أصدر كتاب "الحق المبين" ب 13 لغة أجنبية للرد على الأفكار المغلوطة المنسوبة للإسلام تواصل مع الوزراء وقاد حملة لتوعية الناس بترشيد المياه وإزالة التعديات على النيل تبنى مشروع "رؤى" لمواجهة المتطرفين ورفض تقاضي أجراً مقابل ظهوره في الفضائيات ----------------------------------------------------------------------------------- نادي بتجديد الخطاب الديني منطلقاً من إحياء أفكار ونظريات إسلامية أصيلة، حتى بات أصبح من أبرز العاملين على نشر الفهم المستمد من التراث ليحتوي الواقع المعاصر بمتغيراته المتوالية.. هو الدكتور أسامة الأزهري، المستشار الديني لرئيس الجمهورية، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر والذي يجري - يتردد فى الكواليس - إعداده ليكون الإمام القادم للمشيخة. حمل "الأزهري" على عاتقه تجديد الخطاب الديني، ولم يلخّص هذه القضية في أمور دينية فقط، بل تطرق إلى أهداف اجتماعية بصبغة دينية تؤكد أنَّ الإسلام دين إنساني وحضاري ونجاح وعُمران في المقام الأول، دون مساندة من الأزهر وقياداته أو وزارة الأوقاف وأئمتها. هو أيضاً أول من خرج بمشروع علمي أزهري مؤصل، يستعرض على مائدة البحث العلمي والتحرير المعرفي الدقيق خلاصة المقولات والنظريات والأفكار التي بنى عليها فكر التيارات السياسية المنتسبة للإسلام فى الثمانين عامًا الماضية وهو كتاب "الحق المبين"، خشية أن تلتصق بالقرآن الكريم الأفهام الحائرة والمفاهيم المظلمة المغلوطة؛ وغزا الكتاب العالم شرقًا وغربًا حتى وصلت عدد طباعته إلى 13 لغة أجنبية مختلفة. لم يكتفِ "الأزهري" الذي ولد في محافظة الإسكندرية 16 يوليو 1976 في "الحق المبين" بالرد والتفنيد فقط، بل حصر مقولات الجماعات المتطرفة وضبطها وتلخيصها واعتصارها ومواجهتها بالحجة والبراهين. "الأزهري" الذي اتسم بالقبول بين الجميع، اهتم بتوعية الناس بترشيد المياه، فاجتمع مع الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية للمساهمة في حملة الترشيد في استخدام المياه والحفاظ عليها من التلوث، وخرج مؤكدًا تفهمه للتحديات في مصر، ودعمه الكامل لجميع الجهود في التعامل مع ذلك الأمر سواء فيما يخص ترشيدها أو التعديات على النيل والمجاري المائية أو تلويث الموارد المائية. وأوضح مستشار رئيس الجمهورية أهمية المشاركة في الحملة القومية للتوعية بقضايا المياه والمحافظة عليها سواء من خلال شخصه أو بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات المعنية، مثل الأوقاف والأزهر الشريف، مؤكدًا أنَّ التراث الإسلامي به عدد من المؤلفات التي تحض على المحافظة على المياه ومنع التعديات على الأنهار وتلويثها. شارك أستاذ علوم أصول الدين أيضاً في أغلب الندوات التي تعقدها مستشفى 57357 لعلاج مرضى السرطان، بل لا زال حريصًا على تكرار زياراته بعيدًا عن كاميرات الصحافة والإعلام، حيث أشار إلى أهمية تقديم الدعم للمستشفى، وطالب أن تتحول جزء من أموال الزكاة والصدقات للمساهمة في ما تحتاجه المستشفى. "الأزهري" الذي لم يتقاضى أجرًا من أي وسيلة إعلامية ظهر على شاشتها أو جرائد كتب على صفحاتها، أطلق مشروع برنامج "رؤى"، إذ يعتبر الأول من نوعه في الرد على المتطرفين فيما يثار من شبهات، حيث يستعرض أعمالًا لشخصيات ناجحة في المجتمع وأخرى متطرفة، ويرى أنَّ البرنامج مسيرة ممتدة فيها بحر من الرؤى والأطروحات المختلفة، الغرض منها إزالة التراب والغبش عن عقلية كل إنسان مبدع محب للعلم شغوف بالعمران خاصة، أنَّ هناك الكثير من الرؤى المتطرفة التي تترك الإنسان في حيرة وترمي به إلى الضياع. تبنى "الأزهري" الذي نشأ في محافظة سوهاج بصعيد مصر عدداً من الشخصيات الناجحة في المجتمع المصري من خلال برنامجه "سر النجاح"، الذي يذاع على راديو "هيتس"، ويستضيف الشخصيات الفقيرة والناجحة، إذ يقدم لها الدعم مقابل الوصول لأهدافها، كما استضاف عدد من الشباب المبتكرين والمخترعين، ورجال الورش والصناع والحرفيين، معلنا تقديم لهم الدعم في كل ما يحتاجونه لرفعة شأن مصر. لم يتعال على الفقراء والمحتاجين، فالتقى صاحب إعاقة الجسدية فى قدميه ويده اليسرى، عاملًا في ورشة لتلميع النحاس والمعادن، مؤكدًا دعمه، لوجوده نموذجًا ناجحًا وفخرًا وقدوة فى المجتمع المصري. أسامة الأزهري الذي يقترب من شغل منصب الإمام زار عدداً كبيراً من جامعات مصر آخرها عقد لقاء مفتوح مع شباب جامعة القاهرة للرد على يثير عقولهم حول التطرف، وكذلك طبعت جامعة القاهرة 10 آلاف نسخة من كتابه "الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين" تم توزيعها على الطلاب خلال اللقاء. كما أطلق دعوة للهيئات والمنظمات الدولية والمحلية الرسمية منها وغير الرسمية لتخصيص يوم عالمي للقضاء على الجوع والمرض، يتضمن التنافس بين تلك الهيئات في بذل الجهود لمقاومة الفقر والمرض في جميع مناطق العالم، حيث جاءت تلك الدعوة في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتسامح الذي يمثل خلقًا من أخلاق الإسلام. دعا "الأزهري" الذي لازم كبار العلماء في مصر والوطن العربي الشباب باختلاف عقائدهم الدينية والفكرية، إطلاق هاشتاج على موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" عنوانه: "الحضارة فريضة إسلامية"، يتضمن الدعوة لتبني سلوكيات حضارية قائمة على التسامح والرفق وتجنب السلوكيات السلبية في التعامل مع الإنسان أو الوطن وإعادة اكتشاف المواهب والعقول والعبقريات، التي تقفز بِنَا خطوات في علوم الفلك والطب والهندسة والإدارة وغير ذلك من علوم الحضارة. لم يقف دور "الأزهري" عند حد معين، فأعلن دعمه الغارمات ماديًا لحمايتهن من العودة للاقتراض ووضع برنامج لحماية المرأة المصرية، مشيرًا إلى أنه تم التصالح وتسوية أكثر من 1100 قضية على مرحلتين بخلاف قضايا الضامنين لتلك الغارمات، وأنَّ إجمالي تكلفة الغارمات بالسجون يصل إلى مليار جنيه مقارنة بالقيمة المستحقة لديونهن. كما شارك الشيخ الأزهري شارك مع مؤسسة "الكبد المصري" في حملة القضاء على فيروس "سي"، معتبرًا أنَّ أكبر وأخطر تحدٍ يمكن أن يواجه المصريين هو اليأس والإحباط، وأنَّ المؤسسة وفريق العمل بها، يُعد نموذجًا للتحدي وخلق الأمل من جديد.