فجرت مطالبة الناشط القبطي مجدي خليل الناشط القبطي للمجمع المقدس بالكنيسة الأرثوذكسية بإلغاء تقليد "تقبيل يد الكهنة" حالة من الغضب والاستياء داخل الشارع القبطي ، حيث أكد الأقباط رفضهم لهذه الدعوة التي تمثل خروجاً علي التقاليد الكنسية وتعمل علي زعزعة المحبة والثقة بين الشعب وقيادته الدينية. كان مجدي خليل المقيم في واشنطن قد وجه رسالة إلي المجمع المقدس نهاية الأسبوع الماضي طالب فيها بإلغاء تقليد تقبيل يد رجل الدين واصفاً إياها بالهرطقة والبدعة وقال خليل في رسالته "أتوجه بكل جدية وإخلاص ومحبة إلى المجمع المقدس لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية العريقة لمناقشة هرطقة تقبيل يد رجل الدين القبطى، فعلاوة على أن ذلك من عوامل كسر الشخصية القبطية وقبولها للمذلة والخنوع والذمية، فأن الأخطر هو أن هذا الأمر يمثل هرطقة مسيحية مثل تلك الهرطقات التي واجهتها الكنيسة الأولى". وأضاف خليل في رسالته " الكتاب المقدس لم يذكر أن التلاميذ كانوا يقبلون يد السيد المسيح، فهل يد رجل الدين مقدسة ويد المسيح لم تكن مقدسة؟". وتابع: لم يذكر لنا التاريخ الكنسى أن مؤسس الكنيسة القبطية مار مرقس كان الأقباط يقبلون يديه، ومن سار على منواله من البطاركة الأوائل. وقال الناشط القبطي إن هذه البدعة والهرطقة، والتى هى ضد المسيح، كانت جزء من بناء السلطوية الدينية فى الكنيسة القبطية. وأشار إلي أن الكثير من الكنائس الرسولية توقفت عن هذه البدعة غير اللائقة- علي حد تعبيره -. وقال خليل إن البعض يخطئ بالربط بين تقبيل يد الكاهن وإمساكه بالصليب في يده الأخرى وقد شاهدنا الملايين فى قداس عيد الميلاد المجيد 2017 أمام كل رجال الدولة كيف أن البابا تواضروس كان يتعمد تقديم يده ليقبلها زملاؤه ورعيته أمام الكاميرات. ويبقى السؤال هل لو قدم قبطى عادى يديه وبها صليب للعامة من الأقباط فهل سيقبلونها؟، مما يعنى أن التقبيل خاص برجل الدين وبيده تحديداً. وتابع أن تقبيل يد رجل الدين وعمل هى هرطقة وثنية منقولة من الديانات القديمة عندما كان الكاهن إله أو شريك مع الآلهة مثل كهنة معبد آمون عند الفراعنة وخلافه من الديانات الوثنية القديمة. ووجه خليل في ختام دعوته رسالة للأقباط قائلاً "يمكنك أن تقبل يد رجل معين لتقديرك له ولدوره وليس لأن يده مقدسة، مثلاً تقبل يد الأم تريزا أو مجدى يعقوب أو نجيب محفوظ إذا رغبت فى ذلك، ولكن يبقى هذا التقبيل مسألة فردية اختيارية للدور وليس لأنه واجب مقدس أو لأن يده مباركة ومقدسة، وليس لفئة كاملة كما يحدث بتقبيل يد كل رجل دين قبطى بزعم أن يده مباركة ومقدسة". من جانبه قال مينا أسعد أستاذ اللاهوت الدفاعي إن "التقبيل" في عادة الشعوب الشرقية هو علامة قبول القيادة والتعليم ويكون عادة موجه للأكبر سنا والأكثر خبرة خاصة القائمين على التعليم والإرشاد والكهنة تحدث وقد تحدث عنها الكتاب المقدس مراراً في العهد القديم. وأشار إلي أن تقليد "التقبيل" بدأ في الفم ثم الوجه والكتف إلي أن أصبح في اليد لتظل علامة الأبوة والاحترام بين الشعب والكهنة. ورفض أسعد وصف البعض لعادة تقبيل يد الكهنة بأنها تمثل تكبراً وتعالياً من الكهنة علي أبنائهم، قائلاً "تقبيل يد الكاهن لا تعني أبداً تكبر الكاهن" موضحاً أن الكاهن في إحد المناسبات المسيحية وهي خميس العهد يقوم بغسل أرجل الشعب في الكنيسة كعلامة تواضع وتمثلاً بالمسيح ". وأضاف أن العلاقة بين الكهنة وشعبها هي علاقة حب واحترام للكهنوت ويتم التعبير عن ذلك بتقبيل الأيدي . واستنكر القس مرقوريوس صمويل الكاهن بالكرازة المرقسية الدعوة التي أطلقها مجدي خليل مشيراً إلي أن بييلي جراهام أعظم واعظ امريكى خلال السبعين سنة الماضية والمستشار الروحى لمعظم رؤساء أمريكا المعاصرين قابل البابا كيرلس السادس بانحناءة واحترام كبير ووقف بينهما رئيس الطائفة الإنجيلية القس ابراهيم سعيد وقتها في منظر رائع لرجال وخدام الله الحقيقيين - علي حد قوله -. وقال إن الأنبا غريغوريوس، أسقف عام الدراسات العليا والبحث العلمي الراحل أورد في كتابه موسوعة "اللاهوت الطقسي" تفسيراً لمسألة التقبيل ترد علي ادعاءات مجدي خليل جاء فيه جاء فيه أن مبدأ تقبيل يد الكاهن مسألة ليست عقيدة، ولا يستطيع أن يجبر أحداً على ذلك، إنما المسألة مسألة تعبير، فتقبيل الكاهن تعبير عن الحب والاحترام، إن لم يكن من حيث أنه رجل دين فعلى الأقل من حيث أنه شيخ، ومن الأدب أن يحترم الصغير الكبير، والولد يقبل يد أمه ويقبل يد أبيه كنوع من الآداب اللائقة. وفي نفس السياق أكد جرجس بشرى الناشط الحقوقي رفضه لدعوة مجدي خليل، موضحاً أن التدخل في الشأن الداخلي للكنيسة الأرثوذكسية خط أحمر لا يجوز اختراقه من جانب نشطاء الخارج من مثيري الفتن- علي حد وصفه -. وقال إن حديث خليل حول إلغاء تقليد تقبيل يد الكهنة يعبر عن جهله بتقاليد الكنيسة الأرثوذكسية وأصولها . وتابع بشرى "هذه الدعوة تثير العديد من علامات الاستفهام ومنها "ما الذي يضر خليل من تقبيل الأقباط لأيدي الكهنة.. هل يريد مثلاً زعزعة محبة وثقة الأقباط في رجال الدين والكهنوت.. أم يسعى لتأليب الأقباط ضد الآباء؟.