيادات لعلاج المدمنين، خاصة وأن تجارة المخدرات منتشرة بكثافة في بلاده، وتخترق مؤسسات مهمة في الدولة منها الشرطة، حيث قتل منذ توليته مقاليد الحكم في البلاد، آلاف الأشخاص بتهمة تجارة أو تعاطي المخدرات، كما طالت عملية الحرب على المخدرات العشرات من رجال الشرطة أنفسهم؛ وفصلت السلطات نحو مائة شرطي خلال الأيام الماضية لتورطهم في إدمان المخدرات. ولم يخضع الرئيس الفلبيني لرغبة أوروبا أو الشعب في بلاده، بوقف سياسته ضد مدمنيي المخدرات في بلاده، فلم ينصاع للتظاهرات من قبل الشعب ولا حتي التهديدات التى تلقاها باحتمال مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية، حيث رحب بذلك ولم يتراجع ايضًا عن سياسته. وقال دوتيرتي، إن ذلك لن يرهبه وإن حملته ستكون "وحشية" وبلا هوادة، وإنه يعتقد أنه على الطريق الصحيح فيما يتعلق بحقوق الإنسان، مضيفًا أنه لم يأمر قوات الأمن قط بقتل المشتبه بهم الذين لا يقاومون الاعتقال. وقتل أكثر من ثمانية آلاف شخص منذ تولي دوتيرتي السلطة العام الماضي، وبدء حملته على المخدرات ولقي ثلث هذا العدد حتفهم في غارات وعمليات سرية للشرطة التي تقول إنها تتصرف دفاعا عن النفس. كما صرح دوتيرتي، أنه مستعد لفرض أحكام عرفية متحديا الحريصين على الدستور، لكنه تراجع سريعًا عن تلك التصريحات، وكان دوتيرتى انتخب العام الماضى، وتعهد حينها بالقضاء على المخدرات، وقد شن حملة أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص من مهربين ومدمين. وفى قرارهم، طلب النواب الأوروبيون الأسبوع الماضى من الأممالمتحدة، أن تأمر بفتح "تحقيق دولى مستقل" حول هذه الجرائم غير القانونية. وضمن الجرائم التى يقوم بها دوتيرتي في الفلبين، اعترف شرطي متقاعد أمام مجلس الشيوخ الفلبيني، بقتل نحو 200 شخص ضمن "كتيبة إعدام". وقال الشرطي، إنه قتل 300 شخص بينهم 200 قتلهم عندما كان عضواً في "كتيبة دافاو للإعدام، وتحدث أيضاً عن حالتين قتل فيهما منتقدين لدوتيرتي بناء على تعليمات من الحرس الشخصي له آنذاك عندما كان رئيساً لبلدية دافاو. ويعرف الرئيس الفلبيني بصراحته، وتوجيه الشتائم والسباب إلى كل من يزعجه، فلم يقتصر هجومه على دول الاتحاد الأوروبي فقط، كما وصف الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، من قبل، بأنه "ابن عاهرة" ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بأنه "أحمق"، وكان يلوح بيده ويشير بإصبعه في حركة بذيئة في انتقاده للاتحاد الأوروبي.